تميز، خلال مسيرته الفنية الطويلة بأدواره الشهيرة، ولعل واحدة من هذه الشخصيات كانت شخصية «أبو بدر» في مسلسل «باب الحارة»، وإلى جانب التمثيل قدم النجم السوري محمد خير الجراح مجموعة من الأغنيات المنفصلة على فترات متباعدة. لكنه، مؤخراً، أحب أن يقدم أغنياته بشكل احترافي أكثر، فجمعها في ألبوم غنائي متكامل، وصورها جميعها، وشكل لها لوحات مسرحية; ليكمل من خلالها عنصرَي التمثيل والغناء، وقدم هذا الألبوم في حفل خاص بدبي. 

* حضرنا حفل إطلاقك الألبوم الجديد، والسؤال البديهي: لماذا قدمت هذا العمل في هذا الوقت؟

- لأنه الوقت المناسب، وإذا كنت تقصد مسألة عمري، ولماذا تأخرت إلى هذا الوقت، فالقصة بالأساس حصلت معي متأخرة،  وقدمت أول أغنية «سينغل» مع الأستاذ نهاد نجار، والشاعر صفوح شغالة، وتوزيع شيرو منان، وصدرت ضمن ألبوم في حينها سميناه «نجوم حلب 2010»، وضم مطربين من حلب، مثل: شادي جميل ونهاد نجار وحمام خيري، وآخرين، والأغنية نجحت كثيراً، وقد أعجبتني الفكرة منذ هذه الأغنية، وعرض عليّ الكثير من الأعمال، وبدأت أتورط في العمل، وأصبحت أصدر كل عام أغنية أو اثنتين، ولم تكن لديّ فكرة لتقديم ألبوم، لكنني قدمت عرضاً مسرحياً في 2019 اسمه «سلطان زمانه»، وغنيت فيه، ومن ثم بدأت تتراكم الأغاني الخاصة بي، وشعرت بأنها يجب أن تصل للناس بشكل معاصر، وأن تكون مختلفة وجديدة. لذلك، قررنا تقديم هذا الألبوم ونحن لا نطلق ألبوماً بل نقدم مشروع مونولج استعراضياً، يقدم أغنية مع فرقة راقصة، ومع مادة مسرحية أكثر منها دبكة. عموماً «كل شيء بوقته حلو»، وأنا سعيد لأنني أنجزت هذا العمل.

* لاحظنا أن معظم الأغاني من المونولوج، وقدمت لكل أغنية، وتحدثت عنها.. هل المونولوج اليوم له مكانة في ظل الازدحام الحاصل بالأغاني؟

- الجمهور يبحث عن العمل المتميز، ووسط هذا الازدحام بالأغاني; إذ كل يوم تصدر 200 أغنية، وتلمع بذهننا 10 أغانٍ مثلاً، وربما استطعت العمل على هذا الأمر، وأخذ الفكرة إلى المسرح; فلا أريد فقط أن تكون الأغنية للاستماع، بل أريد أن تكون عرضاً للاستمتاع، ونحن مازلنا نجرب كل جديد في عالمنا بنوع فني أصبح ينتهي في عالمنا العربي; لذلك نريد أن نعيد إحياءه، وبعد أن أنهيت الحفل وجدت تشجيعاً كبيراً من الكثيرين بأن أكمل، وهناك دعم كبير تلقيناه، وأتمنى أن أنقل العرض إلى مستوى آخر.

طريقة مختلفة

* مَن المستهدف، خاصة أن الأغاني حلبية، هل العمل موجه إلى الجمهور الحلبي والسوري؟

- ليست كل الأغاني حلبية، فأغنية «الجو العام» ليست حلبية فشكلها ومضمونها من المدرسة الرحبانية، ولها ستايل خاص، وهناك أغانٍ أخرى ليست موجودة في الألبوم لم تأخذ هذا الطابع، لكن اضطررنا لأن ننوع، وأن نقدم شكلاً مختلفاً; لذلك أصبحت هناك كثافة في الأغاني الحلبية، كما أن الحلبيين يقدمون أغاني حلبية جديدة، ولم يعد هناك من يقدم أغنية سورية جديدة في عالمنا العربي غير النوع الجبلي والساحلي، ونستثني ناصيف زيتون، الذي يقدم أغنية سورية. أما البقية، فلا يغنون أغنية سورية، الجميع يحاولون تقديم أغنية سورية معي أو مع آخرين، مثل الأستاذ شادي جميل، وهؤلاء يقدمون أغنية ذات هوية سورية شكلاً ومضموناً بالكلمات واللحن.

* الحفل ضم حشداً كبيراً من المسؤولين والفنانين والإعلاميين، عندما صعدت على المسرح بماذا شعرت؟

- شعرت بسعادة غامرة واستمددت طاقة كبيرة من الحضور، خاصة بعد أول أغنية; إذ شعرت من نظرات الحاضرين بكمّ المحبة والدهشة مما نفعله، وأنا ابن المسرح ولا أخشى الجمهور، قد أتوجس، لكن لديَّ خبرة طويلة على خشبة المسرح، ولم أبتعد عنها; لذلك خبرتي بالتعامل المباشر مع الجمهور جيدة، ولديَّ ملكة التواصل معهم، وأن أكون طبيعياً وغير متصنع; لذلك كنت سعيداً جداً، وسعادتي كانت غامرة بعد الحفل برد الفعل الذي فاق طموحاتنا وأحلامنا.

* ما الأغنية الأقرب إلى قلبك؟

- أغنية «عرّم»; لأنها أخذت وقتاً طويلاً وتفاصيل وجهداً كبيراً، وحتى الكليب كان زاخراً جداً، وغنياً بالأفكار والمواضيع التي طرحت بها، وفي الوقت ذاته بها جملة موسيقية دافئة، وبعيدة عن المونولوج، وأقرب إلى الطرب الشعبي الخفيف والجميل.

إقرأ أيضاً:  لماذا أحب الجمهور ثنائية أحمد السقا ومنى زكي؟
 

* اليوم.. ماذا تقول للجمهور عن هذا الألبوم؟

- أتمنى، حقاً، أن تنال الأغاني القبول، وسنصدرها قريباً على المنصات، ونحن نريد أن ننقل التجربة إلى مستوى أعلى، والعرض الذي قدم أمام الإعلاميين والفنانين كنت أريد من خلاله أن أعرف آراءهم، التي أتمنى أن تكون بتجرد سواء كانت سلبية أو إيجابية، لأن هذه الآراء ستخدمنا، ولن تؤذينا، وأتمنى من كل من يرى التجربة أن ينظر إليها بعين الناقد، وليس فقط بعين الحبيب أو العدو.

* كممثل.. ما القادم درامياً، وهل هناك عمل في رمضان؟

- لديَّ عمل سأصوره في أبوظبي، هو مسلسل سعودي اسمه «اللجى»، وسيتم تصوير مسلسل كوميدي في الأردن منتصف شهر ديسمبر القادم اسمه «جلطة» يقدم كل سنة في تلفزيون «رؤيا»، وهناك حديث عن عمل في سوريا اسمه «صبايا»، لكن لم يتم الحديث عنه بشكل جدي، ويتوقع أن يكون في بداية العام.