استطاعت سابينا بيلي Sabina Belli، الرئيس التنفيذي لدار مجوهرات «بوميلاتو» الميلانية العريقة، أن توصل شركتها إلى مراكز متقدمة على صعيد الإبداع الاستثنائي، والدراية في ابتكار المجوهرات الراقية، ورعايتها قضايا تمكين المرأة، من خلال منصة بوميلاتو للنساء، التي أطلقتها عام 2017، وصولاً إلى برنامج «Pomellato Virtuosi»؛ لتدريب الجيل القادم من الحرفيين والحرفيات. وبعيد إطلاق «بوميلاتو» مجموعة «La Gioia» الثالثة من المجوهرات الرفيعة، التقينا سابينا؛ لمعرفة تفاصيل هذه الجواهر الرائعة، التي تحتفي بالطبيعة، وتأخذنا في رحلة خلابة على مدار اليوم، كما يشير عنوانها: «نزهة في الطبيعة.. من شروق الشمس إلى الظلام»؛ فجاء هذا الحوار: 

 

 

• بداية، نهنئكم على المجموعة الثالثة الرائعة «La Gioia».. كم من الوقت استغرقت حتى تكتمل؟

- شكراً لك!.. استغرق الأمر ما يقرب من عام. ونحن فخورون جداً بقدرتنا على التعبير عن الحرية والإبداع الجامح الذي جعل «بوميلاتو» دائماً مختلفةً، من خلال مجموعات المجوهرات الراقية «La Gioia».

• بعد نجاح المجموعتين السابقتين.. كيف تحديتم أنفسكم في المجموعة الثالثة «نزهة في الطبيعة.. من شروق الشمس إلى الظلام»؟

- تمكّننا مجموعاتنا، المصنوعة من المجوهرات الراقية، من إعادة ابتكار رموزنا الجمالية، والبقاء مخلصين لهوية «بوميلاتو»، وتحريك الكليشيهات الكلاسيكية للمجوهرات الرّاقية التقليدية، وهو المسار الذي يدفع حدود الإبداع؛ فـ«La Gioia» هي ذروة حرفيتنا، والحرية الإبداعية والحرفية الرائعة هما المكونات الرئيسية. في هذه المجموعة الثالثة، أردنا كتابة فصل إبداعي جديد؛ فقد كانت الطبيعة هي الإلهام الرئيسي للإبداع، لكن ليس كإنتاج ثابت أو زخرفي، بل كرحلة خيالية ومثيرة للذكريات في لحظات مختلفة من اليوم، عندما يتغير الضوء؛ فيثير مشاعر جديدة. ووفقاً لمديرنا الإبداعي فينتشينزو كاستالدو، «تريد (La Gioia) توليد المشاعر التي تتفتح على الجلد، من خلال المجوهرات العضوية، التي تتبع حركة الجسم، وتزينها بالذهب والأحجار والألوان والضوء».

• إلى أيّ مدى أدى توفر الأحجار الكريمة الملونة إلى إبصار هذه القطع النور؟ هل كانت فكرة المجموعة مستوحاة من وجود هذه الأحجار، أم أن الفكرة جاءت أولاً، ثم قمتم بتحديد مصادر الأحجار؟

- العملية الإبداعية لدينا لا تتبع مساراً قياسياً، بل يتغير مسارها دائماً للحفاظ على الإبداع حراً وحيوياً. أحياناً، نجد حجراً كريماً مميزاً جداً، ونصمم الجوهرة حوله. وفي أوقات أخرى نبدأ من فكرة وتصميم محددين، ونجعل رئيس خبراء الأحجار الكريمة لدينا يبحث عن الأحجار الكريمة المثالية لمطابقتها. يحصل الأمر في كلا الاتجاهين؛ فيسير الإبداع والدراية جنباً إلى جنب، فهما قادران على تحويل الأفكار إلى مجوهرات حقيقية يمكن ارتداؤها، إذ نغرس في كل قطعة المشاعر التي يمكن أن تلهمها الأحجار الكريمة.

• هل من لمحة عن ماهية الأحجار الخاصة أو النادرة، التي استخدمت في صنع قطع المجموعة الرائعة؟

- هناك الكثير؛ فالأحجار الكريمة قادرة على التقاط الأضواء والظلال بطرق فريدة! ونحن نحب عنصر المفاجأة، الذي يمكن أن تكشفه كل جوهرة. على سبيل المثال، استخدمنا قطعاً بيضاوية استثنائية بقطع 17.90 قيراطاً من تورمالين Paraiba لعقد «Princess»، وهذه الأحجار الكريمة فريدة جداً؛ لأنها تتميز بفارق بسيط من اللون الأخضر النادر جداً. وأود أن أذكر، أيضاً، المجموعة الرائعة المكونة من 24 إسبينل رمادياً بقطع الوسادة في قرط «Cascade Gris» الفريد من نوعه. الإسبينل تألق مذهل، ولونه ليس مسطحاً أو عادياً أبداً؛ فأحجار الإسبينل الرمادية الرائعة هذه ليست رمادية فقط، بل لها عمق خاص مع ظلال من اللون البنفسجي، أو أخضر الطاووس. لقد استخدمنا، أيضاً، حجر زبرجد Aquamarine الفريد من نوعه من الباروك، ويبلغ وزنه 107 قراريط على شكل قطرة دمعة من أجل الذهب الأبيض في «Light Blue Talisman Lariat»، والذي يعد البطل الرئيسي لهذه القطعة الأصلية جداً.

 

 

تكريم الطبيعة

• هل يمكننا القول بأن هذه المجموعة تكريم للطبيعة، وبالطبع لمهارة الحرفيين؟

- نعم! في مجموعتها الثالثة «La Gioia»، تستمد «بوميلاتو» الإلهام من الطبيعة، وجميع المشاعر التي يمكن أن يثيرها هذا العالم. نية إبداعية تحيي في كل جوهرة ما يمكن أن تستحضره الطبيعة، من خلال تنوعها اللامتناهي والاستثنائي. إن إعادة إنتاج الأشكال الطبيعية بأمانة، تعليمياً أو وصفياً، سيكون تحدياً سهلاً للغاية. وبدلاً من ذلك، تريد «La Gioia» التقاط الاقتراحات التي تقدمها الطبيعة، من خلال تحفيز حواسنا برؤى متعددة الأوجه، جاهزة لاستحضار نمط أو رائحة أو شكل. ويتم تحويل هذه الاقتراحات من خلال أيدي الحرفيين لدينا - في «كازا بوميلاتو» بميلانو - إلى أعمال فنية، وذلك بفضل إتقانهم وحرفيتهم.

• من فكرة المجموعة.. ما الوقت المفضل لديك من اليوم؟ ولماذا؟

- عندما يتحول النهار إلى ليل، وهو ما أطلقناه في مجموعة «Discoveries in the Darkness»؛ فإنني أحب هذا الوقت بالذات من اليوم بسبب سحره الغامض، وقوته الجذابة.

• في «البندقية السينمائي» لهذا العام، اختارت العديدات من النجمات مجوهرات «بوميلاتو».. ما تعليقك على ذلك؟

- نحن فخورون برؤية إبداعاتنا تتألق على السجادة الحمراء؛ إذ ابتكرت «بوميلاتو» طريقة جديدة لارتداء المجوهرات وإدراكها منذ البداية، وأعتقد أن هذا شيء تبحث عنه النساء. مجوهراتنا «شيك» وأنيقة وسهلة الارتداء في كل مناسبة، من الملابس النهارية، إلى المناسبات الخاصة مثل السجاد الأحمر. وتعتبر تعددية استخدامات قطعنا، وتصميمها غير التقليدي والمتطور، من السمات المميزة والفريدة لـ«بوميلاتو».

• كيف يمكنك تحقيق التوازن بين تمكين المرأة، ورسم مسار شركة المجوهرات الإيطالية، وتربية الأسرة؟

- مع البراغماتية.. أضع أهدافي وأولوياتي مدفوعةً بالقيم، وأضع خطة عمل. أنا أؤمن بـ«الفاعلين»، وأعتقد أنها سمة ذات قيمة كبيرة في الفرد؛ إذ يقوم الفاعل بتحويل كل رغبة - وكل فعل، وكل مسؤولية - إلى فعل ملموس. في مجال الأعمال، والعمل الجماعي، أن تكون فاعلاً يعني أن تكون شخصاً موثوقاً به. وبالعمل الجماعي يتم تحقيق الأهداف العظيمة دائماً مع الحلفاء. لقد تعلمت خلال مسيرتي المهنية أن هناك طريقة مختلفة للقيادة والإدارة، فلطالما كان نهجي شاملاً؛ لأنني أعتقد أن العمل معاً يسمح لنا بإثراء وجهات نظرنا، ومواجهة التحديات بطريقة إيجابية، ويحدث هذا في العمل، وكذلك في الأسرة.

 

 

مبادئ أساسية

• أنتِ واحدة من الرئيسات التنفيذيات، اللواتي أصبحن 5% في العالم.. ما مبادئك الأساسية التي ساهمت في نجاحك؟

- يمكن تلخيص مبادئي ببساطة في بضع نقاط، هي: تتفوق الكفاءات دائماً على أي معايير أخرى؛ ويجب أن يكون التأثير والإنجازات أمراً بالغ الأهمية للأهداف الشخصية والمهنية. وأخيراً وليس آخراً «مقاومة المعتاد»، و«هناك دائماً حل لكل شيء»، يجب أن يرسم الابتسامة دائماً على وجه المرء.

• ما أول لحظة نجاح لك؟ وما الأخيرة؟

- أعز لحظات نجاحي هي تلك المرتبطة بالقيادة، والقيم الهادفة. أنا فخورة جداً بمنصة «بوميلاتو» للنساء، التي أطلقتها في عام 2017؛ للاحتفال بالذكرى الخمسين للعلامة التجارية، والتي توحد وتعطي صوتاً لمجتمع من النساء المتشابهات في التفكير من مختلف مناحي الحياة، والتي تهدف إلى إلهام الأخريات، وتسليط الضوء على أهمية القيادة النسائية والشمولية مع الاحتفال بالتنوع والأصالة. أنا فخورة، أيضاً، بالشراكة الرائعة والرؤية التي قمنا بها مع أكاديمية «Galdus» في ميلانو مع برنامج «Pomellato Virtuosi» الخاص بنا؛ لتدريب الجيل القادم من الحرفيين والحرفيات على نقل فن صناعة المجوهرات الفريد إلى المواهب الشابة؛ للحفاظ على الحرف اليدوية والتراث. وبالطبع أنا فخورة بالرحلة، حتى الآن، مع «بوميلاتو»، وتحولها من شركة عائلية إلى مشغّل مجوهرات دولي كبير ينمو باستمرار؛ بناءً على المجموعات الأيقونية المحبوبة والجذابة، وحرفه، وأسلوبه الفريد من نوعه في ميلانو.