غالبًا، يتم استخدام كلمتَيْ "صديق للبيئة"، و"مستدام"، مترادفين، حيث يركز كلا المصطلحين على الوعي البيئي والمسؤولية الاجتماعية، إلا أنهما في الواقع يختلفان بشكل كبير، لذا من الضروري معرفة الفرق بينهما، من أجل أخذ زمام المبادرة لدعم الاستدامة، من خلال خياراتنا اليومية.
ماذا تعني الاستدامة؟
يتم تعريف كلمة "مستدام" أو "استدامة" بعدة طرق. فعلى سبيل المثال، عندما يقول شخص ما إنه يعيش بشكل مستدام، فإنه يعتزم أن يعيش بطريقةٍ لا تستنفد فيها خياراته الموارد الطبيعية للأرض، ويؤدي اختيار نمط الحياة هذا إلى الحفاظ على اقتصاد مزدهر للأجيال القادمة.
والاستدامة لها 3 ركائز: الناس والكوكب والربح، وتخضع المنتجات المستدامة لمعايير أعلى من أنواع المنتجات "الخضراء" الأخرى، فحتى يتم اعتبار المنتج مستداماً، لا يمكنه استخدام أي مورد بمعدل أسرع مما يتم تجديده، أي إذا كانت إحدى الشركات تستخدم حبوب البن لإنتاج منتجاتها، وحصدت الشركة الحبوب بشكل أسرع من نموها مرة أخرى، فلن يكون المنتج مستداماً.
ماذا تعني "صديقة للبيئة"؟
صديقة للبيئة تعني أنها ليست ضارة بالبيئة، وعند استخدام هذا المصطلح وربطه بالمنتجات الاستهلاكية، يجب اعتبار كل شيء، بدءاً من الإنتاج وحتى العبوة، آمناً على البيئة.
ولكي يكون المنتج صديقاً للبيئة، يجب أن يكون آمناً بيئياً، ويحتوي على عبوات عالية الجودة.
ماذا يعني "الأخضر"؟
"الأخضر" مصطلح متعدد الأوجه، يستخدم لوصف "الوعي البيئي"، إذ إنه ينطوي على ممارسات وتحسينات أفضل لكيفية استخدام موارد البيئة مع تقليل التأثير على صحة الإنسان والبيئة، ويتم إجراء هذه التحسينات من دون التضحية بالاحتياجات الحالية والمستقبلية للعالم. بعبارةٍ أخرى، أن تكون "صديقاً للبيئة" يعني أن يعيش المرء حياته، أو يدير نشاطاً تجارياً بوعي مع مراعاة الصالح العام للبيئة.
ويضمن اختيار نمط الحياة هذا أن تحترم مساعينا كمجتمع وكأفراد حدود مواردنا، وهذا يعني أننا كبشر ندرك مدى قيمة الأرض وأهمية حمايتها للأجيال القادمة.
ما الفرق بين المنتجات الصديقة للبيئة والمستدامة؟
مصطلح "صديق للبيئة" يعني أن المنتج لا يضر بالكوكب، في حين تمثل الاستدامة جانباً واسعاً من الأنشطة والقضايا التي تلبي الاحتياجات من دون أن تؤثر على الأجيال القادمة، أي أنه يركز على المستقبل، ويولد فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية من دون التسبب في التلوث أو استخدام الموارد المفرطة. ووحده، المنتج المستدام له معايير أعلى بكثير من المنتج "الأخضر" أو "الصديق للبيئة"، مثل إذا كان المنتج مصنوعاً من مصادر متجددة "خضراء"، لكن تحليل دورة الحياة يُظهر أن كميات كبيرة من الطاقة قد تم استخدامها لتصنيع البضائع وشحنها، ولا توجد أيضاً طريقة مناسبة للتخلص من المنتج، فذلك يعني أنه غير مستدام.
متى يعتبر المنتج مستداماً؟
توفر المنتجات المستدامة فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية، بحيث تركز على رفاهية الأجيال القادمة، من خلال اتخاذ خيارات حكيمة اليوم، ويكون المنتج مستداماً عندما:
· يستخدم طاقة أقل أثناء التصنيع والإنتاج.
· لا يسبب أي تلوث.
· يوفر فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية.
كيف تتسوقين المنتجات المستدامة؟
· اختاري العناصر التي يمكن إعادة استخدامها، مثل أكياس البقالة لتقليل استخدام البلاستيك.
· استخدمي أكياس الشطائر القابلة لإعادة الاستخدام، أو أغلفة الطعام المصنوعة من شمع العسل لتقليل استخدام البلاستيك.
· احرصي على شراء المنسوجات المستعملة، مثل: الملابس والمفروشات.
· اختاري المنسوجات المصنوعة من الألياف الطبيعية أو المعاد تدويرها، ما يقلل كمية المياه والطاقة المستخدمة في تصنيع عناصر جديدة.
· اشتري فقط ما تحتاجين إليه، فشراء عدد أقل من العناصر يقلل انبعاثات الكربون في البيئة.
· اشتري العناصر القابلة لإعادة التدوير.
· اشتري العناصر بأقل قدر ممكن من التغليف، مثل: الورق المقوى، والورق القابل لإعادة التدوير.
· استخدمي منظفات نباتية.
متى يعتبر المنتج صديقًا للبيئة؟
يعتبر "صديقًا للبيئة"، عندما لا يضرها المنتج، وعليه يجب أن تتوافر به بعض الشروط، مثل:
· يسبب القليل من الضرر للبيئة.
· يتطلب طاقة أقل أثناء عملية الإنتاج.
· قابل للتحلل البيولوجي ومتجدد، فمثلاً، فرشاة أسنان من الخيزران هي مثال على مصدر متجدد.
كيف تتسوقين المنتجات الصديقة للبيئة؟
· اشتري العناصر المحلية في موسمها من سوق المزارعين.
· اشتري المنتجات المستعملة.
· استخدمي أكياس التسوق القابلة لإعادة الاستخدام.
· تجنبي عمليات الشراء الاندفاعية، التي تؤدي إلى شراء أشياء لا تحتاجين إليها.
· استخدمي حفاضات من القماش.
· وفري الوقود بشراء أقل.