لطالما كانت حاجة الإنسان لصناعة الخشب سبباً مباشراً في القضاء على الكثير من الغابات حول العالم، وأوقعته في حيرة، بين أهمية الخشب وعدم قدرة البشرية على الاستغناء عنه، وبين الحفاظ على البيئة وعدم الاعتداء عليها، وقطع أشجارها التي تحمي الكوكب بشكل كبير، وتوصف بأنها "رئة العالم".

ويبدو أن مساعي البشرية في هذا الجانب بدأت تكلل بالنجاح، وقد يكون بمقدور الإنسان فعلاً صناعة الخشب دون قطع الأشجار.

وفي التفاصيل، عرض برنامج "حياة ذكية" في حلقته الأخيرة، التي بثت قبل يومين توصل علماء من جامعة ماساتشوستس الأميركية للتكنولوجيا، لاختراع يؤمن وجود الخشب بعيداً عن سيقان الأشجار وأغصانها، وذلك من خلال الطباعة.

وقد يستغرب البعض، ولكن الأمر حقيقة وليس خيالاً، فقد بات بالإمكان طباعة الخشب عبر طابعات ثلاثية الأبعاد باستخدام خلايا نبات يطلق عليه اسم زينيا إيليجانس Zinnia elegans.

وبدأ علماء الجامعة يوصون البشرية بضرورة البدء بخطط واضحة لزراعة كميات كبيرة جداً من هذا النبات، تسمح بطباعة الخشب بشكل جاد، مؤكدين أن ما توصلوا إليه من اختراع قادر على طباعة الخشب، مهما اختلف شكله وكبر حجمه.

وتقوم هذه التقنية الفريدة على معالجة خلايا الزينيا عبر سائل خاص، ثم يضاف إليها محلول خاص لزج يحتوي على مجموعة من المواد المغذية والهرمونات.

ويكمل العلماء شرحهم بأنهم يقومون بعد ذلك بتغيير تركيز هذه الهرمونات، ما يمنحهم القدرة على التحكم بصلابة الخشب المطبوع وكثافته أيضاً، كما أنهم يمتلكون القدرة على اختيار الخصائص الفيزيائية والميكانيكية لهذه المادة النباتية، التي يقومون بزراعتها داخل المختبر.

 

إقرأ أيضاً:  عمليات شد الوجه.. كل ما تودين معرفته عنها!
 

ويظهر الباحثون في الجامعة جديتهم المطلقة بهذا الأمر عازمين على البدء به، ونشره حول العالم، وذلك بعد أن قاموا بتأسيس شركة خاصة بتطوير تقنيات جدية والبدء بالبحث عن طرق أخرى تمكنهم من زراعة الخشب داخل مختبراتهم.

وحسب ما بينت هذه الشركة، فإنها تجتهد خلال هذه الفترة ساعيةً لاستنساخ نباتات أخرى كالصنوبر، بهدف توفير أنواع أخرى من الأخشاب، مؤكدةً أنه في حال نجاحها وتوسع هذه التجربة وتعميمها على العالم، فإن البشرية ستتوقف بشكل تام عن قطع الأشجار في الغابات.