جواهر عبدالله القاسمي: الإمارات تصنع مستقبل سينما الطفل عربياً

تؤمن الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مؤسسة «فن»، ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، بأهمية إثراء ودعم المواهب الفنية والسينمائية للأجيال الناشئة، نظراً للدور البارز الذي تلعبه الصورة والفنون البصرية في وصول رؤاهم وأفكارهم ووجهات نظرهم إلى العالم، وتمتلك في رصيدها خبرة طويلة بم

تؤمن الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مؤسسة «فن»، ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، بأهمية إثراء ودعم المواهب الفنية والسينمائية للأجيال الناشئة، نظراً للدور البارز الذي تلعبه الصورة والفنون البصرية في وصول رؤاهم وأفكارهم ووجهات نظرهم إلى العالم، وتمتلك في رصيدها خبرة طويلة بمجال العمل الإبداعي، حيث ساهمت بإدارتها مؤسسة «فن» في الارتقاء بمكانتها، وتعزيز حضورها إقليمياً وعالمياً. أنهت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي دراستها «الثانوية» في الخامسة عشرة من عمرها، وبدأت العمل في التاسعة عشرة، حيث شغلت وظائف مختلفة في مجالات عدة، منها: التدريس، والعلاقات العامة، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة سان دييغو الأميركية، وهي الآن في طريقها إلى إثراء حياتها المهنية والاجتماعية، من خلال الحصول على درجة الماجستير في العلاج الزواجي والأسري، لاسيما أن شغفها بالفنون الجميلة، والتصوير، وفن الرسوم المتحركة قد شكل إضافة نوعية إلى عملها في مؤسسة «فن»، ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب؛ فكانت بذلك خير نموذج للزوجة والأم والمرأة العاملة، التي تدرس وتصمد أمام تحديات تنظيم الوقت؛ لتجعل من العقبات سلماً تصعد به إلى أعلى درجات النجاح والتميز.. «زهرة الخليج» التقت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي؛ لتضيء على قصتها الملهمة وشغفها بإثراء ودعم المواهب الفنية؛ فكان الحوار التالي:

 

 

• بداية.. نود إلقاء الضوء على بدء علاقتك بمجال الفن عامة، والسينما خاصة!

- كان لديَّ شغف بفن التصوير منذ طفولتي، وكنت أقوم بتصوير الطبيعة باستخدام كاميرا، أحتفظ بها إلى الآن. بعد تخرجي، تدرجت في الوظائف إلى أن تحقق حلم الطفولة، وبدأت العمل في مؤسسة «فن» مساعد مدير المؤسسة، ثم أصبحت مدير المؤسسة، ومدير مهرجان الشارقة السينمائي للطفل، وإلى الآن لدى شغف بمشاهدة أفلام الرسوم المتحركة، و«الأنيميشن»؛ لأنها وسيلة ممتازة لتوصيل فكرة، أو معالجة قضية ما في المجتمع بطريقة شيقة، وكمثال على ذلك مسلسل «إجوان»، الذي يعرض على «شاهد»، وهو أول مسلسل خيال علمي عربي في العالم، والهدف منه مناقشة قضايا اللاجئين، وتمكين المرأة، لكن بطريقة غير مباشرة.. مشوقة وممتعة.

• لماذا كانت علاقتك بسينما الطفل والشباب هي الأقوى في مسيرة عملك؟

- لأن السينما تجذب الأطفال بصرياً وسمعياً، وهي أداة جبارة لغرس القيم، ونقل المعلومات بطريقة مشوقة، والأطفال والشباب لديهم طاقة إبداعية كبيرة، يمكن توظيفها بطريقة صحيحة، ويجب استثمارها على الوجه الأمثل.

• درست الأدب الإنجليزي، لكنك الآن بصدد الحصول على الماجستير في علم نفس الأسرة، فما السر في اختيار هذا التخصص بالذات؟

- السبب في ذلك يعود إلى والدتي؛ إذ إنها درست علم النفس، ولطالما كانت - ولاتزال - ملهمتي في الحياة، كما لها طريقة مميزة في التعامل معنا أنا وإخوتي؛ فهي دائماً تضع حلولاً للمشكلات التي قد تواجهنا بحكمة وروية؛ فشعرت بأن هذا التخصص سيساعد على تطوير أدائي في مسيرتي المهنية، وأيضاً تطوير حياتي الخاصة، ولأنني أتعامل مع الأطفال والشباب والأسر خلال أدائي مهام وظيفتي، كان من المهم جداً أن أتعلم الطريقة الصحيحة لتوصيل المعلومات؛ فأحببت أن أثرى ذلك أكاديمياً.

 

 

 

• قمت بتأسيس «فن»، و«مهرجان الشارقة السينمائي»، منصة عالمية وعربية لدعم الفنون وسينما الطفل.. ما أبرز الإنجازات التي تفخرين بتحقيقها؟

- منذ بداية المهرجان قبل 9 سنوات، كانت الأفلام المشاركة 100 فيلم من دول مختلفة، ومن هذه الـ100 اخترنا 60 فيلماً تم عرضها. وفي السنوات التالية، زاد عدد الدول وازدادت المشاركات. الآن، أصبحنا نبحث عن الدول التي لم تشارك من قبل، وأعتقد أن زيادة المشاركات العالمية دليل على نجاح المهرجان، كما أننا أصبحنا معروفين حول العالم، وتركنا بصمة في المهرجانات العالمية، وأصبح اسم الشارقة من الأسماء المعروفة دولياً، ولدينا حوالي 3000 مشاركة، من 90 دولة حول العالم.

• «فن»، و«الشارقة السينمائي للأطفال»، ربما يكونان الوحيدين اللذين يدعمان حضور سينما الطفل عربياً.. لماذا تراجع الاهتمام بسينما الطفل؟

- في بداياتنا، كنا نتساءل: لماذا لا يوجد اهتمام بسينما الطفل العربي عالمياً؟ فكان المخرجون العرب يقولون: لا نخرج أفلام الأطفال؛ لأننا لا نجد الدعم والاهتمام بعرض هذه الأفلام؛ لذلك كان من المهم وجود مؤسسة مثل «فن» تدعم وتشجع هذا النوع من الأفلام، ونتمنى أن يكون وجود هذه المؤسسة سبيلاً لتشجيع المنتجين والمخرجين، لاسيما أنه في إحدى المرات طلبت من أحد المخرجين أن يعرض فيلمه القصير بإحدى دورات المهرجان، فرفض عرض الفيلم، إذ كان يعتقد أنه سيفشل، لكن ما حدث أنه وجد الأطفال يوجهون إليه أسئلة لم يخطر بباله أن طفلاً سيسألها، فكانوا كأنهم نقاد مخضرمون، ونجحت الفكرة كثيراً.

* ما الدعم الذي تقدمه «فن» إلى المشتغلين بمجال السينما من مؤلفين وكتّاب ورسامين ومخرجين.. داخل الإمارات وخارجها؟

- تُعنى المؤسسة بالفن بشكل عام، ومن ضمنه السينما؛ لذلك ندعم الشركات الإبداعية داخل الدولة، ونشجع المخرجين على تقديم أفلامهم وعرضها، ونستثمر هذه الطاقات حتى في التحكيم خلال المهرجان، وبمجرد أن نكتشف شخصاً مبدعاً نقوم على الفور بدعمه، ونشجعه، ونقف بجواره حتى يصل صوته وتجربته إلى العالم من خلالنا.

* كيف ترين مستقبل صناعة سينما الطفل، في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة في التصوير، والاتصال، وغيرهما؟

- أرى مستقبلها مبهراً؛ فالتكنولوجيا مهمة جداً لتطور صناعة السينما، ونحاول أن نواكب التطورات التكنولوجية، ونعرض أفلاماً عن طريق الـ«في آر»، ونستخدم التقنيات الحديثة؛ حتى نواكب متطلبات العصر.

* ما أبرز طموحاتك في المرحلة القادمة؟

- أطمح، دائماً، سواء مع مؤسسة «فن» أو مع المهرجان، إلى نجاحات أكثر، ورفع عدد المشاركات محلياً وعالمياً، وأن يتخرج في مؤسسة «فن» مخرج إماراتي يفوز بجائزة «الأوسكار»، وأن نحقق المزيد من النجاحات والإنجازات في المستقبل القريب.

إقرأ أيضاً: محمد هلال: العطر استمتاع بالحاضر وطموح للمستقبل