نجحت دولة الإمارات في تحقيق المعادلة الصعبة، التي لفتت أنظار العالم من مشارق الأرض ومغاربها.. تطورٌ ومواكبةٌ لكل ما هو حديث ومعاصر، وفي الوقت ذاته تمسكٌ بأصالة الماضي وعبقه.. وبين الماضي والحاضر تمتلك رؤية طموحة لمستقبل حدوده الفضاء. قفزات حضارية واسعة، حققتها الإمارات منذ تأسيسها قبل 51 عاماً، وهي ترتدي ثوب هويتها الوطنية، متمسكة بموروث الأجداد، فذهبت إلى المريخ بينما جذورها ثابتة في أعماق هذه الأرض الطيبة.. بنت أطول برج في العالم، وهي ترمم مساكنها القديمة.. بها ثالث أكبر مساجد الدنيا مساحة وزخرفاً، وتحتفي بمسجد عمره 652 عاماً.. أنشأت أجمل وأحدث الجسور، وتتباهى بأقدم جسر لديها، وتزينه في احتفالاتها. باختصار.. من يَرَ مظاهر الحياة الحديثة في دولة الإمارات حالياً، يصعب عليه أن يصدق أن هذا التطور، وهذه الإنجازات، لا يزيد عمرها على سنوات معدودة، لكن الأكثر إبهاراً هو السير نحو المستقبل برؤية لم تنفصل عن الماضي.
برج راشد.. شاهد على نهضة دبي
من الأبراج، التي بنيت قبل 40 عاماً، ويعتبر علامة فارقة ليس في تاريخ دبي ودولة الإمارات فحسب، بل في منطقة الخليج العربي، والشرق الأوسط، هو «مركز دبي التجاري العالمي»، وتمت تسميته «برج راشد»؛ تيمناً باسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وقد كان حينها معلماً ورمزاً لنهضة اقتصادية، وعمرانية، وضعت دبي خاصة، والدولة عامة، في مصاف الدول المتقدمة.
برج خليفة.. أطول مبنى في العالم
عام 2010، تم افتتاح برج خليفة، الذي لايزال يحتفظ بلقب أطول مبنى في العالم حتى الآن، وهو تحفة هندسية عالمية؛ إذ يتميز البرج بتصميم ثلاثي، والقاعدة مستوحاة من زهرة الزنبق. وعند النظر إلى البرج من الأعلى، نلاحظ أن تصاميمه مستوحاة من العمارة الإسلامية، وعند قاعدة البرج وجهات عالمية للترفيه وتناول الطعام، منها: «دبي مول»، و«نافورة دبي» الراقصة، وغيرهما من أبرز المعالم السياحية.
مساجد لها تاريخ
البدية.. مسجد أهل أول
المتجه إلى إمارة الفجيرة، عن طريق خورفكان، يلفت نظره الطراز المعماري الفريد، الذي يتميز به مسجد البدية، أحد أقدم المساجد في دولة الإمارات، ويرى فيه الزوار معلماً تراثياً، يحكي قصة إحدى المراحل المهمة في تاريخ الإمارات، (عمره الآن 652 عاماً)، ويقع في باحة مفتوحة، وهو مبني من الحجارة الصلدة، والطين، والتبن.
مسجد الشيخ زايد.. تصميم فريد
بين أحدث المساجد، التي شيدت في الإمارات، تحتضن العاصمة أبوظبي مسجد الشيخ زايد الكبير، الذي يعد من أشهر الأماكن السياحية الحديثة؛ نظراً إلى تصميمه المعماري الفريد، الذي يمزج النمط الإسلامي واللمسة العصرية، ما يجعله من أجمل مساجد الإمارات، وقد أمر المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ببناء المسجد؛ ليكون رمزاً يجسد رسالة الإسلام المتمثلة في السلام والتسامح والتعايش مع الآخر.
الطعام.. بين السماء والأرض
«دينر إن ذا سكاي».. المطعم المعلق
هل فكرت يوماً في تناول الطعام بالهواء الطلق؟.. ليس في حديقة أو خارج ردهة أحد المطاعم، ففي دولة «اللامستحيل» بإمكانك أن تتناول الطعام، وأنت معلق بين السماء والأرض. نعم، يحدث هذا في مطعم «دينر إن ذا سكاي» في دبي، أحد المعالم الجديدة المعلقة على ارتفاع 50 متراً في السماء؛ ليتيح لمرتاديه الاستمتاع بتناول الحلوى والشطائر والمشروبات وهم معلقون في رافعة مخصصة لذلك.
بيت الوكيل.. أقدم المطاعم التراثية
بني مطعم بيت الوكيل، الذي يقع قرب سوق الأقمشة في إمارة دبي عام 1935، ويعتبر من أقدم المطاعم التراثية العريقة، وبه «تراس» في الهواء الطلق يطل على خور دبي، كما يتميز بإطلالته الخلابة، حيث يمكن لمرتاديه مشاهدة القوارب التراثية وهي تبحر في مياه الخليج العربي، وقبالة المطعم يقع برج «نهار»، الذي يعتبر واحداً من أبراج المراقبة التاريخية الثلاثة، التي كانت تحمي دبي في الماضي؛ ليحكي قصة تطور مدينة دبي الملهمة.
إقرأ أيضاً: محمد هلال: العطر استمتاع بالحاضر وطموح للمستقبل