يتميز التشكيلي الكويتي، عبدالرحمن الحمود، بملكة ذهنية ثرية من ذكريات الصوت والرائحة واللمس. وقد بدأت موهبته الفنية تتبلور منذ خطواته الأولى في عالم الشباب. فبينما كان كفيفاً منذ الولادة، قدم نموذجاً مبدعاً لمن يكافحون المهام اليومية العادية، ولم يمنعهم ذلك من متابعة شغفهم بجدية، وتفعيل طاقاتهم الكامنة. اليوم، لايزال الحمود فناناً يواصل عمله من خلال لوحات مفعمة بالحيوية، مليئة بالضوء والقوة والتفاؤل، واكتسبت رسوماته المميزة سمة لونية دقيقة، تهدف إلى تحقيق تفسير بصري صحيح لما يحدث في الواقع.. في هذا اللقاء، حدثنا عن تجربته الفنية الثرية:

• أخبرنا عن كيفية دخولك عالم الفنون!

- بدأت مسيرتي عام 2012، في آخر سنة لي بالمرحلة الثانوية، وتعرفت خلالها إلى بعض الأعزاء ممن يعلمون بموهبتي؛ فشجعوني على دخول مجال الفن لأول مرة في حياتي، وكان أن وجدت نفسي فيه، وأحسست بشعور رائع وأنا أتعامل مع الخامات والألوان؛ فصممت على أن أكمل في هذا المجال، وأحقق إنجازات أرفع بها اسم بلادي، وأنقل رسالتي إلى العالم.

عناصر واقعية

• الآن، تمارس الرسم كفنان كفيف.. متى فقدت بصرك؟

- فقدت البصر منذ الولادة، وبحمد الله أجريت عمليات، وأصبحت أرى لكن بدرجة ضعيفة جداً، لكنها كانت حافزاً لي على المواصلة في مجال الرسم، وأن أتحدى إعاقتي، وشغفي بات هو رؤيتي التي أنظر بها.

• ما التحديات التي واجهتها.. كتشكيلي كفيف؟

- من أبرز التحديات اختياري رسم العناصر الواقعية، لكنني كنت - من خلالها - أبحث عن أساليب مميزة تناسب حالتي، وكذلك لتكون أسهل عليَّ في الرسم.

• لقد شاهد الكثيرون لوحاتك.. كيف كان رد فعلهم؟

- تقبل الناس أعمالي بشكل رائع جداً، بل وانبهروا بها، وهذا زاد حماسي لتقديم الأفضل، كما أنني - بكل فخر - كنت حافزاً لبعضهم؛ كي يحققوا أهدافهم، وهذا كان جزءاً من رسالتي.

• كيف تتعامل مع القلم والفرشاة؟ وكيف تميز بين الألوان؟

- ‏أستخدم هذه الأدوات بمساعدة الأجهزة المكبرة والعدسات؛ لتسهيل الرسم. ‏وغالباً أرسم لوحات كبيرة لتكون واضحة بالنسبة لي، كما أن لديَّ ‏أسلوباً في الرسم بالألوان الشمعية بالخدش، ‏وقدمت عنها دورات وورش عمل ‏إلى الأفراد ذوي الإعاقة والأصحاء، ‏داخل الكويت وخارجها.

• ما اللوحة المفضلة لديك، ولماذا؟

- من أكثر اللوحات تفضيلاً بالنسبة لي رسمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ‏وهي أكبر لوحة فنية بالعالم، ورسمتها بالعود والبخور، ‏وكانت تجربة جديدة ومميزة.

تجربة ملهمة

• حدثنا عن تجربتك في الرسم بالبخور!

‏- فكرة الرسم بالبخور ألهمني إياها صديقي، الذي رشحني لإنجاز هذه اللوحة العالمية، باستخدام خامات ليست معتادة في الفنون، وكان هذا تحدياً بالنسبة لي، لكنني تشجعت؛ لأنها كانت أول مشاركة لي خارج الكويت، ولقد استغرقت خمسة أشهر لإنجاز هذا العمل، وقد تم عرضها في «سيتي ووك» بدبي، ‏وكان شعوري رائعاً، عندما نالت إعجاب الجمهور؛ لهذا السبب هذه لوحة مميزة بالنسبة لي.

• ما تخيلك لما ترسمه.. هل يطابق الواقع؟ ‏

‏- كلما رسمت لوحة أتخيل ردة فعل الناس وتعليقهم عليها، وهذا شيء يحفزني على أن أبذل قصارى جهدي في رسم أشياء جميلة تلفت الانتباه.

إقرأ أيضاً:  اكتشاف آثار فرعونية في مدينة إسبانية يثير الاستغراب
 

• هل لديك طقوس معينة عندما تشرع في رسم لوحة، وما مصادر إلهامك؟ ‏ ‏

- غالباً، أفضل الأماكن الهادئة؛ ‏لأنني أستخدم العدسة المكبرة في الرسم، وهذا الأمر يتطلب التركيز التام.

• كيف ألهمتْ تجربتك الآخرين؟

‏- تجربتي بمثابة رسالة إلى كل شخص يواجه صعوبات مهما كانت قاسية أو مؤلمة، فالاستسلام أ‏كثر ألماً. ونصيحتي هي ‏لا تصنع الأعذار؛ لأنها تجعل الشخص معاقاً.