يعتقد الناس، بصورة كبيرة، أن تناول القهوة أو النسكافيه، يمنحهم الطاقة للسهر لساعات أطول، كونها مصنوعة من الكافيين، على الرغم من احتوائها على ما نسبته 98% من الماء، فيما يعتقد أن الكافيين هو المسؤول الأول عن تأثير القهوة على دماغ الإنسان، كونه يعتبر محفزاً للجهاز العصبي المركزي، وهو الأمر الذي يدفع النشاط إلى جسم الإنسان.

لكن تقرير نشره موقع Healthline الصحي، نقلاً عن باحثين أميركيين، يشيرون إلى أن القهوة ومشتقّاتها، لا تملك تأثيراً على كل الناس، بخصوص إطالة مدة السهر، بل إنها تسبب النعاس لدى الكثير من الأشخاص.

التقرير البحثي العلمي، الذي يعتبر مفاجئاً للكثيرين من مدمني شرب القهوة، يستند إلى دراسة نشرتها مجلة إدارة المخاطر وسياسة الرعاية الصحية (Risk Management and Healthcare Policy)، ناقش معدوها تأثير زيادة استخدام الكافيين صباحاً، ومردوده على قلة النوم في المساء.

يقول التقرير إن جسم الإنسان ينتج الأدينوزين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن التسبب في الشعور بالنعاس، وعند شرب القهوة، يمنع الكافيين الموجود في القهوة مستقبلات الأدينوزين في الدماغ من تلقيه، لكنه لا يمنع الجسم من إنتاج هذا الناقل العصبي. وبالتالي، عندما يتلاشى مفعول الكافيين، تكون النتيجة تراكم الأدينوزين، الذي يجعل الجسم يشعر بالنعاس مباشرة.

ومعروف طبياً أن القهوة تعد من المشروبات المدرة للبول، نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الكافيين، ومع قلة شرب المياه، تزداد فرص الإصابة بالجفاف، ما يؤدي إلى زيادة سماكة الدم، ويؤثر بشكل مباشر في نقل كميات الأوكسجين المطلوبة إلى جميع أنحاء الجسم، لهذا السبب يشعر الإنسان بالإرهاق والنعاس حتى لو شرب كميات أكبر من القهوة.

ويشير الباحثون إلى أن من يشرب كميات معتدلة من القهوة يومياً، لا يلاحظ أي تغيير في مسألة النوم والنعاس وحتى السهر، بمعنى: "يمكن أن تساعد القهوة قليلاً بسبب الكافيين الموجود بها، في إطالة مدة صحو الإنسان، في حال كان معدل شربه للقهوة طبيعياً، عندها يكون مفعول الكافيين ظاهراً في الجسم، لكن في حال تعوده على تناول القهوة بمعدلات عالية، لن يستطيع التمييز بين شرب القهوة والسهر".

إقرأ أيضاً:  5 نصائح بسيطة تخفض الكوليسترول في جسمك
 

وتشير دراسة طبية، نشرتها مجلة Nutrients عام 2018، إلى أن حساسية الجسم للكافيين وراثية، وهذا يعني أن نفس كمية القهوة التي تمنحك دفعة خفيفة من الطاقة، قد تسبب التوتر لشخص آخر، ما يعني أن كمية القهوة التي تساعد على السهر في جسم شخص ما، يمكن لها أن تصيب شخصاً آخر بالنعاس.