في طفولته، أطل في أول أدواره من خلال المسلسل الشهير «عمشة بنت عمّاش». وبعد أن أنهى دراسته، بدأ رحلة احترافه من مسلسل «الخادمة» عام 2009؛ ليصبح اليوم «طلال» العاشق والمزواج في المسلسل الطويل «الميراث»، إنه الفنان السعودي الشاب عبدالله القحطاني، الذي يرى أن الطموح هو الدافع الأول للنجاح، وأن الدراما العربية تتغير إلى الأفضل، وعلى النجوم الشباب استغلال هذه الفرصة بأفضل طريقة.. وها هو في حوار رشيق مع «زهرة الخليج»، يكشف عن مشاريعه المستقبلية:

• ما مدى استفادتك وإفادتك من مسلسل «الميراث»؟

- استفدت من «الميراث»؛ كونه أكاديمية للتمثيل وتطوير أدوات الممثل؛ فهو احتكاك مباشر طويل المدى مع فريق العمل كاملاً، وكثرة الأيام والسنين تجعلك قريباً منهم، وتتعلم التمثيل والإخراج والإنتاج وإدارة المحتوى، وقد تدخل في موضوع الكتابة؛ لأن العمل الذي ينجز في شهر وشهرين قد تأتي خلاله في الأسبوع يوماً واحداً أو يومين لتصور وتغادر. لكن «الميراث» كان أكاديمية متكاملة، واستفدت منه في تطوير قدراتي التمثيلية بحكم التصوير المستمر لثلاث سنوات. وقد تعلمت من الأستاذ تامر بسيوني وعبدالله الجنيبي وفؤاد علي مدير الإضاءة والتصوير، هؤلاء الثلاثة هم ثلاث مدارس مختلفة، وهذا أمر استثنائي. ناهيك عن الفتيات والشباب الجدد والقدامى، مثل: الفنانة القديرة مريم الغامدي، وأحمد الحجي، وراشد الشمراني، إضافة إلى الشهرة التي كانت من المكاسب المهمة جداً في مسلسل «الميراث»، إذ أصبح الجمهور يعرفنا في أنحاء الدول العربية، كما استفدت أيضاً من وجود التصوير خارج السعودية، وفتحت لي أبواب كبيرة مع شركات التوزيع الفني في دبي وأبوظبي.

ضد الروتين

• رغم هذا الكلام الإيجابي، فإنك لن تكون موجوداً في الموسم القادم.. لماذا؟

- لم أحسم أمري حتى الآن، لكن احتمال الانسحاب من العمل قائم، وإذا تم فسأشتاق إليهم جداً؛ لأنهم عائلتي الثانية الحقيقية التي لا يمكن أن أنساها، والسبب الرئيسي هو البعد عن الأهل؛ لأنني أقوم بمهام المنزل، فأنا «رجل المنزل» بعد الوالد أطال الله في عمره. والسبب الثاني هو البعد عن الوطن الذي يسبب أحياناً اشتياقاً، وهذا الاشتياق يتعب النفس قليلاً، وهذا أمر حساس بالنسبة لي، وأيضاً أشعر بأنني بهذا العمل أخذت حقي وزيادة، فإن بقيت فهو استمرارية لتطوير الأداء والشهرة، لكن أنا من النوع الذي لا يحب أن يأخذ حقه وحق غيره، وأود الانطلاق بأعمال وشخصيات أخرى، وشركات ودول مختلفة. أنا من الأشخاص الذين لا يحبون الروتين، لكن روتين «الميراث» الوحيد الذي كنت أتحمله منذ 3 سنين، وحان الوقت لأقول: «بأمان الله».

• أحترم كلامك.. لكن هل هناك جانب من الملل هو سبب المغادرة؟

- لا يوجد ملل؛ لأننا لا نصور كل يوم، قد نصور كل عشرة أيام، وخلال هذه الفترة نسافر ولا نشعر بالملل والجميل أن الكتاب جميعهم ينوعون في الأحداث بين الفرح والحزن والكوميديا. في شخصية «طلال» لعبت الكوميديا والتراجيديا والدراما، وتزوجت مرتين، وأحببت فتاتين، وهو ما لم أفعله في الحياة الحقيقية (يضحك)؛ فالأمر ليس مللاً بقدر ما هو روتين، ورغم أنني سريع الملل؛ فإنني لم أملَّ هذا العمل، وأتشرف بأن يكون «الميراث» نقطة انطلاق أخرى لي لنصل إلى مرادنا.

تطور الدراما

• ما الجديد بعد «الميراث»، وما تحضيراتك؟

- إلى الآن لم أوقع أي عقد، لكن لديَّ أعمال أقوم بقراءتها، ووعدت نفسي بأن يكون عملي بعد «الميراث» أقوى منه، وإن لم يكن فلن أقبل؛ لأن «الميراث» عمل مهم جداً؛ لذلك أريد عملاً أقوى منه، أو بمستواه، فلن أقبل إلا بكتابة قوية وفريق قوي وشخصية مميزة لم ألعبها من قبل؛ لأني أحب التحدي مع نفسي.

• بعد رحلة فنية امتدت إلى 14 سنة.. كيف تغيرت خلالها؟

- أصبحت أقوى وواثقاً بنفسي أكثر، فقد أصبحت ممثلاً حقيقياً. في البداية، كنت أتعلم ومازلت أتعلم، لكنني ركزت أكثر وتدربت أكثر وتمرست أكثر، وسعيت إلى الأصعب لأرتقي. أشعر بأنني - بحسب المخرجين الذين عملت معهم منذ 5 سنوات - نجم سعودي قادم بقوة، وأتمنى أن أكون نجماً، وأن أوصل رسالة الفن.

إقرأ أيضاً:  هل تم استبدال منة شلبي في مسرحية «ساعة حظ».. بسبب أزمتها الأخيرة؟
 

• هناك تطور ملحوظ في الدراما بشكل عام، سواء المعرَّبة أو القصيرة.. كيف ينعكس ذلك سلباً أو إيجاباً على الممثل؟

- ينعكس إيجاباً وليس سلباً، فبحسب خبرتي البسيطة بالمجال أعتقد أننا عندما نعرّب عملاً يكون هذا أمراً جيداً، وفي نطاق التجربة، قد تنجح أو تفشل، وعلى الأغلب نجحت والتي فشلت كانت الشركة المنتجة هي السبب وليست الفكرة، والدليل أنها في الخارج تكون ناجحة. التجربة انعكست إيجاباً خاصة عندما نعرّب هذه الأعمال بما يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا وهذا أهم شيء. والتطور الذي حدث في الإنتاج الفني الدرامي والمسلسلات التي تتكون من عدد حلقات قليل، شيء عجيب ورهيب، ويبحث عنه الجمهور العربي، خاصة السعودي، بحكم أن الجمهور السعودي هو أكبر جمهور بالخليج؛ لذلك لدينا هدف كبير هو إرضاء جمهور يبلغ 60 مليوناً. خذ مثلاً مسلسل «رشاش» وهو قصة سعودية، الحبكة الدرامية التي أصبحت من 8 حلقات كانت رائعة وتابعه الجميع بالعالم العربي؛ لذلك أرحب بالأفكار الجديدة، والقصص القديمة التي نطورها.

• مع التطور الحاصل.. ماذا نفتقد اليوم؟

ـ نفتقد المسلسلات البدوية السعودية، والقصص القديمة، مثل «رشاش» وتطويرها لتصبح مسلسلاً، وإلى المسلسلات التي تعبر عن حقبة الستينات والسبعينات؛ لأنها مظلومة، والكل يتجه إلى الحقبة الجديدة والبدلات والحذاء اللامع، وهذا لا يكفي إذ يجب الأخذ من التراث حتى تتناقله الأجيال الجديدة وتحفظه وتعرف عادات وتقاليد ذلك الوقت، وطريقة الحديث المختلفة.