سواء كنت من عشاق تاريخ العصور الوسطى، أو من محبي الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية، أو كنت من مشجعي كرة القدم، أو حتى من ذواقة الطعام الشغوفين.. فقد جمعت برشلونة كل هذا على طبق واحد؛ إذ تعد تجربة العيش في العاصمة الكاتالونية ذات الثقافة الأكثر إبداعاً، والوجهات السياحية الرائعة، إحدى السمات الأساسية للتراث والهوية الفريدة للمدينة الإسبانية الجميلة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام، فهي مدينة ساحلية مذهلة، تتباهى بجمالها، وأسلوب حياتها المشمس؛ فهندستها المعمارية الأخاذة، ومناخها الرائع، وشواطئها الساحرة المحاطة بالتلال الخضراء المهيبة، وفن الطهي اللذيذ، ونمط الحياة الإبداعي، جميعها توفر كل ما يحتاج إليه الزائر في تجربة حياة ممتعة للحواس الخمس على مدار السنة، حيث يمكنك قضاء زيارتك بأكملها مستمتعاً بالمناظر أثناء التجول، لكنك لن ترغب في تفويت التجارب الثقافية المبدعة  ضمن تلك الأماكن الجميلة.

تقول الأسطورة إن برشلونة أسسها الزعيم القرطاجي، هاميلكار برقا، على الرغم من أن هناك مقولات أخرى تؤكد أن هرقل نفسه هو الذي أسس المدينة، بعد العثور على قاربه التاسع «برشلونة نونا» راسياً على الشاطئ. وتحمل شوارع المدينة معالم أثرية؛ نظراً لتاريخها الطويل، ويتمتع بمعالمها السياحية الملايين من الزوار، الذين يأتون إلى المدينة للاستمتاع بسحرها الرائع والمتنوع، ففي هذه الأماكن يفتح الخيال والاتصال بالجذور والبيئة عالماً من التجارب الحقيقية للغاية.

وقد سعى عدد لا يُحصى من الفنانين إلى الإلهام الإبداعي في برشلونة، التي ارتبطت بكثير من الأسماء الكبيرة في عالم الفن المعاصر، منهم: بابلو بيكاسو، وسلفادور دالي. وللمدينة سمعة دولية، قام بها متخصصون في مجالات: الهندسة المعمارية، والتصميم، والتصوير، والعديد من التخصصات الإبداعية الأخرى، فأضافوا موهبتهم إلى تراث هؤلاء الفنانين العالميين؛ إذ أصبحت المدينة، أيضاً، واحدة من الوجهات السياحية الرئيسية في أوروبا، فهي عاصمة مجتمع كاتالونيا، وأكبر مدينة فيه، والذي يتمتع بالحكم الذاتي، ويبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة، داخل حدود المدينة.. هذه بعض أفضل الأماكن، التي يمكنك زيارتها في هذه المدينة الملهمة.

الحي القوطي

هو المركز التاريخي لأقدم أجزاء مدينة برشلونة، ولايزال يحتفظ بشوارعه التي تشبه المتاهة، مع العديد من الأزقة التي تنفتح على الساحات الخلابة. في الحي القوطي، يمكنك الاستمتاع بمشاهدة بقايا سور المدينة الروماني، والعديد من معالم العصور الوسطى، والكاتدرائية القوطية، ومن بين المواقع الرئيسية: كاتدرائية برشلونة (كاتدرائية سانتا إيولاليا)، وكنيسة سانتا ماريا ديل بي، وبلازا سانت جاومي، ومتحف بيكاسو، وبلازا ريال الديناميكي.

ساغرادا فاميليا

للحصول على تجربة جمالية ملهمة، فإن زيارة منطقة كنيسة «ساغرادا فاميليا» تستحق العناء بالتأكيد، وهي مجموعة من المباني المدهشة، ثمرة أعمال المهندس المعماري العبقري أنطوني غاودي. بدأ المشروع عام 1883، ولايزال البناء مستمراً حتى الآن في البازيليكا، ومن المتوقع أن يكتمل في عام 2026، تزامناً مع الذكرى المئوية لوفاة غاودي. ومن أشهر هذه المباني «بارك جويل»، وتم تصميم المشروع غير العادي في محاولة لإنشاء مدينة الحدائق؛ لموازنة التصنيع المتزايد في البلاد، والحماية من عواقبه الوخيمة، إذ ترك أنطوني غاودي بصمة دائمة في برشلونة بمبانيه السريالية الطليعية؛ والعديد منها مُدْرج في قائمة «اليونيسكو».

شارع «لا رامبلاس»

هو الشارع الأكثر شهرة في مدينة برشلونة، ويمتد من بلاسا دي كاتالونيا إلى الواجهة البحرية، وكان هذا الشارع في الأصل يمثل حافة وسط المدينة، خلال العصور الوسطى، قبل أن يصبح لاحقاً شارعاً مشهوراً مليئاً بالمقاهي والمتاجر، وبالطبع أسواق الطعام الفخمة، والممرات المقنطرة المغطاة، التي تضم العديد من المطاعم والمقاهي على حدود الساحة. وتوفر أشجار النخيل القديمة بعض الراحة من أشعة الشمس في الأشهر الأكثر دفئاً، كما أن التراسات الخارجية تنبض بالحياة دائماً.

«سانتا ماريا ديل مار»

استغرق بناء كاتدرائية «سانتا ماريا ديل مار» من 1329 إلى 1384، وقد صممها بيرنغوير دي مونتاجوت، واعتبرت مكاناً يرمز إلى الوفاء لتجار برشلونة القوطية. وتُعرف، أيضاً، باسم «كاتدرائية لا ريبيرا»؛ لأنها تقع في منطقة «لا ريبيرا» في برشلونة، وهي الكنيسة الوحيدة الباقية على الطراز القوطي الكاتالوني الخالص.

متحف بيكاسو

يقع متحف بيكاسو في برشلونة بالحي القوطي، ويستضيف أكثر من 4000 عمل لفنانين عديدين، ومعظم هذه الأعمال عن السنوات التكوينية، حتى الفترة الزرقاء. وافتتح المتحف عام 1963؛ ليكشف عن علاقته العميقة مع مدينة برشلونة، التي استمرت طوال حياته.

أرض القلاع

«أنويا» هي منطقة من العصور الوسطى بمقاطعة برشلونة، حيث تكثر الأبراج والقلاع. ويعود تاريخ معظمها إلى القرنين العاشر والحادي عشر، وعلى الرغم من حالات الحفظ المختلفة، فجميعها ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، وتضم «لانويا» ما يصل إلى 45 حصناً.

رياضة.. وكرة

تلعب الطبيعة والرياضة دوراً مميزاً في برشلونة، حيث تحيط بها الشواطئ الطويلة في «برشلونيتا»، و«مار بيلا»، وغيرهما الكثير خارج المدينة، وقمم التلال والغابات، مثل: تل مونتجويك، وجبل تيبيدابو، ما يجعل المدينة مكاناً مثالياً للتنزه، وركوب الدراجات، والتجديف بالكاياك، والتجديف بالوقوف، والسباحة، وحمامات الشمس. كما أنه بالتأكيد، كامب نو، ملعب كرة القدم في برشلونة، يجب أن يراه جميع مشجعي نادي برشلونة لكرة القدم؛ إذ يوجد بها أكبر نادٍ رياضي لكرة القدم في العالم، هو نادي برشلونة، حيث يأتي إليه ملايين المشجعين والجماهير من الدول العربية والأوروبية.

مطبخ   متنوع

برشلونة، أيضاً، جنة لعشاق الطعام، حيث تجد المطبخ الإسباني في كل ركن، وهو من أغنى المطابخ الأوروبية، فهو مزيج رائع من قوائم طعام الشعوب المتوسطة، وتتأثر أطباقه بالثقافة الفرنسية، والأوروبية الشمالية، وحتى الأطباق اللاتينية، التي تركت آثاراً في تركيبة الكثير من الأطعمة المحلية.

إقرأ أيضاً:  «القناة» عنوان التنزه والرفاهية في أبوظبي
 

ويمكنك العثور على مجموعة متنوعة من المطاعم العالية الجودة مع الأطباق الكاتالونية والإسبانية التقليدية، مثل: التاباس (وجبات خفيفة، أو مقبلات، أو أطباق صغيرة)، والبايلا (يقدم هذا الطبق الغني بالمأكولات البحرية مع الأرز كوجبة للغداء). وفي كل ليلة، تتحوّل الحفلات الموسيقية والعروض الحية في الهواء الطلق، وقاعات الحفلات الموسيقية القديمة، والمباني الانتقائية بالمدينة، إلى تجربة عيش كاملة، على مدار 24 ساعة.