يعد التواصل الصحيح أساساً للزواج الصحي، ولطالما كانت مشاركة الأفكار والمشاريع والآراء والمشاريع من أهم النقاط التي تعد سبباً رئيسياً في نجاح العلاقات الزوجية.

ولا يمكن اعتبار امتلاك مهارات كبيرة في الاتصال أمراً سهلاً، لذا يتعين على بعض الأزواج العمل على تطوير مهاراتهم في الاتصال والتحدث بصراحة وصدق مع شركائهم، الذين اختاروهم لإكمال مسيرة الحياة برفقتهم.

ومهما كانت درجة اتصال الزوج مع زوجته أو العكس، هناك دائماً مجال لتعزيز وتنمية هذه العلاقة من خلال الحرص على هذه المهارات الأساسية، التي تعد أمراً رئيسياً في إنجاح العلاقة الزوجية واستمرارها مدى الحياة:

 

 

الاهتمام الكامل 
سواء كان شريكك يخبرك بسر كبير، أو يهمس لك بموضوع عابر، أو يمازحك بطريقة ما، فما عليك سوى منحه انتباهك الكامل، والحرص على عدم إظهار نفسك مشتتاً أمام ما يتحدث به.

ولا مانع من كتم صوت التلفزيون على سبيل المثال، أو حتى إيقاف تشغيله بشكل كامل، ومنح كل جوارحك وتوجيهها نحو زوجتك/ زوجك، مع الحرص على إظهار التعابير الصادقة التي تدل على مدى اهتمامك بما تسمعه.

ويقترح بعض الخبراء تخصيص مكان في المنزل يمنع فيه إدخال الهواتف والأجهزة الإلكترونية، ويكون مكاناً يجتمع به الزوجان ليكون كل اهتمامهما منصباً نحو بعضهما البعض بعيداً عن أي تشتيت لأفكارهما. 

عدم المقاطعة
إن المقاطعة هي أسرع طريقة لتصعيد الجدل، وتضخيم الخلافات، لذا من المهم أن يشعر الطرفان بأن لديهما فرصة كافية للحديث والاستماع في آنٍ واحد.

وقد يجد البعض المقاطعة مغرية لإثبات صحة رأيه، والضغط على شريكه، خاصة إذا شعر بأن الطرف الآخر يتحدث بحقيقة خاطئة، لكن من المهم الانتظار والاستماع.

لذا، يجب إعطاء شريك حياتك انتباهك بتركيز كامل، يُظهر احترامك الكبير له.

مساحة محايدة
التواصل ليس سهلاً دائماً، فغالباً يجد العديد من الأزواج أنه من المفيد معالجة الموضوعات الصعبة في مكان محايد، على سبيل المثال طاولة المطبخ، أو في المكتب.

وقد يظن كثيرون أن الأمر سخيف، لكن من المهم بالفعل أن يكون هنالك دائماً مكان محايد لكليكما، تتساويان فيه تماماً، وتفتحان النقاش هناك، بحيث لا يعلو أحدكما على الآخر.

 

 

وجهاً لوجه
واحدة من أفضل مهارات الاتصال في العلاقات، التي يمكنك استخدامها للتحدث دائماً عن الموضوعات المهمة، هي الحديث وجهاً لوجه.

الرسائل النصية بالتأكيد ليست وسيلة لإجراء محادثات علاقة جدية، أو لاتخاذ قرارات كبيرة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، إن نبرة الصوت لا يمكن تحديدها من خلال الرسائل النصية.

فالحديث وجهاً لوجه في مكان محايد يمنحكما شعوراً مشتركاً بالاهتمام، كما يمكنكما قراءة الإشارات غير اللفظية. لذا، لا يمكن لأي نقاش أن يكون كاملاً، ما لم يكن وجهاً لوجه، فالتكنولوجيا تضيع الكثير.

استخدام كلمة "أنا" 
يرى أخصائيو الأسرة وعلماء النفس أن معظم المشاكل تكبر بين الأزواج، بسبب مهاجمة بعضهم بعضاً، قائلين إن استخدام كلمة "أنا" يزيل الضغط بشكل كبير عن الطرف الآخر، فعلى سبيل المثال لا تقل: "لقد فعلت كذا وكذا.. وهو ما أغضبني"، لكن قل: "لقد أصيبت مشاعري بسبب هذا التصرف".

والفرق أنك في الثانية جعلت المشكلة خاصة بك بدلاً من مهاجمة شريكك، وهذه تنقية بسيطة وفعالة تمنعكما من الدخول في وضع الهجوم أو الدفاع بلا داعٍ.

الصدق
رغم أنه ليس بالأمر السهل دائماً كما يتخيل البعض، لكنه مفتاح العلاقة الصحية، فالصدق والأمانة يمنحان الثقة التي تبنى عليها العلاقات الناجحة.

أن تكون صادقاً يعني أن تخبر شريكك بكل مشاعرك، خاصة عندما تشعر بأن هناك مشكلات يجب التحدث عنها، وهذا يعني أيضاً الاعتراف عندما تكون مخطئاً، والاعتذار بدلاً من تقديم الأعذار. 

 

 

التحدث عن الأشياء الصغيرة
واحدة من مهارات الاتصال العظيمة في العلاقات الزوجية، هي أنكما قادران على التحدث عن الأشياء الصغيرة، وكذلك الأشياء الكبيرة، ويمكنك تقوية زواجك بالحديث عن يومك أو أفكارك أو مشاركة قصص مضحكة من أسبوعك.

عندما تكون متزوجاً، يجب أن يكون كل موضوع في حياتك مفتوحاً للمناقشة، وينبغي ألا يكون هناك أي شيء محرج أو غير مريح للحديث عنه، فمن خلال الحديث عن الأشياء الصغيرة، ستجعل من السهل التحدث عن مواضيع أكثر أهمية في المستقبل.

التواصل ممتع
التواصل هو كيف تتحدث عن الأسرة والمسائل المالية، والمشاكل وحلولها، وكيف تتخذ أنت وزوجتك القرارات، لكن لا تنسَ أن التواصل يجب أن يكون ممتعاً أيضاً.

لذا، عليك الحرص على مشاركة القصص المضحكة، وأحلام المستقبل، والمحادثات العميقة، فهذه هي اللحظات التي تخلق اتصالاً عاطفياً أعمق، وتعزز الأوكسيتوسين والدوبامين.

خصص، دائماً، وقتاً لتسجيل الوصول مع زوجتك شفهياً، سواء كانت المحادثة التالية جادة أو سخيفة.

باختصار، يبقى التواصل مفتاح السعادة الأساسي، وكلما حسّنت تواصلك في الزواج من خلال الانفتاح والصدق، ستبقى كتاباً مفتوحاً في كل شيء، وتعطي شريكك وتأخذ منه الاهتمام الكامل.