شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً باللياقة البدنية والحفاظ على الصحة، وبدأت الغالبية اتباع إجراءات مختلفة، من خلال الذهاب إلى الجيم، أو متابعة مقاطع فيديو عبر "يوتيوب"، وتنفيذ الوارد فيها في المنزل. 

ومن المعروف أن ممارسة التمارين الرياضية لها فوائد علمية عديدة، وغالباً يتحدث الأشخاص الذين ينفذون نظاماً للتمارين الرياضية، من تدريب الأثقال والمشي والسباحة إلى الجري أو البيلاتيس، في حياتهم اليومية عن كيف يجعلهم يشعرون بمزيد من النشاط، ويقلل شعورهم بالتوتر والإجهاد، ويمنحهم السعادة بشكل عام، إذ عند التمرين، يفرز دماغك هرمونات سعيدة مثل السيروتونين والدوبامين التي ترفع معنوياتك على الفور. 

لكن في بعض الأوقات، قد يجعلك التمرين القاسي تشعر بالغثيان والمرض، إذ إن شعورك برغبةٍ في التقيؤ، بعد جلسة التمرين، هو في الواقع أمر شائع جداً. 

 

 

الأمر يتعلق بتدفق الدم الذي لا يصل إلى معدتك 
أثناء التمرين، يتم توجيه الكثير من الدم الذي يضخ عبر عروقك نحو العضلات، ما يترك القليل جداً لأعضاء البطن، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالغثيان بعد التمرين، حيث يستجيب جسمك للتمرين الشاق بشكل خاص، عن طريق إرسال الدم إلى حيث تشتد الحاجة إليه، وبالتالي يترك جهازك الهضمي دون شيء. 

وبعد نقطة معينة من الشدة في التمرين، يجد جسمك صعوبة في مطابقة الطلب على الأكسجين، لذلك يبدأ تكوين الفضلات الأيضية في جسمك، مثل: أيونات الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وحمض اللاكتيك، ما يعني زيادة الحمض داخل نظامك، ما يساهم في شعورك بالمرض، إذ يزيد ذلك الشعور بالرغبة في التقيؤ. 

كما يعد التمرين بعد تناول الوجبة بوقت قصير جداً عاملاً آخر، يساهم في الشعور بالمرض بعد التمرين، حيث لن يتمكن جسمك من توليد كمية تدفق الدم اللازمة لهضم الطعام بشكل صحيح، ما يؤدي إلى الشعور بالغثيان. 

 

 

كيف نمنع الشعور بالغثيان بعد التمرين؟ 
هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك فعلها لمنع هذا الشعور، مثل أخذ المزيد من فترات الراحة بين المجموعات، حتى لأغراض التكييف الأيضي، والهدف هو توفير حافز مكثف، دون تدمير الجسم في هذه العملية. 

ويمكنك، أيضاً، إلقاء نظرة على نوعية التدريبات، الذي تقوم بها، ومعرفة ما إذا كان يمكنك العثور على المزيد من التمارين المناسبة التي لا تجعلك تشعر كأنك تريد التقيؤ. 

كما يمكن أن تكون بيئة التمرين عاملاً أيضاً، لذا تحقق من مستويات الحرارة، وتأكد من حصولك على تهوية كافية، وتأكد من شرب كمية كافية من الماء حتى لا تصاب بالجفاف. 

وعليك، أيضاً، الانتباه إلى ما تأكله قبل البدء في ممارسة الرياضة، لذا تجنب الأطعمة التي تستغرق وقتاً أطول للهضم، فمثلاً ابتعد عن الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين والدهون، واختر بدلاً من ذلك الوجبات التي تحتوي على كربوهيدرات عالية الجودة. 

وقد يكون من مصلحتك أن تنتظر لمدة ساعتين على الأقل بعد الوجبة، للانخراط في تمرين شاق.