إبراهيم استادي: الفن أكبر من مجرد ترفيه

بين الإذاعة والمسرح وتقديم البرامج، يوزع وقته ببراعة ونشاط، يستمتع بكل خطوة يخطوها، ويرى أن ما يقدمه اليوم من فنون مختلفة سيبقى أثره لسنوات، فهو مثال مشرّف للشاب الإماراتي النشيط، الذي يصنع الفرص ولا ينتظرها، إنه إبراهيم استادي، الذي يكشف - خلال هذا الحوار مع «زهرة فن» - عن أبرز المشاكل التي يعانيها

بين الإذاعة والمسرح وتقديم البرامج، يوزع وقته ببراعة ونشاط، يستمتع بكل خطوة يخطوها، ويرى أن ما يقدمه اليوم من فنون مختلفة سيبقى أثره لسنوات، فهو مثال مشرّف للشاب الإماراتي النشيط، الذي يصنع الفرص ولا ينتظرها، إنه إبراهيم استادي، الذي يكشف - خلال هذا الحوار مع «زهرة فن» - عن أبرز المشاكل التي يعانيها الفنان المسرحي الإماراتي، موجهاً رسالة لدعم هذا القطاع الفني الحيوي المهم.. فلنتابع ما قاله:

 

 

* عرفناك إعلامياً، لكن لك حكاية خاصة مع المسرح.. حدثنا عنها!

- درست المسرح قبل أن ألتحق بالإعلام، والمسرح أكملني وصقلني، وجعل مني شخصاً جديداً; لذلك عندما أغيب عن المسرح أشعر باختلال في التوازن. ومردود المسرح المالي قد يكون ضعيفاً، لكنَّ مردوده المعنوي كبير جداً بالنسبة لي; فأنا لم أتركه منذ 17 عاماً، وأكثر شيء أعتز به في حياتي. حالياً، أعمل على مسرحيتين، الأولى مع الفنان القدير حسن رجب، من تأليف إسماعيل عبدالله، وسوف نمثل بها الدولة في مهرجان قرطاج المسرحي، وأيضاً أعمل على مسرحية أخرى لمسرح أم القيوين.

 

* ماذا عن مشاركتك في مسرحية «أبوظبي طريق الحرير»؟

- هذه آخر مسرحية قدمتها، وكانت مع فرقة «كركلا». كنت أنا وياسر النيادي الممثلين الإماراتيين في هذه المسرحية، ولأن «كركلا» فرقة استعراضية بالدرجة الأولى; فالاستعراض يأخذ حقه أكثر من التمثيل، وكانت من إخراج إيفان كركلا. الجميل في الموضوع، أنني عملت مع أناس كنت أراهم منذ صغري على القنوات اللبنانية، وكان العمل معهم مثل الحلم; فكان عملاً احترافياً، ومدرسة جديدة.

 

 

* متى يتخلص المسرح من مشاكله؟

- هذا حديث يدور يومياً بين المسرحيين، ولا أريد أن أفتح جروحاً، فقد تعبنا ونحن نتحدث، لكن هناك بادرة من وزارة الثقافة مؤخراً، قد تعطينا بصيصاً من الأمل في المستقبل. الترويج جداً ضعيف، رغم الإنتاجات الضخمة، ولدينا بيئة مسرحية عمرها 40 عاماً، ويؤسفني أن هذا الإرث لا يستثمر بشكل جيد، والفنان الإماراتي مهمل، ولا أريد أن يقال إن الفنان الإماراتي يتذمر، لكنه كذلك لأنه لا يجد إدارة أو توجيهاً. وبحكم عملي الإعلامي، فأنا أيضاً قريب من المسؤولين، وأسمع انتقادات عن الفنان الإماراتي; كونه غير مواكب، وفي عالم آخر، لكن لا يوجد من يأخذ بيده.

 

* ألا تجد أن السينما والتلفزيون أسرع؟

- حظي أنني عملت بالإذاعة والمسرح، وهذان المجالان بحاجة إلى الكثير من الحب للاستمرار فيهما. مؤخراً، أصبح لي برنامجي الخاص في التلفزيون، والدراما تأخرت فيها بسبب بعض الظروف الاجتماعية، ورغم أن أعمالي الدرامية قليلة، فإنني أعتز بما شاركت فيه، مثلاً عملت مع الفنان ياسر العظمة في مسلسل «السنونو»، وعملت مع مروان عبدالله صالح في مسلسل «على قد الحال»، وكنت ضيفاً في «قلب العدالة»، و«الحرب العائلية».

 

 

 

* ما تقييمك لتجربتك الإعلامية؟

- من الصعب أن أقيّم نفسي; حيث إنني في الإعلام منذ 14 عاماً، لكن سأقول شيئاً واحداً، ولا أعلم إن كان ميزة أم لا، أنا خطواتي بطيئة جداً في كل شيء، لكنها مدروسة، وأعرف إلى أين سأتجه، وأنا حريص على تجربة كل شيء، ومحظوظ بكوني عملت بالإذاعة; لأنها تمنحك التعرف إلى أناس من مختلف المجالات، وقد كونت علاقات كبيرة من الإذاعة، واستفدت منها بالتلفزيون; ولأنني أعدُّ وأقدم برامجي; كنت أتواصل بنفسي مع ضيوفي، وهذه العملية أشبعتني من الداخل. أحب، طبعاً، تجربتي، وأعتز بحواراتي السابقة، وآمل أن أقدم شيئاً بالمستقبل، وأسعى لترك أرشيف محترم للأجيال القادمة.

 

* ما شكل البرنامج، الذي تود أن تقدمه، وأين تجد نفسك؟

- أجد نفسي في برنامج حواري مع أكبر عدد من الشخصيات، لكن هذا الحوار يكون بقالب معين; فأحب أن يكون الضيوف من حول العالم. أحاول ألا يكون الحوار ترفيهياً تماماً، بل يكون ثقافياً أيضاً، وهذه الرسالة الأسمى التي أود أن أوصلها إلى الناس، من خلال عملي المسرحي والإعلامي; فالفن لا يقتصر فقط على الترفيه.