يأخذ مصمم الغرافيك، الفنان خالد يعقوب الرمسي، المتلقي عبر الزمن، في رحلة خيالية تعبر القارات والحدود، ولا تتوقف عند حدٍّ، من خلال التواصل البصري المبهر؛ ليحتفي بمعالم الإمارات الشهيرة، ويدمجها مع مناظر طبيعية من دول أخرى، فيستشعر من يشاهدها روعة المكان، وتترنم لوحاته بحب الإمارات بألوانها الجذابة، وسحر الطبيعة الخلابة؛ فتدهش العقل، وتدخل القلب دون استئذان، بهدف إيصال رسالة، مفادها أن الإمارات «دولة اللامستحيل»، مستلهماً في لوحاته شعار «أطلق العنان لخيالك»؛ فيأخذ المتلقي فوق السحاب تارة، وفي باطن الأرض وبين الحمم البركانية تارة أخرى، وبذلك استطاع أن ينتج أعمالاً متفردة، تثري المشهد الإبداعي، وتبرز تفاصيله المدهشة.. «زهرة الخليج» التقت مصمم الغرافيك خالد الرمسي؛ للتعرف إلى تجربته الفنية؛ فكان الحوار التالي:

* كيف كانت بدايات توجهك إلى فن الغرافيك؟

- في البدايات، كنت أستخدم برامج التعديل خلال التصوير، وكنت أحاول أن أضع بصمتي على الصور، من خلال تعديلها وتحسين جودتها، وأقوم بإضافة ألوان، وتعديل الإضاءات للصورة. وبعد مرور سنوات، قررت تجربة برنامج «فوتوشوب» للتعديل، وبالفعل تعلمته ذاتياً، ونجحت فيه.

* هل درست فن الغرافيك؟

- فن الغرافيك بالنسبة لي بدأ هوايةً، فلم أدرسه أكاديمياً، ولم أعمل به، فقط كنت أستثمر أوقات فراغي، وأفتح الكمبيوتر، وأبدأ في جمع صور معينة، ومن ثم أقوم بتعديلها، وإذا توقفت عند خطوة معينة، فإنني أذهب إلى «يوتيوب»، وأتعلم مهارات وأساليب حديثة، تساعدني وتطور معلوماتي عن فن الغرافيك؛ حتى أنجز العمل على أكمل وجه.

* متى أول مرة صممت فيها، وما الذي صممته؟

- أول تصميم غرافيكي لي نفذته عام 2010، وكان تصميماً عشوائياً لأحد الممثلين المفضلين لديّ.

* في أعمالك تدمج معالم الإمارات ومعالم من دول أخرى.. ما رؤيتك الابداعية في هذه التصاميم؟

- الفكرة هي أنني أقوم بدمج معالم الإمارات المعروفة، وأماكن طبيعية من دول أخرى، بهدف إيصال رسالة مفادها هي أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي «دولة اللامستحيل»، وأحاول من خلال لوحاتي أن أطلق العنان لخيال من يشاهدها.

تفاصيل صغيرة

* ما الفرق بين التصميم الغرافيكي والرسم، والتصوير، وغيرها من فنون التواصل البصري؟

- كل مجال من مجالات الفنون له ما يميزه عن غيره، فلا يوجد فرق جوهري بينها، لكن الابتكار والوقت المناسب والفكرة، جميعها سبل لخلق عمل فني، يصدم المشاهد بسبب كمية الإبداع التي ينطوي عليها.

* هل تأثرت بمصممين عرب أو أجانب، وما أوجه هذا التأثير؟

- أعشق التصاميم التي تحتوي على خيال عالٍ؛ لأنني أقدر مجهود الفنان الذي قام بتنفيذها، وكذلك الوقت والتفاصيل الصغيرة التي مرت به حتى اكتمل العمل، خاصة في الأعمال التي تساعد في إيصال الهدف، وتظهر الإبداع المتقن، وبذلك أتأثر بكل عمل إبداعي لأي شخص مهما كان، ويجذبني كثيراً، لأن الإبداع الحقيقي لا حدود له.

جمال الصورة

* ما أبرز خصائص أعمالك؟ ومن أين تستلهم ملامحها؟

- من أبرز الخصائص التي تميز أعمالي، أنني عندما أقوم بدمج المناظر الطبيعية من ثلوج، أو مناطق صحراوية، أو حمم بركانية، أحاول بذل قصارى جهدي لإبراز جمال الصورة، دون أن يشعر المتلقي بأن الصور مركبة، فتظهر كأنها حقيقية وطبيعية.

إقرأ أيضاً:  3 عناصر إماراتية.. أضافتها «اليونيسكو» إلى قائمة التراث الثقافي العالمي
 

* ما أبرز البرامج التي تستخدمها في أعمالك؟

- حالياً، أستخدم برنامجين للتصميم وتعديل الصور، هما: «photoshop»، و«Lightroom».

* ما أحدث المشاريع التي شاركت في تصميمها؟

- الجدارية التي تقع في شارع الوصل، وقد شاركت في تصميمها بالتعاون مع «براند دبي»، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهي من أضخم وأكبر أعمالي التي أفتخر بها.

* ما تقييمك لحضور فن الغرافيك في الإمارات، وما أهم أعمال المصممين الإماراتيين التي نالت إعجابك؟

- منذ بداية 2019، بدأ فن الغرافيك ينال استحسان الناس، ويلقى صدى كبيراً، ويكون له متابعون، وحضور كبير في دولة الإمارات يزداد يوماً تلو آخر، من خلال عرض الأعمال الفنية، والفعاليات التي تنظمها الدولة، والفعاليات الخاصة أيضاً، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، وعرض الأعمال المبدعة من خلالها، ومن الأعمال القوية التي أعتز بها تصميم متحف المستقبل، وهو من إبداعات الفنان مطر بن لاحج.