زينة مكي: لا توجد منطقة رمادية في حياتي!

بحضورها المتميز، تستطيع دائماً أن تتقن أدوارها المختلفة، فهي تطل مرة باللون الكوميدي الصعب، ومرة بدور إنساني يحمل قضية معقدة، وأحياناً بشخصية مركبة.. إنها زينة مكي، الفنانة اللبنانية التي استطاعت، خلال سنوات قليلة، أن تثبت نفسها بين مجموعة الفنانات اللبنانيات الشابات، اللواتي ظهرن تزامناً مع نهضة ال

بحضورها المتميز، تستطيع دائماً أن تتقن أدوارها المختلفة، فهي تطل مرة باللون الكوميدي الصعب، ومرة بدور إنساني يحمل قضية معقدة، وأحياناً بشخصية مركبة.. إنها زينة مكي، الفنانة اللبنانية التي استطاعت، خلال سنوات قليلة، أن تثبت نفسها بين مجموعة الفنانات اللبنانيات الشابات، اللواتي ظهرن تزامناً مع نهضة الدراما اللبنانية. ومؤخراً، قدمت زينة مكي الشخصية الرئيسية «زينة» في فيلم «الهيبة»، الذي نقلت من خلاله معاناة اللجوء، الذي يسود المنطقة العربية، خلال السنوات الأخيرة. 

* أنهيت تصوير مشاهدك في «صالون زهرة 2»، هل سيقدم هذا الجزء شيئاً مختلفاً عن الأول؟

- بالنسبة للجزء الجديد، هناك تطور في الأحداث، بحكم أنه امتداد للجزء الأول، وهناك تطور في علاقة كل الشخصيات معاً، ويبقى المسلسل مسلياً، ويملك حبكة جديدة، ويضم مشاكل أكثر، وجرعة الكوميديا أكبر.

* على الصعيد الشخصي، ما التطور الذي سنشاهده في شخصيتك بهذا الجزء؟

- ينتقل الجزء الثاني، حيث انتهت شخصية «رشا»، التي ألعبها وهي حامل في الجزء الأول، والآن نراها في مرحلة الأمومة وكيف تتصرف لأنها شخصية ليست سطحية، لكنها بسيطة، فنرى كيف ستتعامل مع الأمومة والزواج، وعلاقتها بـ«زهرة»، بعد أن أصبحت زوجة أخيها.

إضافة عظيمة

* لو أحببت أن تقدمي لمحة حصرية لقراء «زهرة فن»، ماذا تقولين لهم عما ينتظرونه منك؟

- هناك ضحك كثير، وهو عمل خفيف، وشخصياً أنا أحب أن أشاهد أعمال كهذا، وأقول لهم لا تغضبوا مني لأنهم ربما سيغضبون من «رشا» قليلاً. وهناك الكثير من المفاجآت، وأتمنى ألا يغضبوا من «رشا»، وأن يضعوا نفسهم مكانها في مواقف عدة.

* هناك شخصيات جديدة، ماذا ستقولين عن هذه الشخصيات التي اشتهرت بالمسلسلات الكوميدية؟

- نعم، هناك شخصيات جديدة، مثل: وفاء موصللي، وسامية الجزائري، وهدى شعراوي، وهؤلاء سيكنَّ عائلة «أنس»، ويأتين من الشام، ولا أريد إيضاح تفاصيل كثيرة، وكممثلين هن إضافة عظيمة للعمل، ولهن نكهة خاصة، فكل منهنّ خاصة سامية الجزائري تملك حركات خاصة بها، ومازلت أتذكرها بشخصية «أم محمود»، ولها ارتجالها الخاص، وتعاملها معنا كشخصيات مضحكة، وهي تمثل مشهداً لأنها تمزج الحقيقة بالتمثيل، فهن إضافة رائعة للعمل، وارتفع مستوى الكوميديا بالعمل غير أن الأحداث ستكون خليطاً بين الحزن والضحك في الجزء الثاني.

* حقق فيلم «الهيبة» نجاحاً كبيراً، وكنت في جولة كبيرة خلال عرضه.. ماذا أضافت الجولة إليك شخصياً؟

- هناك أمور عدة، حصلت لي على الصعيد الشخصي، منها تقربي من فريق العمل والأستاذة منى واصف التي تقربت لها شخصياً وإنسانياً، وهذا أمر مهم بالنسبة لي بأني تقربت منهم إنسانياً، وبالنسبة للجمهور من الجميل أن تشاهد ردود فعل الجمهور بشكل مباشر، وأنت تشاهد الفيلم معهم، والتمست هذا الشيء والضحك الذي وافق موقفاً معيناً بالفيلم أو خوفهم من لقطة، فهذه الردود عندما تراها بشكل مباشر تكون جميلة جداً.

  •  

* قدمت شخصية لاجئة بالفيلم، كم أتعبتك هذه الشخصية، خاصة في ظل سماع قصص كثيرة عن اللاجئين؟

- في الحقيقة، هذا القضية أخذتني للدور، ففيها شيء لم يُسلط الضوء عليه كثيراً بالدراما خاصة اللجوء، شعرت بأنه فرصة لأن نسلط الضوء على هذه القضية، والجميل بالأمر أننا أثناء التصوير كان معنا أناس يمثلون، وهم بالحقيقة خاضوا هذه التجربة، إذ خرجوا من الشام عن طريق البحر حتى وصلوا إلى إسطنبول، وهذا الأمر أثر فيَّ كثيراً، خاصة عندما سمعت القصص الحقيقية للذين مروا بهذه التجربة.

* زينة مكي كم تشبه «زينة الهيبة»؟

- تشبهها كثيراً، فـ«زينة الهيبة» بعيدة عن حياتي الشخصية، لكنها تشبهها في القوة والجرأة، ولا شيء يقف بوجهها، وهناك تفاصيل كثيرة بالفيلم; إذا تعمقت بها، فستفهم «زينة الهيبة» كثيراً، وهناك أوجه تشابه بيننا، وكان أداؤها السهل الممتنع، وردود أفعالها ونظراتها وطريقة تعاملها مع غيرها، خاصة مع «جبل»، ولو كنت مكانها بالحقيقة سأتصرف بذات الطريقة.

* هل صادفت «جبل» في الواقع؟

- يا ريت (تضحك)! 

* أخبريني أكثر عن «جبل».. كفتاة وأنثى؟

- «جبل» يملك كاريزما عالية جداً، ورجولة كبيرة، وهذا ما تبحث عنه الأنثى في العالم العربي وحتى في الغرب، فهو يملك قوة وهالة، وتحب الأنثى أن ترى هذا النمط من الرجال. وهناك سبب وراء حب جميع الفتيات في الوطن العربي لـ«جبل»، وأعتقد أنه أمر سيكولوجي. لم أقابل «جبل» في حياتي، لكني لو صادفته لن يكون مثل تيم حسن، بل سيكون مختلفاً تماماً، وأعتقد أنه سيكون شريراً أكثر، لكن «جبل» يملك هدفاً إنسانياً وراء كل شيء يفعله، ولا تستطيع أن تلومه على شيء، لكنه بالنسبة لي رجل بمعنى الكلمة; لذلك أغفر له كل ما يفعله.

* في المسلسلات.. ترين مشاهدك مسبقاً، لكن في السينما تتفاجئين بالنتيجة النهائية هل كنت راضية عن «الهيبة» بشكل عام؟

- أكيد راضية عنه، وأنا أتفاجأ بالمسلسل والفيلم، وأنا لم أشاهد عرضاً مسبقاً لأعمالي مطلقاً، وربما كان الفيلم طويلاً بما يعادل ساعتين و45 دقيقة، وكان يجب أن يكون ساعتين فقط، وفوجئت بطريقة إيجابية، خاصة جزء الأكشن; لأنني لم أكن أمثل به، وتفاجأت بالتقنية العالية وطريقة التصوير، لأنك عندما تكون داخل الحدث لا ترى النتيجة، وأنا أميل لطريقة التصوير السينمائي.

* نشأت وكبرت في الكويت، ألا تشدك الدراما الخليجية لخوض التجربة؟

- كبرت وأنا أشاهد الدراما الكويتية تحديداً، لكنني أريد أن أكون موجودة بالمكان الصحيح مثلاً أن ألعب شخصية لبنانية، لكن ماذا سيكون دورها بالعمل الخليجي، ولو اضطررت لأن أكون بشخصية خليجية، سأحتاج إلى تدريب كثيف على اللهجة، لأتمكن من تقديم عمل مقنع.

أبيض.. وأسود

* ترافق هذا الحوار صور حصرية لك، فماذا يعني لك اللونان الأبيض والأسود؟

- بصراحة، هذان اللونان هما الحياة، فأنا إنسانة لا أملك منطقة رمادية بحياتي، إما أبيض أو أسود، وهذا الأمر جميل، ويمثل نظرتي للحياة، ورغم حبي للألوان فإن الأبيض والأسود هما اللونان المفضلان لي، وأعتبرهما مصدر راحة.

* متى تقررين ارتداء الأبيض بحياتك العادية، ومتى الأسود.. بغض النظر عن المناسبات؟

- الأسود أنيق بكل الأوقات سعيدة أو حزينة، مثلاً منذ فترة كان لديَّ لقاء مهم، وقررت أن أرتدي أسود; لأنني شعرت بأنه سيمنحني قوة، ويزيد ثقتي بنفسي، واللون الأسود هو اللون الذي لا يخذلني في كل الحالات وكل المناسبات، والأبيض لون صيفي وشتوي، لكن هذا يعتمد على مزاجي.

* الألوان الأخرى متى تقررين ارتداءها؟

- هذا الصيف، اختبرت كل الألوان، وشعرت بروحي خفيفة، وكنت سعيدة، وتلاعبت بالألوان كثيراً، وارتديت الألوان الصارخة. أعتقد أنني عندما أكون سعيدة ولا توجد مسؤوليات، وبعيداً عن ضغط العمل، أو العائلة، أتجه إلى هذه الألوان.

* لفتني بوست نشرته، قلت فيه إنك من أصول شمالية - جنوبية، أي تجمعين كل لبنان.. ماذا يعني لك هذا المزيج؟

- مزيج رائع; لأن أمي من شمال لبنان، وأبي من الجنوب، والتقيا في الكويت، وكان حباً من أول نظرة، وأنا ولدت بالكويت، فنصفي شمالي والآخر جنوبي، كأني وحّدت لبنان بإنسانة، وبعيداً عن أي تطرف ديني وطائفي، أنا جمعت الاثنين معاً، ومغرمة ببيروت، ولا أعيش بالشمال ولا بالجنوب.

* عندما تقفين أمام المرآة وترين زينة.. ماذا تقولين لها؟

- «يعطيك ألف عافية»، على قوتك، وعملك على نفسك; حتى وصلت لما أنت عليه، بمجهودك الخاص، وبعيداً عن أهلك، وهو أمر صعب جداً، فدائماً أحفز نفسي، وأشكرها.

إقرأ أيضاً:  شذى حسون: إليسا أهانتني.. ولهذا السبب أشفق على نفسي
 

* اليوم.. تعيشين وحدك بعد الطلاق، هل تشعرين بأن الحياة صعبة، أو أن هناك حاجة للعودة إلى مؤسسة الزواج؟

- منذ أربعة عشر عاماً وأنا أعيش وحدي، فمنذ 2002 تركت أهلي بالكويت، وأتيت إلى لبنان، وتكونت شخصيتي المستقلة منذ عمر 18 عاماً بالسكن الجامعي. بعد التخرج، وفي عمر 21، أخذت منزلاً وحدي، وأنا شخص مسؤول عن نفسه وتعودت على هذا الحمل، ولا أعتبره وحدة بل مسؤولية، ولم يتغير شيء بعد الطلاق، لأن نمط حياتي السابق كان كذلك، والزواج شيء جميل، لكن لا أشعر بأهمية حصوله، ورغم أنني شخص يحب العائلة، فإنني بذات الوقت لا أمانع البقاء وحدي مادام الشخص الصحيح الذي يستحق أن أكوّن أسرة معه لم يظهر بعد في حياتي.

* أخيراً.. هل هناك أعمال لك في رمضان؟

- لم تتضح الصورة بَعْدُ، ومازلت أقرأ نصوصاً، ومازلت أصور «صالون زهرة»، لكن ربما يكون هناك عمل.