تعتبر «الأشواجندا»، التي يطلق عليها أيضاً اسم «عشبة الجنسنج» الهندية من أقدم الأعشاب، التي استخدمت في الطب قديماً، وهي تدخل الآن في مجالات التجميل أيضاً، وتعتبر هذه العشبة من مستخلصات الجذور والفواكه والأوراق، التي تصنع منها المكملات الغذائية، التي تحتوي على مكونات علاجية قيمة وغنية، حتى إن بعض العلماء، في السابق، سموها «النبتة المعجزة» لعلاج الكثير من الأمراض.

وتعرف أخصائية التغذية، ولاء راتب، من مركز «في إل سي سي» بمدينة العين، عشبة «الأشواجندا»، قائلة: هي شجيرات تنمو بشكل طبيعي وفير، وهي متوفرة بكثرة في الهند ونيبال وسريلانكا، كما توجد في الكثير من مناطق الشرق الأوسط ذات التربة الرملية الرطبة، وتزرع لأغراض تجارية في ولاية مادايا براديش بالهند، وتنمو في مناطق الشرق الأوسط، وأميركا الشمالية، ومناطق أخرى في أنحاء العالم، وتتميز هذه العشبة بأنها تتحمل الجفاف والحرارة، وقد يصل طولها إلى متر ونصف المتر، وأوراقها بيضاوية الشكل، ولونها أخضر، وأزهارها «جَرَسية» المظهر.

وتضيف راتب: من أهم المركبات الكيميائية، التي تحتويها العشبة: الأحماض الأمينية، ومركبات أسيل ستريل جلوكوزيدات، التي تساعد على تحسين وظائف الجسم المختلفة.

فوائد العشبة

ولعشبة «الأشواجندا» - بحسب أخصائية التغذية - العديد من الفوائد، مثل خفض مستويات السكر في الدم؛ إذ تعمل على زيادة إفراز الأنسولين، وزيادة حساسية الأنسولين في خلايا العضلات، وبالتالي يكون مفعولها مشابهاً لأدوية السكري.

علاج السرطان:

أثبتت دراسات علمية عدة فاعلية هذه العشبة في تقليل نمو الخلايا السرطانية، وإيقاف انتشارها.

علاج التوتر:

في دراسة، أجريت عام 2012، توصل العلماء إلى فاعلية هذه العشبة في علاج القلق والتوتر؛ لأنها تقلل إفراز «الكورتيزول» في الجسم، وهي المادة التي يتم إطلاقها عند الشعور بالقلق والتوتر.

فوائد تجميلية:

تعالج «الأشواجندا» قشرة والتهابات فروة الشعر، وتقلل إفراز الميلاتونين، الذي يقلل ظهور الشيب في الشعر.

تحسين صحة القلب:

تساهم هذه العشبة، أيضاً، في خفض نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الجسم، والحفاظ على صحة القلب.

تخفيض الوزن:

بسبب دور هذه العشبة الفعال والقوي في تقليل التوتر، وخفض الكورتيزول بالجسم، وتقليل المشاكل النفسية والفسيولوجية، يساهم كل ذلك في تقليل رغبة تناول المزيد من الطعام، وتقليل الشره أثناء الأكل، وبالتالي الحفاظ على وزن صحي.

استشارة الطبيب

ورغم كل الفوائد التي سبق ذكرها، فإن أخصائية التغذية، ولاء راتب، تشدد على أهمية الحذر من بعض الأضرار، التي قد تتسبب فيها عشبة الأشواجندا؛ إذا تم تناولها بطريقة عشوائية، دون استشارة طبيب، أو أخصائي تغذية، قائلة: تعتبر هذه العشبة آمنة، في حال تناولها بطريقة صحيحة معتدلة، وباستشارة الطبيب؛ فقد تؤثر في صحة الجهاز الهضمي، وقد تتسبب في ضرر لمن يعانون حساسية هذا النوع من الأعشاب؛ فتناول كميات كبيرة من نبتة الأشواجندا يمكن أن يؤدى إلى الإجهاض؛ لذا لا ينبغي تناول «الأشواجندا»، خلال فترات الحمل.

إقرأ أيضاً:  الغواكامولي تُدخل قرية مكسيكية "موسوعة غينيس"
 

وينبغي عدم تناول «الأشواجندا» في الوقت نفسه مع تناول المهدئات المعروفة؛ لأنها تزيد فاعليتها في الجسم، ولا ينبغي تناولها، أيضاً، لدى الأفراد الذين يعانون قرحة بالمعدة، أو ارتفاعاً كبيراً في ضغط الدم.

علاج نفسي

في الهند، أظهرت النتائج، التي توصلت إليها المجلة الهندية للطب النفسي، مؤخراً، من خلال بحث أجري على مرضى قيد العلاج النفسي لبعض الحالات، أن المرضى الذين تناولوا «الأشواجندا» بانتظام، لمدة 45 يوماً، كانوا أكثر عرضة للتعامل مع الإرهاق، والتوتر العصبي والقلق، بشكل أكثر كفاءة من هؤلاء الذين تناولوا المزيد من الأدوية والعلاجات.

دفعة طاقة

يبدو أن هذه العشبة القيمة، ذات الفوائد المدهشة، التي استخدمت في الطب البديل منذ آلاف السنين، وصلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأصبحت المشروب المفضل للكثير من المشاهير، ومنهم الممثلة والمغنية والكاتبة غوينيث بالترو، التي تفضل شرب «الأشواجندا» يومياً، مشيرة في أحد اللقاءات التلفزيونية إلى أنها تفضلها؛ لأنها تخلصها من الإجهاد والإرهاق، وتساعدها في الحصول على دفعة إضافية من الطاقة.