تتعثر العديد من الزيجات لأن المغفرة لا تكون أحد أهم المبادئ في علاقة الزوجين مع بعضهما البعض، وعندما تنشأ المشاكل، يصبح بعض الأزواج غارقين تماماً في البحث عن تصرفات انتقامية تذهب بعلاقتهما إلى حافة الهاوية، وقد تنشأ عنها قرارات متسرعة وصادمة قبل انتهاء موجات الغضب وتخفيف حدته.

ولذلك لا يمكن التقليل من أهمية الغفران في الزواج، وعليك دائماً أن تتوقفي قليلاً وتفكرين:

هل المغفرة في الزواج هي عنصر أساسي في العلاقة الناجحة؟ وعليك الإيمان بأن قدرتك أنت وشريكك على طلب الغفران ومنحه أمر مهم للغاية لتحقيق الرضا الزوجي.

كما أن الغفران في الحياة الزوجية يسمح لك بالخروج من دور الضحية ويظهر أنك قادرة على الاعتراف الأذى وتجاوزه، ويعتبر كلا من العفو والمغفرة في الزواج مهارتان تساعدان الأزواج على معالجة المشاعر والأفعال السلبية من أجل بناء رابطة أقوى.

المسامحة

يمكن أن تكون فكرة مسامحة الزوج الذي يؤذيك أو يغضبك أصعب شيء يمكنك القيام به في علاقتك معه، ولكن ابتعاده عن الآثام والأخطاء التي كان يرتكبها يتطلب منك التخلي بعض الشيء عن استياءك الشديد معه، وإشعاره بوجود عفو وغفران حقيقيان نابعان منك تجاهه.

ودائماً ما تكون محاولة معاقبة شريكك من خلال التمسك بمشاعرك السلبية والتصرف بشكل فاتر أو بعيد أمر ضار جداً لعلاقتك.

وحتى تستطيعي فهم شريكك بشكل كامل، فإنك تحتاجين إلى التواصل معه بشكل علني وخاصة فيما يتعلق بمشاعرك تجاهه، واسمحي له أن يعبر عن مشاعره ورأيه أيضاً.

لا يوجد شخص خال من العيوب، ولا إنسان معصوم عن ارتكاب الأخطاء التي قد تؤذي أحبابنا وتخيب آمالهم بنا، ويمكن أن يؤثر الاختلاف في وجهات نظرنا وعقلياتنا على صحة علاقاتنا.

ومع ذلك، فإن الغفران يساعدنا في عدم الانغماس في الأشياء التي لا يمكننا التحكم فيها والسعي نحو علاقة دائمة.

تطلعي إلى الخطوة القادمة

إذا كنت قادرةً على تقدير الألم الذي يحمله الآخر، فإن احتمال الشفاء ممكن جداً، وإذا كنت أنت الجاني، فعليك الإعراب عن ندم حقيقي على الأفعال أو الكلمات التي أضرت بالشريك والعلاقة.

أما إذا كان شريكك هو المخطئ، فكوني منفتحةً لتفهم تعبيره وشعوره بالندم، واعلمي أن اعترافاته التي يضعها أمامك على الطاولة يجب أن تكون مؤشراً قوياً للتغير في علاقتكما، وسبباً للتخفيف من انزعاجك وغضبك، والبدء بالتفكير بما عليكما فعله لكيلا تتكرر هذه الأفعال مستقبلاً.

ولا بد من السعي بشكل جاد لفصل نفسك عن المشاعر السلبية التي تعتريك، ويبدأ ذلك دائماً من معرفتك بوجودها ومن ثم الابتعاد عنها.

وينصح الخبراء دائماً بان لا تدعي الاستياء في علاقتك يتفاقم أكثر، وأن تبدئي مباشرة بالتعبير عن مشاعرك وأفكارك، مع أهمية الحفاظ على الاحترام المتبادل بينكما، لأنكما إذا تركتما الاستياء ينتشر بينكما سينمو بسرعة كبيرة ويصل بكما إلى طريق مسدود، يلحق ضرراً كبيراً بعلاقتك الزوجية، بحيث قد يكون قد فات الأوان على إصلاحه.

المغفرة ليست ضعفاً

إذا كنت انت المتضررة من شريك حياتك، وبدأت بمواجهة العواطف والأفكار التي تدفعك للإبقاء على مشاعر الأذى بداخلك، فاستمع له عندما يبادر بالاعتذار، وامنح الفرصة، أما إذا كنت أنت المخطئة فبادري على الفور بالاعتذار واطلبي المغفرة.

كل ما ذكر سابقاً من شأنه تحفيز المغفرة في داخلك وداخل شريك حياتك، ويساعدك هذا الأمر على إدراك أن الناس يخطئون وبالتالي فإنكما دائماً ستحاولان أن تفعلا أفضل ما تستطيعان.

الشيء المهم الذي يجب معرفته هو أن المغفرة الحقيقية في الزواج ليست شكلاً من أشكال الضعف، كما يعتقد على نطاق واسع، قد يبدو كما لو كنت تتغاضين عن أفعاله، لكنها تعني أنك تريدين التخلي عما حدث وشفاء علاقتك.

باختصار شديد فإن السماح للشريك ومنحه فرصة لشرح نسفه وتحمل المسؤولية عن أفعاله، والاعتذار عنها بصدق، وهذه العملية من الأخذ والعطاء مطلوبة في كل علاقة.

إقرأ أ يضاً:  بقع الملابس.. كيف تتخلصين منها؟
 

الغفران في الزواج ليس ضروريا فقط لرفاهية علاقتك، ولكن بالنسبة لك لتحرري نفسك أولاً، فهو يحررك من الجروح التي لم تلتئم بعد، والذي بدوره يسمح لك بالازدهار وإصدار أحكام دقيقة في المستقبل.