يُصيب عسر القراءة الكثير من الأشخاص، وهو حالةٌ تجعل من الصعب عليهم قراءة أصوات الكلام، والتعرف عليها ومعرفة مدى صلتها بالحروف والكلمات. 

ومثله مثل اضطرابات النمو العصبي الأخرى، فإنه يتطور في مرحلة الطفولة، ويمكن أن ينتقل من الآباء إلى الأطفال. علاوة على ذلك، يعاني حوالي 40% من المصابين بعُسر القراءة مشاكل في اللغة الشفوية، يمكن أن تؤثر في قدرتهم على العمل والوظيفة في المجتمع، وقد يعاني البعض أيضًا التحكم الحركي الجسيم، ويواجهون صعوبات سلوكية أو عاطفية أو اجتماعية. 

ومن المعروف أن "عسر القراءة" لا علاج له، إلا أنه لايزال بإمكانك التمتع بحياة طبيعية وتحقيق أهدافك الشخصية والمهنية، ولكن عليك أن تتعلم كيفية التعامل مع وصمة العار المحيطة بهذه الحالة، والتركيز على بناء ثقتك بنفسك، وطمس الخرافات والأساطير التي نسمعها عادةً عن هذه الحالة من أجل المضي قدماً. 

 

 

الخرافة: الأذكياء لا يمكن أن يصابوا بـ"عُسر القراءة" 
خلافًا للاعتقاد الشائع، لا علاقة لـ"عسر القراءة" بذكاء الشخص أو معدل الذكاء. ففي الواقع، يعاني العديد من الأشخاص الناجحين والشخصيات المؤثرة هذه الحالة، ومنهم: الفيزيائي ألبرت آينشتاين، والفنان بابلو بيكاسو، ورجل الأعمال ريتشارد برانسون، والممثل الكوميدي روبن ويليامز. 

ولا تختلف الأنماط الدماغية، للأفراد الذين يعانون "عسر القراءة"، عن الأنماط الدماغية لأي شخص آخر. 

وفي حين أنه من الصحيح أن "عسر القراءة"، يمكن أن يؤثر على قدرتك على التعلم، يعتقد بعض الخبراء أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم بهذه الحالة موهوبون في منطقة أو أخرى. فعلى سبيل المثال، قد يكون لديهم خيال حي، ويفكرون بأبعاد متعددة، ويظهرون فضولاً فطرياً.

الخرافة: يمكن للأدوية أن تعالج "عسر القراءة" 
"عسر القراءة" هو اضطراب في النمو العصبي، وبالتالي لا يمكن علاجه، لذا لن تؤدي الأدوية وعلاج الرؤية والعلاجات المحتملة الأخرى إلى عكس هذه الحالة. 

ومع ذلك، هناك خطوات يمكنك اتخاذها للتحكم في أعراضه، ومساعدة طفلك في التغلب عليه، مثل التدريس المتعدد الحواس، وهي تقنية تسهل القراءة عند الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. 

وقد يستخدم المعلمون المواد الصوتية والمرئية أو الأشياء اليومية، لمساعدة الطلاب على تحسين مفرداتهم والتعرف على الكلمات المكتوبة، وكذلك قد تكون التقنيات المساعدة، مثل برامج تحويل النص إلى كلام، مفيدة أيضاً، ويمكن استخدامها في المنزل وفي الفصل الدراسي. 

 

 

الخرافة: الطلاب المصابون بـ"عُسر القراءة" مجرد كسالى 
هناك خرافة أخرى شائعة، هي أن "عسر القراءة" غير موجود، حيث يذهب بعض الأشخاص إلى حد القول بأن الأطفال الذين يعانون "عسر القراءة"، هم مجرد كسالى، ويجب أن يبذلوا المزيد من الجهد لتحقيق أداء جيد في المدرسة، لكن لا شيء أسوأ من إنكار الحقيقة، حيث إن هذا الاضطراب له أساس وراثي وعصبي، ما يعني أنه يميل إلى الانتشار في العائلات، وينبع من الطريقة التي يعمل بها دماغنا، حيث إن أدمغة المصابين به موصولة بطريقة مختلفة، مقارنة بالدماغ العادي. 

ومما ينفي هذه التهمة أن العديد من الطلاب، المصابين بـ"عُسر القراءة"، يحققون نتائج جيدة في المدرسة.

إقرأ أيضاً: «جونسون» تطلق «بيبي إكسبو».. أول منصة رقمية تفاعلية لرعاية الطفل