هند العتيبة: فخورة بنقل قصة نجاح الإمارات

يمثل الحضور المتألق لسعادة هند العتيبة، أول سفيرة امرأة للإمارات في فرنسا، تكريساً لتمكين النساء في السياسة الخارجية للدولة. ومن خلال منصبها الحالي، ومتكئة على مهاراتها التواصليّة الفذة، وقدرتها على العطاء والتفرد؛ تنسج وقائع «تأنيث» المجال الدبلوماسي بنجاح، ولشغفها باكتشاف آفاق جديدة، تمضي قدماً؛ ل

يمثل الحضور المتألق لسعادة هند العتيبة، أول سفيرة امرأة للإمارات في فرنسا، تكريساً لتمكين النساء في السياسة الخارجية للدولة. ومن خلال منصبها الحالي، ومتكئة على مهاراتها التواصليّة الفذة، وقدرتها على العطاء والتفرد؛ تنسج وقائع «تأنيث» المجال الدبلوماسي بنجاح، ولشغفها باكتشاف آفاق جديدة، تمضي قدماً؛ لإحداث فرق يعزز الثقة والمصالح والأهداف المشتركة لبلدها مع الخارج. وعلى المستوى العام، تسعى العتيبة - بخطى حثيثة - إلى وضع بصمتها، وإكساب الدبلوماسية قيماً تتعلق بنوع العالم الذي نطمح إليه ونحلم به.. خلال الحوار التالي مع سعادتها، نفتح نافذة نطل - من خلالها - على التجارب الثرية في حياتها المهنية والشخصية:

  • عقد Stria من مجموعة Beautés du Monde مصنوع من الذهب الأصفر، الروبيليت، أونيكس، ألماس بقطع بريليانت حلق Stria من مجموعة Beautés du Monde مصنوع من الذهب الأصفر، الروبيليت، أونيكس، ألماس بقطع بريليانت كلاهما من Cartier فستان من Sara Tamimi

•  كيف تصفين لحظة تقديم أوراق اعتمادك كسفيرة للإمارات في باريس؟

- لن أنسى، أبداً، ما عشته حينها من سعادة لا توصف، مع شعور بالفخر والامتنان بأن أتقلد شرف تمثيل بلادي الإمارات، التي أعطتني ومنحت العالم الكثير؛ فتمثيل بلدك كسفير في بلد آخر، هو أروع شيء يمكن أن تشعر به بكل فخر. وهو في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة، لكنني أتحملها بشغف لأنقل قصة الإمارات ونجاحها الاستثنائي إلى الخارج.

• أنت أول امرأة تشغل منصب سفير للإمارات في فرنسا.. هل يحمل هذا رسالة ضمنية؟

- تقدم دولة الإمارات نموذجاً ريادياً في تمكين المرأة بجميع المجالات، ووجودي اليوم في هذا المنصب تطور طبيعي لهذه السياسة، التي تقف من ورائها القيادة الرشيدة، وتدعمها جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)؛ فتبوأت المرأة الإماراتية مكانة مميزة في ميادين العمل الدبلوماسي، وهي جزء لا يتجزأ من نسيج شبكة العلاقات الواسعة للدولة، وتقوم بدور فعال في تعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية. وحالياً، تشغل الكثيرات من الإماراتيات مناصب دبلوماسية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وأنا أعتز للغاية بالجيل الجديد من القيادات النسائية اللواتي عملن بجد لبناء حياتهن المهنية في هذا القطاع، كما أنني فخورة للغاية بحكومتنا؛ لمناصرتها المرأة وتمكينها بشكل عام.

• كونك سفيرة في بلد يتمتع بعلاقات طيبة مع الإمارات مثل فرنسا.. إلى أي مدى تؤمنين بأن هذا يجعل مهمتك أكثر متعة؟

- لطالما كانت العلاقة الثنائية بين البلدين مميزة على المستويين التاريخي والمؤسسي، لاسيما على المستوى الرئاسي، ويتحقق هذا الأمر على أرض الواقع، ولقد تشرفنا بزيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فرنسا في أول «زيارة دولة» لسموه بعد توليه مقاليد الرئاسة في الدولة، وهذا يدل على عمق العلاقة وتطورها المستمر. وبناء على هذه الصداقة، نجد فرصاً عدة في مجالات التعاون والعمل المشترك مع الجانب الفرنسي، الذي يجعل مهمتنا أكثر مرونة وازدهاراً. بالإضافة إلى ذلك، إن المتعة تكمن، أيضاً، في العمل ببلد مهم وصاحب تاريخ عريق مثل فرنسا، وهي فرصة لي كل يوم لاستكشاف تفاصيل جديدة وعميقة من هذه الحضارة العريقة.

  •  
  • عقد Reflection de Cartier من الذهب الأبيض المرصع بالألماس بقطع بريليانت حلق Reflection de Cartier من الذهب الأبيض المرصع بالألماس بقطع بريليانت سوار Reflection de Cartier من الذهب الأبيض المرصع بالألماس بقطع بريليانت الأزياء من Manaal Al Hammadi

مصدر إلهامي

• هل هناك تجربة معينة ألهمتك النجاح في إنجازاتك الدبلوماسية؟

- أعتبر الكلمات الطيبة والتشجيعية، التي أكرمني بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أثناء زيارته إلى فرنسا بمثابة قلادة، ومصدراً لإلهامي؛ إذ يمثل هذا فرصة عظيمة للشعور بالنجاح، فهو لا يتعلق بخدمة الدولة فحسب، بل أيضاً بالعمل كشخص يمكنه تحسين أو تعميق التفاهم المتبادل بين بلدين.

• إلى أي مدى عززت أبوظبي وباريس علاقاتهما، خلال فترة وجودك حالياً كسفيرة؟

- تشرفت، حقاً، بالقدوم إلى هذا البلد الكبير، الشريك الاستراتيجي المهم؛ لتمثيل بلدي الإمارات العربية المتحدة، إنه فعلاً شرف كبير أن أتولى أول منصب دبلوماسي لي في دولة بهذه الأهمية. لكنه كان، في الوقت نفسه، بمثابة تحدٍّ. وقد واجهت التحدي بانغماسي في تاريخ البلد وثقافته، ولقد ساهم العمل الذي أنجزناه معاً، خلال العام الماضي، في توطيد الصداقة التي توحد بلدينا، كما ساهم، أيضاً، في إرساء الأسس التي ستمكننا من المضي قدماً في تعزيز العلاقات الإماراتية الفرنسية بشكل دائم، وأتمنى من كل قلبي أن أواصل العمل على تعزيز أواصر الصداقة بين بلدينا.

• كيف استطعت دعم قضايا المرأة عامة؟

- تمكين المرأة في مختلف المجالات، ودعمها، ومساعدة المحتاجين، من أولويات دولة الإمارات، ومحل اهتمام القيادة الرشيدة، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل تضطلع الدولة بدور رائد عالمياً في تمكين المرأة، ومساعدة الفئات المجتمعية المستضعفة كافة. ومن ضمن هذه المشاريع، على سبيل المثال، أعرب عن اعتزازي بالدعم الذي قدمته، مؤخراً، سفارة دولة الإمارات في فرنسا إلى جمعية «Léa Solidarité Femmes»؛ لحماية النساء والأطفال المتضررين، الذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة، حيث قدمت الإمارات العون والدعم إلى الجمعية لافتتاح أول دار إيواء ضمن شبكتها، وهذا واحد من البرامج التي ندعمها، وستكون هناك برامج أخرى موجهة لدعم المرأة والطفل، وهو من المجالات التي تهمني بشكل خاص.

  • اعقد Reflection de Cartier من الذهب الأبيض المرصع بالألماس بقطع بريليانت حلق Reflection de Cartier من الذهب الأبيض المرصع بالألماس بقطع بريليانت سوار Reflection de Cartier من الذهب الأبيض المرصع بالألماس بقطع بريليانت الأزياء من Manaal Al Hammadi

لغة.. وثقافة

• حدثينا عن تجربة الإمارات في تدريس اللغة الفرنسية، وما صلة ذلك بموقعك كسفيرة لدولة الإمارات في فرنسا؟

- في دولة الإمارات، نعتبر أن اللغة الفرنسية تعزز التنوع والتعددية الثقافيين، وتحمل في طياتها قيم التسامح، وذلك يخدم ثقافة الحوار والسلام والتسامح، التي تتبناها دولة الإمارات. حالياً، تعتبر الدولة موطناً لأكبر جالية فرنسية وفرانكفونية في منطقة الخليج، بالإضافة إلى الاتفاقية الثنائية بشأن تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية بدولة الإمارات، التي تهدف إلى إثراء اللغة والثقافة الفرنسيتين. ومنذ عام 2018، ينخرط أكثر من 60 ألف تلميذ بالمدارس الحكومية والخاصة في تعلم اللغة الفرنسية، ولدينا 7 مدارس معتمدة من وزارة التعليم الفرنسية. وتمثل جامعة باريس - السوربون أبوظبي، التي تأسست عام 2006، كذلك، اتفاقاً تاريخياً يحقق الرؤية المشتركة بين حكومة دولة الإمارات والحكومة الفرنسية؛ لتحقيق أفضل المعايير في مجال التعليم الفرنسي بمنطقة الشرق الأوسط. وأنا، شخصياً، تشرفت بدراسة الماجستير في هذه الجامعة العريقة.

• ما المكاسب العملية، التي تجنيها دولة الإمارات؛ باعتبارها ضمن تجمع الدول الفرانكوفونية؟

- تشكل المنظمة الدولية للدول الناطقة باللغة الفرنسية، التي تتألف من 77 دولة، مساحة كبيرة للتعاون الدولي، وتعزيز قيم الحوار والسلام، ودعم مشاريع التنمية الاقتصادية والبشرية، التي تعتبر من أهم أولويات دبلوماسية دولة الإمارات. الهدف الأساسي للانضمام يكمن في رغبة الدولة في تعزيز مبادئ التعددية على الساحة الدولية، وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي، مبني على الثقافة والتعليم، لاسيما أن اللغة الفرنسية تشهد ازدهاراً مطرداً في دولة الإمارات. بالإضافة إلى ذلك، إن تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية، مع الدول المنضوية ضمن هذه المنظمة، تعود بالخير والفائدة على الدولة وشعبها، كما على شعوب ودول المنظمة بشكل عام.

حياة.. وتجربة

• ما أكثر شيء تقدرينه في حياتك خلال عملك الدبلوماسي؟

- بالإضافة إلى فخري بتمثيل بلادي، أنا في رحلة معرفية دائمة لتعلم أشياء رائعة، ومقابلة أشخاص جدد كل يوم، في حوارات ونقاشات ثرية لي شخصياً ولبلادي، وعبر هذه العلاقات نفكر في سبل تعزيز وتوطيد الشراكة بين فرنسا والإمارات.

• بعد أن خضت تجربتك العملية.. بماذا تنصحين الإماراتيات، اللواتي يرغبن في تكريس أنفسهن لـ«الدبلوماسية»؟

- بالنسبة لهذا الجيل الجديد من الدبلوماسيات، نصيحتي هي أن يكرسن الوقت دائماً للتطوير الذاتي، وأن يستمررن في تعلم المهارات؛ لأن «قمة جبل ما هي إلا أسفل جبل آخر». في هذه الرحلة نحو النمو، ولأنهن في مجال الدبلوماسية، فإن حشد القوى والتعاون مع الآخرين عنصران حاسمان للنجاح. ويعد العمل وقضاء الوقت مع المرشدين، وشبكات الدعم، أمراً أساسياً لتشكيل الأجيال القادمة من القيادات النسائية في الدبلوماسية.

• كيف استطعت تجاوز العقبات والمنعطفات، أثناء ترقيك نحو المثال الذي وضعته لنفسك؟

- تعلمنا من قيادتنا أنه لا يوجد مستحيل، وبالعمل المخلص وبالتفاني والتركيز على ما تصبو إليه؛ يمكن تحقيق كل ما وضعته من أهداف في ذهنك.

  • عقد Stria من مجموعة Beautes du Monde من الذهب الأصفر، الروبيليت، أونيكس، ألماس بقطع بريليانت حلق وخاتم من مجموعة Stria من Beautes du Monde من الذهب، الروبيليت، أونيكس، ألماس بريليانت فستان من Sara Tamimi

• على المستوى الشخصي.. ماذا أضاف إليك وجودك في فرنسا، وانتقالك للعيش فيها؟

- كنت، دوماً، مهتمة باستكشاف الثقافات الأخرى، ولفرنسا حضارة عريقة، ولقد أتيحت لي فرصة التعرف إلى مؤسسات عظيمة ثقافية وتاريخية من خلال العيش هنا، وسعدت باكتشاف ما تمثله هذه الثقافة الغنية، أنا أيضاً سعيدة بأن ابني الصغيرين لديهما الفرصة لاكتشاف ثقافات جديدة، وتجربة الغربة، والتعلم منها.

هوايات.. وموضة

• ما التحديات التي واجهتك مع البيت كزوجة وأم لـ«خالد» و«مانع»، وكيف وفقت بين هذه المسؤولية والأجندة الدبلوماسية؟

- الكل لديه تحدياته الخاصة، لكن أجمل ما في رحلة التحديات هذه الدعم الكبير الذي أجده من زوجي، وهذا أمر مهم. أيضاً، من الضروري أن نبني بيئة داعمة في المنزل بمشاركة الأبناء، لكن مفتاح مواجهة التحديات عندي يتمثل في عنصرين مهمين، هما: تنظيم الوقت، والتوازن، وبالتالي إعطاء كل طرف ما يستحقه.

• كيف تقضين وقتك، وماذا لديك من هوايات؟

- لديَّ شغف باستكشاف مدن متنوعة في فرنسا، والتعرف إلى سماتها الفريدة. أستمتع، كذلك، بزيارة المتاحف المنتشرة هنا، كما أقضي وقتاً لا بأس به في الرياضة، حيث أمارس الملاكمة، وأواظب على الذهاب إلى «الجيم»، وأجد المتعة أيضاً في القراءة والكتابة.

• ماذا يستلزم للعناية بأناقتك كسفيرة؟ وهل تجدين الوقت لمتابعة الموضة واتجاهاتها مع مسؤولياتك الكبيرة؟

- لم تكن الأزياء والموضة محوراً لاهتمامي في فترات كثيرة، لكن مع وجودي في فرنسا، عاصمة الأزياء؛ انغمست في هذا المجال؛ حيث زرت عروضاً في أسبوع الأزياء، وغير ذلك. أما بخصوص الموضة فلا أتابعها، بل أستعين بآراء بعض الأصدقاء الخبراء بها، وأستشيرهم أحياناً حول خياراتي.