من خامات «التعبئة والتغليف»، إلى الأعمال ذات الطابع «التراثي والبيئي»، أو اللوحات «ذات التقنية المبتكرة»، يحكي المشهد التشكيلي للفضاء الإماراتي قصصاً عن إبداع العديد من الفنانين، الذين أثروا الساحة الفنية، وتركوا بصماتهم الفريدة، حيث أصبحت أعمالهم مشهورة، واحتلت صالات عرض مختلفة على المستويين المحلي والعالمي. في قائمة مستوحاة من الروح المتعددة للتخصصات، اخترنا لكم أعمالاً لأربعة مبدعين ومبدعات، لا يخشون استكشاف عوالم لا محدودة. 

عائشة حاضر.. دمج العناصر

ولدت عائشة حاضر عام 1994، وتخصصت في الفن التشكيلي بجامعة زايد، وتخرجت فيها عام 2017. برز إبداعها من خلال دمجها مجموعة من العناصر والأفكار التي تراها حولها، والتي تتنوع بين الريف والطبيعة والمعاصرة، وصنعت منها أعمالاً تبدو واقعية ومبهرة للمتلقي. 

أرادت عائشة، كذلك، من خلال موهبتها التواصل مع إرث عائلتها وأجدادها، الذين كانوا يعملون بالغوص، الذي تعتبره شكلاً من أشكال الفن، وطريقة أخرى للتواصل مع أسلافها. وبدأت الغوص عند حطام سفينة في جزيرة (الضبعية) النوف، حيث جمعت القطع الأثرية التي وجدتها في هذه السفينة، التي تتحدث عن وقت وتاريخ محددين، إضافة إلى بحثها عن طرق أخرى لاستكشاف التاريخ، وعكست ذلك فنياً، وبشكل احترافي. 

ومن إبداعاتها الاستثنائية، ابتكرت عائشة حقائب يد مصنوعة من إطارات صور مطلية بالذهب، ومزينة بالأزهار، ومثبتة على صندوق عاكس وبراق، يشبه واجهات عرض المتاجر، وأخرى مصنوعة من «القرقور» (شبكة صيد السمك)، ومنسوجة من الأسلاك على شكل مكعب ذهب.

عبدالله الملا.. ابتكارات فريدة

تخرج عبدالله الملا في جامعة ودبيري بسان دييغو بالولايات المتحدة الأميركية. وشهد عام 2018 افتتاحه استديو خاصاً به، مارس فيه تعليمه وخبرته بالتصميم والهندسة المعمارية.

واعتمدت أعمال الملا على ابتكارات فريدة، ارتقت بمشروعه الفني، وتتكون منهجيته من سلسلة من الكشوفات الجمالية التصميمية النظرية والبصرية، ضمن موضوع معين، حيث يعكف على دراسة المادة؛ ليطورها باستخدام منهجية مفاهيمية مع استصحاب النماذج الأولية والتكنولوجية الرقمية، ذلك أنه يستعمل النماذج الأولية للتعلم والتكرار، حيث يجعله ذلك يحافظ على توفير قيمة جمالية مضافة، تضمن تطور واستمرارية ممارسته الإبداعية. وفي إطار تفاعله مع الفضاء الفني والمعماري، شارك الملا في معارض عالمية كبرى.

عفراء السويدي.. مفاهيم جصية

كان عام 1992 هو مولد الفنانة عفراء سلمان السويدي في العاصمة الإماراتية أبوظبي. والتي درست الفنون الجميلة في جامعة زايد، وتخرجت فيها عام 2016. يعتمد أسلوب السويدي الفني على المفاهيم الجصية التصويرية والتجريدية، وتشتمل أعمالها على أحاسيس بالعزلة، وقد أتاحت لها منجزاتها التشكيلية تجريب تشريح الوقت، وهي مفتونة بطبيعة الجص، الذي يجسد حوار الجمع والطرح والعطاء.

ساهمت السويدي وشاركت في العديد من المناسبات التشكيلية، ففي الإمارات كان لها حضور فاعل في معرض الرابطة الفرنسية بأبوظبي في متحف جوجنهايم عام 2017. وفي عام 2018، شاركت في النسخة الخامسة والثلاثين من المعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ولاتزال السويدي من الأعضاء الفاعلين في برنامج المجمع الثقافي للإقامة الفنية 2020.

علياء المزروعي.. جماليات التراث

نالت علياء المزروعي شهادة البكالوريوس عام 2017 من جامعة زايد، حيث تخصصت في التصميم الداخلي. وقبل تخرجها كرمت ضمن حفل «بورسيلانوراغروبو» الأول للهندسة المعمارية والتصميم الداخلي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان مشروعها الأساسي يتمثل في أريكة اجتماعية، حيث تم اختيار هذا المشروع لتمثيل جامعة زايد في معرض الخريجين العالمي، الذي جرت فعالياته في أسبوع دبي للتصميم في نوفمبر عام 2017.

إقرأ أيضاً:  ليس فقط "اللوفر".. 5 متاحف في باريس تستحق الزيارة
 

وتستلهم المزروعي تصاميمها من جماليات الثقافة والتراث الإماراتي التي تجعل من الطبيعة ارتكازاً أساسياً يوحد الوعي الإماراتي تجاه قضايا الاستدامة، فهي تحتفي بكل مكونات الطبيعة التي تستوحيها في منحنياتها ومواضيعها، لذلك تكون تصاميمها من مواد مستدامة وفاءً لأمنا الطبيعة، وفي هذا السياق تنادي المزروعي بأهمية التدوير، الذي يمد المبدع التشكيلي بخامات متنوعة ومستدامة في نفس الوقت.

وتم اختيارها ضمن مصممين من الشرق الأوسط للمشاركة في فعاليات معرض لندن للتصميم، وتم ترشيحها، أيضاً، مع فنانين إماراتيين آخرين للمشاركة في معرض الإمارات لقصص التصميم، ما أهلها لعرض إبداعاتها في مختلف العواصم الأوربية، مثل: ميلانو، ولندن، وباريس.