لطالما سمعنا عن أن مدينة البندقية الإيطالية مهددة بالغرق، وأن أجواءها الساحرة سينتهي المطاف بها بالاختفاء تحت سطح البحر، وأنه لن يكون بمقدور السياح التمتع بالمناظر الفريدة للمدينة التي اشتهرت بكونها عائمة فوق البحر، وأن سكانها يتنقلون بالقوارب بين أحيائها المميزة.
لكن صحيفة "ميترو البريطانية"، نشرت تقريراً علمياً أجراه باحثون مختصون في المناخ، سيعيد الأمل لمحبي أجواء مدينة البندقية الرومانسية، باعتبار أن العلماء يعتقدون أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تنقذ مدينة البندقية من مصيرها المحتوم.

 

 

ويقول علماء المناخ إن ظاهرة الاحتباس الحراري، تساهم بشكل أو بآخر في تغيير أنماط دوران الغلاف الجوي الحالي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهذا الأمر يغذي "مرحلة التذبذب البارد"، وهي ظاهرة جوية تقلل في الواقع من مخاطر الفيضانات.
وأوضح مؤلف التقرير البروفيسور دافيد زانشيتين، من جامعة كافوسكاري الإيطالية، أن حصول "مرحلة التذبذب البارد" بشكل مستمر حتى العام 2035، سيجعل مستوى سطح البحر ينخفض في مدينة البندقية، مما يعاني تراجع فرص غرق المدينة بفعل الفيضانات المائية المتوقعة.

 

 

وحددت الدراسة الجديدة التغيرات في درجة حرارة سطح البحار المحيطة، ووجدت أنها مرتبطة بمدى ارتفاع المياه في مدينة البندقية، التي تتميز بالمتاهة البحرية المليئة بممرات المشاة الصغيرة والساحات والمتاحف المخفية والكنائس المنعزلة التي يعود تاريخها إلى قرون، وتعتبر أحد أكثر الأماكن تميزاً على وجه الأرض. 
وتتوقع الدراسات المناخية الحالية أن مستوى المياه في مدينة البندقية قد يرتفع بحلول العام 2100 إلى 4 أقدام عن منسوبه الحالي، مما يعني أن معظم آثار المدينة العائمة في شمال إيطاليا ستغمر بالمياه.
والبندقية هي عاصمة إقليم فينيتون حيث تعد أكبر مدينة بالإقليم من حيث عدد السكان والمساحة، ويقدر عدد سكانها 271 ألف نسمة. 

 

 

تتكون المدينة من جزءين منفصلين وهما الوسط (الذي يحتوي على بحيرة تحمل نفس الاسم) والمنطقة اليابسة. ظلت المدينة لأكثر من ألف عام عاصمة "جمهورية فينيسيا" وكانت تعرف باسم ملكة البحر الأدرياتيكي، نظراً لتراثها الحضاري والفني، ومنطقة البحيرات التي بها، تعد المدينة من أجمل مدن العالم التي ترعاها منظمة اليونسكو، الأمر الذي جعلها ثاني مدينة إيطالية بعد روما من حيث ارتفاع نسبة التدفق السياحي من أنحاء مختلفة من الخارج. 
وتتكون البندقية من جزر عدة متصلة ببعضها البعض عن طريق الجسور، وتعتبر من أهم المدن الإيطالية وأكثرها جمالاً في إيطاليا، لما تتمتع به من مبان تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا، وقنوات مائية متعددة ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم.

إقرأ أيضا: المنتجعات الصحراوية.. واحات هادئة تظللها تقاليد الضيافة الأصيلة