بن حم العامري ماضٍ وحاضر ومستقبل

تاريخ حافل بالإنجازات، استلهم فيه الشيخ مسلم بن حم العامري، عضو المجلس الاستشاري الوطني في إمارة أبوظبي، ورئيس مجلس إدارة «مجموعة بن حم»، من مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الكثير من الرؤى والأفكار التي ساعدته في حياته العملية، ليصبح أحد أكبر رجال الأعمال الوطنيين، الذي

تاريخ حافل بالإنجازات، استلهم فيه الشيخ مسلم بن حم العامري، عضو المجلس الاستشاري الوطني في إمارة أبوظبي، ورئيس مجلس إدارة «مجموعة بن حم»، من مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الكثير من الرؤى والأفكار التي ساعدته في حياته العملية، ليصبح أحد أكبر رجال الأعمال الوطنيين، الذين تركوا بصمة واضحة في مجال العمل العام.

تشبعت في ذاته الخصال العربية الأصيلة؛ ففتحت أمامه آفاقاً واسعة منذ طفولته التي قضاها بين مجالس الشيوخ وكبار رجال الدولة، ما أكسبه الخبرة والاطلاع في سن مبكرة؛ ليؤسس في سبعينات القرن الماضي «مجموعة بن حم» الاقتصادية الوطنية الرائدة.

نهل من معينه، وسار على دربه، ابنه الدكتور محمد بن مسلم بن حم العامري، الذي حصل على درجة الماجستير من أميركا، ثم الدكتوراه من جامعة «كنت» البريطانية، واتجه إلى مجال المال والأعمال؛ ليشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة «مجموعة بن حم». وفي عام 2011، تم انتخابه ليكون عضواً بالمجلس الوطني الاتحادي، وعام 2012 تم اختياره ليكون أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية «كلنا الإمارات»؛ ليسجل حاضراً مضيئاً في خدمة الوطن ورفعته.

أما الحفيد سعيد بن محمد بن حم العامري، الذي - رغم صغر سنه - يضع نصب عينيه هدفاً مهماً في المستقبل، هو مساهمته في رفع اسم الإمارات بالمحافل الدولية، مؤكداً أن حلمه لن يتحقق إلا بالعلم والعمل الجاد، لاسيما أنه وجد قدوته ومثله الأعلى في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك في والده الذي يلقبه بـ«مدرسة العطاء»، وقد تربى في كنف أسرة استقى منها المعنى الحقيقي للسنع الإماراتي، واحترام الكبير وتوقيره، فاستحق - وبجدارة - حصد الكثير من جوائز التميز والتفوق التربوي.

التقت «زهرة الخليج» الجد والأب والحفيد؛ ليضيئوا على ماضٍ وحاضر ومستقبل، فقد استلهموا جميعهم حب الخير والعطاء من معين أيقونة العطاء، الباني والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

مسلم بن حم:

ستبقى ذكرى زايد في قلوبنا

عبرة وأثر تركهما المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في نفس الشيخ مسلم، الذي يقول عنهما: من علامات رضا الله علينا أن رزقنا بالقائد والمؤسس والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فكل من جلس مع المغفور له نهل من مدرسة الحكمة والتجربة، فحينما كان يحضر المرء إلى مجلسه طيب الله ثراه، تجده يستمع إليه، ويكرمه، ويبادر بالسؤال عن حاجته. ولا أذكر أننا جلسنا معه مرة دون أن نحصل على حكمة أو نصيحة جديدة تنفعنا في الحياة، وقد كان العمل الإنساني من أولويات المغفور له الشيخ زايد، ومنه تعلمنا ألا نرد سائلاً، وأن نساعد الناس بكل ما نستطيع، لذا سيبقى طيب الله ثراه خالداً في قلوبنا، وستبقى مواقفه، وسيبقى عطاؤه إلى الأبد.

وعن الطفرة التي حدثت في الإمارات، منذ قيام الاتحاد وحتى الآن، في جميع المجالات عامة، وفي المجال الاقتصادي وريادة الأعمال خاصة، يوضح قائلاً: «قد تكون شهادتي مجروحة؛ لكوني أحد مواطني هذه الدولة الذين يعشقون ترابها، ويرون فيها جنة الله على الأرض. لكن، يمكن أن نرى دولة الإمارات بأعين الآخرين من البلدان والشعوب، حيث إن اسم الإمارات يعلو عاماً تلو آخر؛ حتى أصبح ابن الإمارات يرفع رأسه عالياً في كل مكان؛ نظراً لما حققه من إنجازات في مختلف الميادين؛ فقد غدت الإمارات قبلة الزائرين من كل دول العالم».

ويوجه الشيخ مسلم بن حم نصيحة إلى أبنائه وأحفاده، وجيل الشباب عامة، قائلاً: لعل الواجب عليَّ أن أنصح جيل الشباب بطاعة الله، وطاعة أولي الأمر، والعمل بإخلاص في ما يفيد الوطن، لاسيما أنَّ من الأسباب الرئيسية لنجاح الاتحاد الإخلاص والطاعة، وهما من ركائز قيم الماضي، ومدعاة فخر لنا، وأساس تقدمنا الذي نباهي به دول العالم.

محمد بن مسلم بن حم:

والدي أخ ومعلم ورفيق درب

نصائح وتوجيهات الوالد الشيخ مسلم بن حم، في الحياة عامة، وفي مجال ريادة الأعمال خاصة، جعلت من الدكتور محمد بن حم شخصية قيادية ناجحة، يقول عنها: أن تكون ناجحاً، يعني أن تكون صادقاً في تعاملاتك مع الآخرين، وحديثي عن والدي الشيخ مسلم سيقف عنده مداد الكلمات، ولن أوفيه حقه. لقد كان - ولايزال - الأب والأخ والمعلم ورفيق الدرب، أخذت عنه الحكمة ومعرفة الناس والشورى، فقد ربانا على حب الوطن والبذل من أجله. وفي مجال ريادة الأعمال، نهلت من علمه المبادئ الأساسية في التجارة، والاقتصاد، والإدارة.

ويرى الدكتور محمد بن حم الإمارات في الخمسين المقبلة بمصاف الدول المتقدمة، ويوجه النصيحة إلى الشباب عامة، وإلى ابنه سعيد خاصة، قائلاً: تمسكوا بما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا، من حب للوطن، والذود عن ترابه، وإغاثة الملهوف.

ويقول عن التعامل مع أجيال اليوم في التربية، وكيف اختلف كثيراً عن الأولين، ورأيه في سد الفجوة التي حدثت بين الأجيال:

من الممكن استخدام الناحية الإيجابية في الوسائل الحديثة؛ لشرح وإيضاح وتوثيق تاريخ الأولين وماضيهم العريق، والعمل على ترسيخ ثقافة التراث الإماراتي، وعرضه، والاهتمام بتوثيقه؛ ليكون مرجعاً يستفيد منه الشباب في المستقبل.

ويشجع الدكتور محمد أبناءه على الانغماس في الأعمال التطوعية، كإحدى الوسائل الداعمة للنجاح في الحياة، قائلاً:

التطوع ثقافة متجذرة في نفوسنا، ودولة الإمارات تحرص على التطوع؛ باعتباره منهجاً حياتياً إنسانياً خالصاً وتاريخاً عريقاً متجذراً منذ النشأة، كما أن السياسة الحكيمة، والرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة في الدولة، تحفزان الشباب على اقتحام الأعمال التطوعية. ليس هذا فحسب، إذ إن المتطوعين والمتطوعات في الدولة يجدون في قادتهم وآبائهم القدوة الحسنة، ويحرصون على السير على نهجهم، آملين أن يظلوا سفراء للإمارات في ساحات العطاء الإنساني.. بلا حدود.

إقرأ أيضاً:  عبير البريكي: العزلة ترتب أفكاري
 

سعيد بن محمد بن مسلم بن حم:

أبي مدرسة في العطاء

الحفيد سعيد بن محمد بن حم، صاحب الشخصية المتعددة المواهب والإنجازات، رغم صغر سنه، إذ إنه يبرع في البرمجة الإلكترونية، وكرة القدم، والشطرنج، والرماية، وسباقات الهجن، والبولينغ، ورياضات المضرب، ويرى في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أعظم قدوة في تاريخ البشرية، موضحاً أن الاطلاع على شمائله من الأمور المهمة، التي ترشد المسلم إلى مكارم الأخلاق، وتعينه على اكتسابها، ويرى - بعد ذلك - والده مدرسة في العطاء.

ويقول عن انغماسه في عالم الرياضة عامة: ممارسة الرياضة أفادتني كثيراً في حياتي، إذ إن الصحة هي ثروة الإنسان الحقيقية، حيث تؤدي الرياضة دوراً مهماً وحيوياً في بناء الأجسام؛ فالعقل السليم في الجسم السليم.

ورث سعيد حب الأعمال التطوعية عن جده ووالده، ويقول عن تأثيرها في شخصيته: التطوع ليس عملاً خيّراً فقط، بل حياة نتعلم منها، ومن تجاربها المختلفة. وينصح بتجربة لذة العمل التطوعي، موضحاً أنه يزيد المعرفة، ويوسع آفاق العلاقات الاجتماعية، ويبني الشخصية، ويخلق السعادة، والراحة النفسية.