إيمان بن حسين: «قدر» يقدم الواقع بلمسة من الخيال

حظي فيلم «قدر»، للمخرجة التونسية إيمان بن حسين، بصدى إيجابي واسع، فور عرضه في قاعات السينما التونسية، ويحكي الفيلم  قصة طبيب تشريح، يعمل ضمن شبكة سرية تحيك المؤامرات، وتصنع الدسائس; لتمرر أهدافها وسياساتها، وتناول الفيلم قصة طفولة طبيب التشريح، الذي باع ضميره للمتآمرين، حيث عاش الفقر والحرمان والتنم

حظي فيلم «قدر»، للمخرجة التونسية إيمان بن حسين، بصدى إيجابي واسع، فور عرضه في قاعات السينما التونسية، ويحكي الفيلم  قصة طبيب تشريح، يعمل ضمن شبكة سرية تحيك المؤامرات، وتصنع الدسائس; لتمرر أهدافها وسياساتها، وتناول الفيلم قصة طفولة طبيب التشريح، الذي باع ضميره للمتآمرين، حيث عاش الفقر والحرمان والتنمر، مع أنه كان تلميذاً مجتهداً في الدراسة، لكنَّ وجوده في عائلة قاسية القلب ولّد لديه نقمة كبرت معه; ليكون في النهاية أداة في أيدي الآخرين. إيمان بن حسين راهنت على أبطال بحجم اللبنانية تقلا شمعون، ومن تونس مهذب الرميلي، ويونس الفارحي، لتكوّن بهم عملاً سينمائياً، يستحق ما أثير حوله من جدل إيجابي.. حول تفاصيل العمل وأكثر، كان هذا الحوار:

* بعد 12 فيلماً وثائقياً، تبرزين اليوم بفيلم درامي.. كيف جاءت هذه الخطوة؟

- هو حلم وإصرار على تحقيقه، لم يكن شيئاً سهلاً بتاتاً، خاصة أنه تمويل ذاتي من قبل منتجين آمنوا بالفكرة، وتبنوا السيناريو، وأصروا على إنتاجه، رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها العالم إثر جائحة «كوفيد - 19». أيضاً، هو مجهود فريق تقني وفني متميز، تبنى العمل، وأعطى كل ما لديه لإنجاح «قدر».

* ما وجه الاختلاف بين الأفلام الوثائقية، والدرامية؟

- شخصياً، لا أجد فرقاً كبيراً سوى طريقة الطرح، ففي الأفلام الوثائقية نرتكز على قوة النص والفكرة والسيناريو. أما في الأفلام الروائية، التي من خلالها ستبني فيلماً كاملاً، فيكون النص الجيد هو 50% من نجاح العمل; لذلك كنت حريصة جداً، أنا وشريكاي في الكتابة: يونس الفارحي ورابعة السافي، على التميز والدقة إلى آخر لحظة; حتى نتمكن من تقديم سيناريو بهذه القوة. أيضاً شيء آخر مهم هو الحرص على التفاصيل.

* هل الفيلم مستوحى من قصة حقيقية؟

- هو مزيج من قصص وشخصيات واقعية عدة، مع بعض اللمسات الخيالية. شخصياً، كمخرجة، أعتقد أن أنجح الأعمال هي تلك التي تُستمد من الواقع، وتعكس صورة المجتمع.

* اخترت أبطال العمل بالاسم; فما الأسس التي اعتمدت عليها لاختيارهم؟

- عند كتابة السيناريو، كان كل ممثل سيقوم بالدور حاضراً أماميوكنت أتخيل الوجوه أثناء المشاهد، ما جعلني أدرك ما أريده تحديداً من كل شخصية، وهذا أهم شيء.

* من الذي أبهرك أداؤه في الفيلم أكثر من غيره؟

- كلهم دون استثناء أبدعوا، لكن لديَّ إشادة خاصة بالطفل الصغير يوسف القبلاوي، الذي يمثل لأول مرة; فقد أبهرني بتقمصه الشخصية.

* بررت أفعال شخصيات الفيلم السيئة، بعد أن قدمت صورة عن ماضيهم.. هل الفقر سبب مقنع ليصبح الإنسان سيئاً لهذه الدرجة؟

- نحن نتاج البيئة التي نعيش فيها، والتربية العائلية أو المجتمعية التي ننشأ عليها، والظروف القاسية التي نتعرض لها، كل هذه الأشياء تكوّن الإنسان الذي نحن عليه، والذي يبقى ضحية كل هذه التقلبات التي مرت به طوال حياته، فبطل الفيلم كان كل حلمه أن يمتلك حذاءً، فربما لو كان حينها حقق هذا الهدف - الذي راوده منذ الطفولة - لما اشتعلت في نفسه كل تلك النقم.

* تختارين مواضيع شائكة في أعمالك الوثائقية والدرامية.. هل مررت بمثل هذه القضايا على المستوى الشخصي؟

- (تضحك) لقد اخترت ألا أتزوج; حتى لا تصبح لديَّ عائلة; فأحملها مسؤولية اختياراتي التي تمثلني أنا فقط. الحياة اختيارات، وأنا اخترت ألا أمر مرور الكرام في هذه الحياة. أنا إنسانة مهووسة بعملي; لأنني أؤمن بأنه رسالة وأداة، يمكنهما تحريك المياه الراكدة.

* بعد «قدر».. ما مشاريعك القادمة؟

- أجهز لمسلسل عربي، ومع المنتجين أنفسهم، وأيضاً هناك فيلم روائي طويل.

* ما المواضيع، التي تتطلعين إلى تقديمها؟

- كل ما يعكس واقع المجتمعات، فقد أغير طريقة الطرح من كوميدي إلى اجتماعي إلى سياسي، لكن مع المحافظة على ما يمس المواطن والمجتمع بصفة عامة، وأتمنى أن أقدم عملاً تاريخياً يوماً ما.

إقرأ أيضاً:  ميمي جمال تكشف حقيقة اعتزالها الفن.. وارتدائها الحجاب
 

* ما أكبر التحديات التي واجهتك في هذا العمل؟

- أن أكون بمستوى ثقة فريقي، الذي اقتنع بمضمون بالفيلم، وقدم كل ما لديه ليكون عملاً مميزاً على جميع المستويات.