تعلم جميع الأمهات صعوبة مرحلة الحمل، منذ بداياتها وحتى وضع المولود، وما يتخللها من لحظات مليئة بالفرح والإثارة، أو تلك التي تشعر فيها المرأة بالاكتئاب والحزن، وتتبدل المشاعر لديها بطريقة غير مسبوقة، وهو الأمر الذي يلقي مسؤولية كبرى على عاتق الرجل، للتعامل مع هذه المشاعر المختلطة والجديدة عليه، والتي لم يألفها سابقاً من زوجته.

ورغم أن الطلاق ليس شائعاً بين الأزواج في مرحلة الحمل، لكنه غير مستبعد تماماً، وقد تحمل بعض التجارب وقوعه حقاً، ويجد الرجال أعذاراً كثيرة له، خاصةً أن بعضهم يكونون عاجزين تماماً عن فهم الاضطراب العاطفي الذي تمر به الزوجة الحامل، والذي قد يذهب بها إلى القطيعة.

ولا يمكن لأي إنسان أن يحل مشكلته ما لم يدرك سبب وجودها، ولا بد من الإشارة إلى أن الانفصال خلال مرحلة الحمل قد يكون أسوأ قرار يتخذه الرجل بحياته، وتبقى ارتداداته السلبية تؤثر عليه، وعلى زوجته، وطفلهما مدى الحياة.

إليك بعض النصائح المهمة، التي تمكنك من الحفاظ على أسرتك، وزيادة الود مع زوجتك الحامل، وفهم عاطفتها المتقلبة، علماً بأن هذه النصائح لم تأتِ عبثاً، ووضعت من قبل خبراء مهمين، درسوا عدداً كبيراً من التجارب المختلفة:

1. الصدمة 
يشكل الحمل بكل تفاصيله في بعض الأحيان صدمةً للزوج، الذي قد يحتاج لوقت كافٍ لفهم تفاصيله، والتكيف مع التغير الذي طرأ على حياته وطباع زوجته. وعلى الزوجة، بدايةً، أن تعي جيداً أن زوجها يحتاج هذا الوقت، وعليها أن تصبر بعض الشيء عليه، لأن كل القلق الذي ينتاب الزوجين في هذه الفترة هو بالحقيقة قلق بشأن شيء لا يمثل مشكلة إطلاقاً، وبالتالي سيزول حتماً مع تفهمه لما يجري.

 

 

2. المشاعر الجميلة قادمة
يزداد الجدل، غالباً، بين الزوجين أثناء فترة الحمل، فالمرأة الحامل تحمل مشاعر متدفقة ومختلفة، والزوج غير معتاد هذا التغيير، لذا فإنه كزوج يتوجب عليه أن يمتلك قدرة هائلة من الصبر، وأن يدرك تماماً أن زوجته لا تتحكم ببعض التغيرات الهرمونية، التي تصيب جسدها.

وكلا الزوجين بحاجة لدعم الآخر، وأن يقفا بجانب بعضهما، وعليك أن تدرك أن شعورك بالقلق أمر طبيعي، ولا يعني على الإطلاق أنك بدأت تبتعد، لذا لا مانع من المجادلة قدر ما تريد وترغب، لكن عليك إصلاح كل شيء قبل فوات الأوان، ولا تدع التوتر يغلبك، ولا تفسح المجال للعصبية لكي تدمرك، وثق بأن المشاعر الجميلة قادمة؛ فلا تحرم نفسك منها أبداً.

 

 

3. زد التواصل بينكما
كزوج واعٍ ومحب وأملك مستقبل مزدهر، انظر واحرص على التواصل الدائم مع زوجتك، لأن التواصل الإيجابي هو أول ما تحتاجه لمرور فترة حملٍ خالية من التوتر، وهو خطوة كبيرة لكليكما، فتحدث عن كل التفاصيل، واشرح ما يزعجك.

وسيشعرك التواصل بأن زوجتك باتت أقرب إليك من أي وقت مضى، فهي تتفهم أنك تفتح قلبك تماماً لها، ولا تخفي مشاعرك عنها، وكن حريصاً على أن تحدثها دائماً عن الحمل، وتخطط معها لما ستكون الأمور عليه مستقبلاً.

 

 

4. ضع خطة للمستقبل
حاضرك المقرون بفترة الحمل، التي تمر بها زوجتك، سيكون بكل تأكيد فترة صعبة، لذا حاول التفكير في المستقبل بعد قدوم مولودكما، فمثلاً لا مانع من التخطيط لمصاريفه، وكيفية الإنفاق وميزانيتكم الجديدة، فالتفكير في المستقبل يمنحكما شعوراً جميلاً بأنكما مستمران معاً، كما أنه يهيئكما لحياتكما الجديدة مع طفلكما القادم، الذي قد يكون له تأثير كبير على كل التفاصيل التي عشتها مع زوجتك سابقاً.

5. تحمل المسؤولية 
منذ اللحظة الأولى لفترة الحمل، تبدأ غالبية النساء بالميل نحو الانعزال، إذ يشعرن بأنهن يحملن كل شيء وحدهن في هذه المرحلة، وغالباً ينتج عن هذا الشعور عدد كبير من المشكلات.

وكزوج حريص على الاستمرار والحفاظ على أسرتك؛ عليك أن تتفهم هذا الأمر تماماً، فزوجتك قد تغير حياتها بشكل كامل بنظرها، سواء كان ذلك في جسدها أو مشاعرها، لذا عليك بالتحلي بالمسؤولية الكبرى.

ولا مانع من تجاهل بعض الردود القاسية، والاتهامات التي ربما تلاحقك من قبلها، وتذكر دائماً أن مسؤوليتك في هذا الوقت تذكرة نجاحك ومرورك للأمام، وكن على ثقة أن كل هذا مؤقت وسيمر، ولن يكون سوى ذكريات تجمعكما.

إقرأ أيضاً: لماذا نتوق إلى تناول الشوكولاتة باستمرار؟