تحاكي هذه الإطلالات المصورة، المختارة من مجموعة «ديور كروز» لعام 2023، سحر الأزياء في الثقافة الإسبانية والعصر الأندلسي، وتجسد بالنسبة إلى ماريا غراتسيا كيوري رحلةً للاستكشاف والتأمّل، كان نتاجها تصاميم متنوعة، مستوحاة من الشخصيات الملهمة التي جسدت رؤيتها، من جاكي كينيدي، ودوقة ألبا في ركوب الخيل، إلى فساتين سيّدة «مادونا ديلا ماكارينا» المعظّمة.

أيقونة المجموعة «لا كابيتانا» - وهو الاسم الذي أُطلق على «كارمين أمايا» - ألهمت كيوري تصاميم الفساتين. والفنانة لاكابيتانا كانت تُمثّل جوهر رقص الفلامنكو، من خلال حريتها في الرقص التي لا تعرف أيّ قيود. وتميزت بحركات فريدة وثوريّة، وهي الراقصة الأولى في هذا المجال التي ارتدت الملابس الرجاليّة، جامعةً بين القوّة والرقّة من خلال فنّها، ومعبّرةً عن روح إسبانيا.

 

 

قصص إشبيلية

كتبت كيوري، من خلال هذه التصاميم، قصيدة تكرّم تاريخ إسبانيا النابض بالحياة والفن، وتسرد من خلالها قصص إشبيلية، فتعيد تفسير قواعد اللباس التي شكلت مصدر وحي للموضة، ابتداءً من فستان التصاميم الراقية «أوت كوتور» «بال آ سيفيّ» (Bal à Séville)، الذي صمّمه كريستيان ديور لموسم ربيع وصيف 1956. وبالطبع، تذكر التصاميم بدوقة ألبا Duchess of Alba، وهي شخصيّة أسطوريّة امتطت الخيول مع جاكي كينيدي Jackie Kennedy، وهي ترتدي سترةً قصيرةً وسروالاً مرتفع الخصر، وقبّعة عريضة الحافّة موضوعة بشكل جانبيّ مائل. وفي الإطلالة ذاتها، يبرز شال «مانيلا» الرمزي، ويتميز بتقنية التطريز الصينيّة، ليُعيد هذا الشال الموغل في القدم - الذي تم استيراده من الفلبين إلى إشبيلية في القرن السابع عشر - سرد قصص ورحلات المجتمعات، التي قامت بابتكاره ووضعه.

 

 

فرسان الأندلس

وتحاكي الإطلالات، أيضاً، سراويل الفرسان الأندلسيين، السراويل التي يتمّ ارتداؤها مع الحمالات، والسترات القصيرة المُزيّنة بقفل (براندبروغ)؛ والسترات القصيرة (بوليرو)، التي تجعل القامة أكثر نحافةً؛ والأكمام بالأسلوب الواسع والفضفاض مثل الكاب. نلاحظ، أيضاً، التفتا المُتقزّح، والأحجام المختارة بتأنٍّ فتعزّز التباينات الأنسجة المُخرّمة في أشكال مُتعدّدة؛ وسترة بالمخمل الأسود المُطرز بالخيوط الذهبيّة المُختلفة.

 

 

حرفية عالمية

وتحتفل «ديور»، من خلال مجموعة «ديور كروز» لعام 2023 بالمهارات الحرفيّة العالميّة، فتكرّم - بالإضافة إلى جماليات وسحر الأزياء في العصر الأندلسي - مظاهر الثقافة الصينية، من خلال تقنيات وتفاصيل التطريز وأزرار «بانكو»، لتقدم موضة مبتكرة تجسّد الأسلوب اليومي لامرأة غير اعتيادية، تعبر بلباسها العصري المتنوع عن ثقافتها وأنوثتها الاستثنائية.

إقرأ أيضاً: إيان غريفيث: نصمم ملابس عملية لامرأة حقيقية