مع‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬جديد،‭ ‬يقوم‭ ‬الإنسان،‭ ‬عادة،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬‮«‬مراجعة‭ ‬النفس‮»‬‭..‬

أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬يحاول‭ ‬الإنسان‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭.. ‬وأشياء‭ ‬أخرى‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بها‭..‬

ومع‭ ‬بداية‭ ‬2023،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬البيئة‮»‬‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬التغيير‭ ‬لكل‭ ‬منا‭..‬

فالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.. ‬وما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬بيئية

يفرض‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬إلى‭ ‬سلوكياته،‭ ‬ويغير‭ ‬السيئ‭ ‬منها‭..‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬بيئتنا‭ ‬بتعديل‭ ‬أفعالنا‭ ‬وتصرفاتنا‭..‬

عندما‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬‮«‬أرضنا‮»‬،‭ ‬فنحن‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬أولادنا‭ ‬وأحفادنا‭..‬

العالم‭ ‬يتحدث،‭ ‬الآن،‭ ‬عن‭ ‬تغير‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.. ‬

لكن‭ ‬لايزال‭ ‬الكثيرون‭ ‬منا‭ ‬يتعاملون‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬كأنه‭ ‬لا‭ ‬يعنيهم‭..‬

أو‭ ‬بمعنى‭ ‬أدق‭: ‬غير‭ ‬مستوعبين‭ ‬أن‭ ‬أفعالاً‭ ‬بسيطة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬كوارث‭ ‬كبيرة‭..‬

سلوكيات‭ ‬البشر‭ ‬الخاطئة‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬البيئة‭.. ‬وفي‭ ‬شرابنا‭ ‬وغذائنا

آن‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬نغير‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬مفردات‭ ‬حياتنا‭..‬

وأصبحنا‭ ‬بحاجة،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬وعينا‭ ‬بالبيئة‭ ‬من‭ ‬حولنا‭..‬

وتغيير‭ ‬أفعالنا‭ ‬حتى‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬صحتنا‭.. ‬ونباتنا‭ ‬وحيواناتنا‭.. ‬ونحمي‭ ‬الكوكب‭ ‬من‭ ‬الانهيار‭..‬

إنها‭ ‬مسألة‭ ‬حياة‭ ‬أو‭ ‬موت‭.. ‬إما‭ ‬أن‭ ‬نتغير،‭ ‬أو‭ ‬ننتظر‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أسوأ‭..‬

في‭ ‬هذا‭ ‬العدد،‭ ‬نتحدث‭ ‬باستفاضة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.. ‬ونحاول‭ ‬تبسيط‭ ‬المصطلحات‭..‬

ما‭ ‬بين‭ (‬تغير‭ ‬مناخي‭.. ‬احتباس‭ ‬حراري‭.. ‬واستدامة‭)‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬الجافة،‭ ‬ابتعدنا‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬أمنا‭ ‬الأرض‭.. ‬

أتركوا‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات،‭ ‬ولا‭ ‬تنشغلوا‭ ‬بتفسيراتها‭.. ‬فقط‭ ‬تعاملوا‭ ‬برفق‭ ‬ومسؤولية‭ ‬مع‭ ‬الأشياء‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬والشارع‭ ‬والعمل‭.. ‬وأيضاً‭ ‬عند‭ ‬ممارسة‭ ‬أبسط‭ ‬السلوكيات،‭ ‬وسنكون‭ ‬تلقائياً‭ ‬محافظين‭ ‬على‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬منحنا‭ ‬الخالق‭ ‬إياها‭.. ‬وستتحقق‭ ‬النتيجة‭ ‬المرجوة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭..  ‬

ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬أولت‭ ‬البيئة‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً،‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬التي‭ ‬أوصلتها‭ ‬إلى‭ ‬استضافة‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬بعد‭ ‬مشاركة‭ ‬متميزة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬2022،‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬بمصر‭..‬

القرارات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الإمارات،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬واستدامتها،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحصى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬ولعل‭ ‬أبسطها‭: ‬منع‭ ‬استخدام‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬ودعم‭ ‬امتلاك‭ ‬سيارات‭ ‬كهربائية،‭ ‬وتقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الأشجار،‭ ‬وبناء‭ ‬مدن‭ ‬مستدامة‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬مثل‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬مصدر‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تتصدر‭ ‬قائمة‭ ‬المجتمعات‭ ‬العمرانية‭ ‬الأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.. ‬كما‭ ‬أطلقت‭ ‬هيئة‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬‮«‬المئوية‭ ‬البيئية‭ ‬2071‮»‬‭ ‬للخمسين‭ ‬عاماً‭ ‬القادمة؛‭ ‬لجعل‭ ‬أبوظبي‭ ‬الأفضل‭ ‬عالمياً‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭..‬

حافظوا‭ ‬على‭ ‬بيئتكم‭.. ‬وبلدكم‭.. ‬وكوكبكم‭.. ‬وعلى‭ ‬أجيال‭ ‬قادمة‭..‬

وابدؤوا‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أرضكم‮»‬‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭..‬

وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير