استعرضت قمّة اللغة العربية، التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية في منارة السعديات أبوظبي يومي 20 و21 ديسمبر الحالي، الدور الذي لعبه الخط العربي عبر التاريخ، ومكانته التي حققها باعتباره لغة تواصل حضاري وإنسانيّ، وأحد أركان الفنون الأصيلة التي عبّرت عن الهويّة العربية وقيمها الجمالية.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "الخطّ العربي والأنماط الحداثية"، شارك فيها كلٌ من الدكتور أنطوان أبي عاد، أستاذ مساعد في كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد، وسارة العارف، مدير تنفيذي للقسم الإبداعي في شركة "توثيرد" وأدار الجلسة الإعلامي إبراهيم استادي. 
وفي حديثه، قال الدكتور أنطوان أبي عاد:" لدينا تراث وكنز لا مثيل له من الخط العربي وجمالياته، ويمكننا أن نستعمله للوصول إلى آفاق جديدة، ونتخذه لغة للتعبير عن هويتنا العربية، ويجب ألا نظل مقلدين للماضي". 
وفي عرض تقديمي استعرض أبي عاد نماذج للخطوط التي تمثل حواراً بين اللغة العربية واللغات الأخرى، مشيراً إلى أنه مع تطور الزمن تم التطرق إلى التفكير في مرادفات بصرية تناسب العصر الحديث وتقتبس تفاصيل التراث الكامنة في الخط العربي وتوظفها لتكون لغة بصرية تتناسب مع الواقع المعاصر، وبما يجعلها لغة للتواصل البصري لا سيما مع الذين لا يعرفون العربية، فإذا كانوا لا يفهمون لغتنا ندعوهم ليروا خصوصية هويتنا وجمالياتها من خلال هذا الفنّ، وأكد على أهمية دور المؤسسات الأكاديمية في تعريف الأجيال المقبلة بمختلف أنواع الخطوط العربية واطلاعهم على الكنوز التي تكمن بها.

 

 

من جهتها دعت سارة العارف إلى تبسيط دراسة الخط العربي للأجيال الجديدة، وتحفيزهم للإبداع فيه باعتباره وسيلة من وسائل التعبير، وأشارت إلى أنها تتعامل مع الخط العربي بشكل غير تقليدي وتقوم بنشر الوعي بين الشركات والمؤسسات التي تتعامل معها حول جماليات هذا النوع من الفنون، وما يمتاز به من مرونة تسمح له بالتعبير عن الشكل والمضمون. 
وشهدت الجلسة مداخلة من قبل خالد الجلاف، رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة دعا خلالها إلى ضرورة تدريس الخط العربي ضمن مادة الفنون وليس مادة اللغة العربية وذلك لتعريف الطلاب بجماليات هذا الفن، فيما دعت مداخلة ثانية إلى أهمية تطوير المعاجم لترجمة الفنون ومحتوى النقد الفني للحروفية والخطوط.

 

 

واختتمت الجلسة بالتأكيد على جملة من التوصيات أهمية حفظ التراث وكنوز الخط العربي والسعي لابتكار أنماط مستقبلية غير تقليدية، وتحفيز الحوار بين اللغات والأنماط العالمية في الخطوط والفنون، وضرورة البحث عن طرائق تعليم وتعبير إبداعية بطريقة بصرية جاذبة للشباب والأجيال الجديدة، كما دعت الجلسة والمشاركين فيها إلى ضرورة نشر الوعي بين طلاب المدارس والجمهور وتعريفهم بكنوزنا التراثية الإبداعية وجماليات هذا الفن وإمكانية الإضافة إليه، إلى جانب ضرورة تنظيم المعارض للحروفية العربية حول العالم لتعريفه بجماليات العربية والخط العربي، وأهمية تربية النشء على العلاقة الوطيدة بالخط وجمالياته وإدراج أنشطته وفعالياته في المناهج المدرسية، وأهمية التوعية بالقيمة الاقتصادية للحروفية والخط العربي كاقتصاد إبداعي.