لا يعد مرض الزهايمر بسيطاً، فآثاره النفسية والاجتماعية والإنسانية مدمرة للشخص وعائلته ومحبيه.

ونسبة لآخر تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالمرض حول العالم بلغ 55 مليون شخص (8.1% من النساء، و5.4% من الرجال فوق سن 65 عاماً)، ويتوقع أن يتضاعف عددهم إلى 78 مليوناً بحلول عام 2030، و139 مليوناً بحلول عام 2050.

لذا، يواصل علماء الأحياء الجزيئية والباحثون في حقول الأمراض الجزيئية، البحث عن علاجات تساعد في تخفيف حدة المرض ونتائجه، كما يواصلون البحث عن محفزات عقلية قد تساعد في تنبيه المرضى للخضوع للعلاج قبل استفحال الحالات الطبية.

ومؤخراً، نشرت الخدمة الصحافية، التابعة لجامعة بيتسبرغ الأميركية، أن فريقاً من الباحثين استطاعوا تطوير اختبار دم، يكشف عن 85% من علامات الزهايمر، دون إخضاع المريض إلى أخذ عينات من سائل الدماغ، ما يبشر بتبسيط الفحص، وتقليل التكلفة المالية، ويؤدي نهايةً إلى تقديم خدمة علاجية أوسع للمرضى.

وبيّن الأستاذ المساعد في جامعة بيتسبرغ، توماس كاريكاري، أن تشخيص مرض الزهايمر حالياً، يتطلب استخدام أنظمة التصوير بالرنين المغناطيسي، ويتطلب أشكالاً أخرى من التشخيص الوظيفي، وهي أمور باهظة الثمن وتستغرق وقتاً طويلاً، ما يجعل هذه التقنيات غير متاحة للعديد من المرضى، لذا كان ابتكار الاستعانة بعينات الدم مقبولاً طبياً وقليل التكلفة.

واتبع باحثو الجامعة نهجاً جديداً لتحديد مرض الزهايمر، مع احتمال كبير جداً لوجود جزيئات بروتين "تاو"، بشكل غير منتظم في عينات الدم، وهو أحد أهم جزيئين سامين يعتقد أنهما يساهمان بشكل كبير في تطور الخرف ومظاهر أخرى لمرض الزهايمر.

إقرأ أيضاً:  الشاي.. هل يسبب تناوله ضرراً بعد الطعام مباشرة؟
 

وطور العلماء تقنية جديدة، تميز جزيئات بروتين "تاو" عن الأشكال الأخرى من المادة التي قد تكون موجودة في مجرى الدم لأسباب لا علاقة لها بمرض الزهايمر، وأدى هذا إلى زيادة القيمة التشخيصية لهذا المؤشر الحيوي بشكل كبير، ما دفع العلماء إلى اعتقاد أنه يمكن استخدامه للكشف عن أعراض الخرف في جميع مراحل تطوره.