لم يعد ممكناً حرمان الأطفال من ممارسة الألعاب الإلكترونية بشكل كامل، فقد غزت هذه الألعاب عالمنا بكل تفاصيله، ومع هذا لا يمكن إغفال تلك الآثار الضارة التي يسببها تسمر الأطفال لساعات طويلة جداً أمام الشاشات، سواء من الناحية الطبية أو النفسية.

وكما يقال دائماً: "خير الأمور أوسطها"، لذا بات لزاماً على الأهل وقاية أطفالهم من إدمان ممارسة هذه الألعاب بشكل مبالغ به، وتجنيبهم تلك الأضرار التي ستصيبهم حتماً، وما تليها من صعوبات بالغة في علاج هذا الإدمان.

حلول قابلة للتطبيق

تقول مديرة الإعلام والمناصرة في مؤسسة إنقاذ الطفل "Save the Children"، نادين النمري، لـ"زهرة الخليج"، إن مسألة قضاء الأطفال أوقاتاً طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية، باتت تشكل ظاهرة كبيرة في مختلف البلدان، وتحتاج لتدخلات حقيقية من قبل الأهل.

وتضيف النمري أن حرمان الأطفال بشكل مفاجئ ومنعهم من اللعب بتاتاً، لن يكون ذا فائدة، حتى لو وفّر الوالدان بدائل له، لأن هذا الأمر سيسبب حالة غضب كبيرة لدى الطفل، ويضعه أمام خيارات صعبة جداً.

وتبرز، هنا، أهمية دمج الأطفال بألعاب رياضية وجسدية، من خلال إلحاقهم بالأندية الرياضية، ومنحهم الفرصة لممارسة الأنشطة في الأماكن المفتوحة والآمنة كالحدائق العامة، إضافة لتشجيعهم على القراءة والمطالعة، ولا مانع من تحفيزهم على هذا الأمر من خلال تخصيص مكافآت لهم، حسب النمري.

واقع معيش

تشير مديرة الأعلام والمناصرة في مؤسسة إنقاذ الطفل إلى أن الألعاب الإلكترونية باتت واقعاً معيشاً، وتعتبر نوعاً من أنواع التسلية، ولا ضير في انخراط الطفل بها، في حال كان الأمر ضمن المعقول، مع أهمية رقابة الأهل على المحتوى.

وتشير إلى أن محتويات هذه الألعاب غير مضمونة، كون بعضها توصف بأنها ذات محتوى عنيف، كما يتيح الكثير منها إجراء محادثات مباشرة مع المشاركين فيها، ما يضع الطفل في حوار مباشر مع أشخاص لا يعرفهم، وقد يكونون أكبر منه عمراً، وربما يتسببون له بكثير من الإساءات، لذا إن الرقابة تعد أمراً مهماً على الأهل الانتباه إليه بصورة دائمة.

أوقات عائلية

ووفق النمري، فإن لتخصيص الأهل أوقاتاً طويلة لقضائها مع أبنائهم أثراً مباشراً ومهماً في الحد من مكوثهم طويلاً أمام الأجهزة الإلكترونية، مؤكدةً أن الأنشطة الاجتماعية مهمة جداً لتعويد الأطفال عليها منذ صغرهم، وبالتالي فإن كل هذه العوامل ستقيهم الوصول لإدمان هذه الألعاب.

إقرأ أيضاً:  "يوتيوب" تتيح لمشتركيها جني أموال طائلة.. بهذه الطريقة
 

وتلفت النمري، خلال حديثها، إلى أن قوانين حقوق الطفل منحته الحق في الترفيه، ووجود الحدائق العامة، والمراكز الرياضية، والنوادي الترفيهية، التي من شأنها تنمية المواهب، مع أهمية أن تكون هذه الخدمات مجانية، أو مقابل رسوم رمزية، فلها دور مهم في المساعدة بتقليص ساعات اللعب الإلكتروني.

وتختم حديثها بالتأكيد على ضرورة وضع برنامج خاص لأوقات الفراغ يدار من قبل الأهل، موضحة أن هذه الظاهرة شهدت انتشاراً كبيراً، خلال السنوات التي اعتمدت بها الدراسة عن بعد، لكنها مع عودة المدارس وتكليف الطالب بواجبات بيتية ستقل حتماً.