يحتفل محرك البحث الأكثر شهرة في العالم "غوغل"، بالشاعرة عوشة السويدي الشهيرة بـ"فتاة العرب"، والمعروفة أيضاً باسم "عوشة الشاعرة". لكن من عوشة السويدي وما الذي قدمته ليحتفي بها "غوغل"، وتحمل لقب "فتاة العرب"؟ هذا ما سنوضحه في السطور التالية:

وضع محرّك البحث صورة تعبيرية للشاعرة عوشة السويدي على واجهته الرئيسية.

وتعرف عوشة السويدي على أنها واحدة من أفضل شعراء الأنباط في القرن العشرين، فهي شابة من العالم العربي، وبالأخص منطقة الخليج، ولدت في 1 يناير 1920، بمدينة العين لعائلة لها ثقل كبير في الأدب.

نالت عوشة السويدي استحساناً واسعاً، من خلال شعرها وهي في سن صغيرة، وبالأخص وهي في الـ15 من عمرها، وبسببها تمكنت النساء من اقتحام مجال الشعر الذي كان يهيمن عليه الذكور تقليدياً، أي أنها هي التي شجعت الكثيرات على خوض مجال الشعر.

ولديها العديد من الأشعار التي تتناول مواضيع، مثل: الحب والحكمة والوطنية والحنين، وشعرها مستوحى من مناظر الخليج العربي والصحراء، كما تعكس القصائد المكتوبة باللغة النبطية الوقت الذي قضته في الإمارات العربية المتحدة، وتراثها، واللغة والثقافة النبطية.

وقد وصفها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأنها ركن من أركان الشعر، قائلاً: "يا ركن عود الهوى وفنه شاقني جيلك بالوصافي".

اشتهرت الشاعرة عوشة السويدي بكتابة قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدما قررت الاعتزال عن نشر الشعر في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.

وكانت عوشة بنت خليفة السويدي تكتب الشعر، وتنظم القصائد سنوياً بمعدل 3 قصائد، قبل أن تضاعفها بعد ذلك إلى 6 قصائد.

وعن سبب تسميتها بـ"فتاة العرب"، يذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كتب في أول صفحة من ديوان له في عام 1989م، الأبيات التالية:

    أرسلت لك ديوان يا عالي الشان.. ديوان فيه من المثايل سـددها

   يحوى على الأمثال من كمل من زان.. ومن كل در في عقوده نضدها

   فتاة العرب وانتوا لها خير عنوان.. ومن غيركم بقصد معاني نشدها

ومن هنا جاء اللقب الذي لازمها حتى اعتزالها في أواخر التسعينات، بعد تكريمها وتقليدها وسام إمارة الشعر في عالم الشعر الشعبي عام 1989.

إقرأ أيضاً:  "يوتيوب" تتيح لمشتركيها جني أموال طائلة.. بهذه الطريقة
 

وفي 27 يوليو 2018، فقدت الساحة الشعرية "فتاة العرب"، بعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات عن عمر يناهز الـ98 عاماً، تاركة وراءها إرثاً غنياً تفخر به دولة الإمارات، وكانت آخر قصائدها بعنوان "الغفران".

واعتباراً من هذا اليوم منذ 2011، تم تكريمها لعملها الأدبي، بالإضافة إلى أن جمعية الشعر خصصت جائزة سنوية باسم الشاعرة عوشة للشاعرات الإماراتيات، كما أنشأت مدرسة الإمارات الدولية مكتبة باسمها، وخصص متحف المرأة في دبي قسماً منه لها.