ماذا يعني أن يعقد وزير خارجية بلد ما مؤتمراً صحافياً، للإعلان عن استرجاع قطعة أثرية؟

هذا يعني القيمة الأثرية الكبرى لهذه القطعة، ومدلولاتها التاريخية التي لها علاقة مباشرة بالحضارة والتاريخ.

وهذا ما فعله، مساء أمس، وزير الخارجية المصرية سامح شكري، الذي عقد مؤتمراً صحافياً بثه التلفزيون المصري الرسمي على الهواء مباشرة، للإعلان عن استعادة 17 قطعة أثرية متنوعة، تم استردادها من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها "التابوت الأخضر"، حيث كان قد تم تهريب هذه القطع بوسائل غير شرعية.

ويعد التابوت الأخضر أحد أضخم التوابيت الفرعونية الخشبية، ويعود لكاهن عاش في عصر متأخر، بين747 و332 قبل الميلاد، وسيخضع لمزيد من الدراسة لاحقاً، لكنه غالباً يعود إلى كاهن اسمه عنخ إم ماعت.

ويتميّز غطاء التابوت الأخضر بحجم استثنائي، يبلغ طوله أكثر من ثلاثة أمتار، وهو مصنوع من الخشب المغطى بالكتابات الهيروغليفية، وله وجه ملون بالأخضر، كما زين بزخارف باللون الذهبي. ويصل طول غطاء التابوت إلى مترين و94 سنتيمتراً، وعرضه حوالي 90 سنتيمتراً، ولا يقل وزنه عن نصف طن.

كما يعود سبب تسمية التابوت بـ"الأخضر" إلى لون الوجه المنحوت على غطاء التابوت، الذي يعود تاريخه إلى العصر الفرعوني المتأخر منذ قرابة 2700 عام، وقد تم اكتشافه في منطقة مصر الوسطى.

وتشهد مصر، من وقت لآخر، إعلان اكتشافات أثرية، وتزخر البلاد بآثار تعود لعهد قدماء المصريين، الذين بنوا الأهرامات، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. وأعلنت مصر، خلال السنوات القليلة الماضية، عن اكتشاف كنوز أثرية عدة في مختلف أنحاء البلاد، وخصوصاً منطقة سقارة، حيث اكتشف أكثر من 150 تابوتاً أثرياً يعود تاريخها إلى أكثر من 2500 عام.

إقرأ أيضاً:  "تشاند باوري".. جوهرة مخفية عمرها 1000 عام
 

ومن المقرر أن يتم جمع الاكتشافات الأثرية الحديثة، إلى جانب أبرز الآثار التاريخية، في "المتحف المصري الكبير"، الذي تم تشييده بالقرب من أهرامات الجيزة، ويتوقع أن يتم افتتاحه رسمياً في وقت لاحق من هذا العام.