صوت لا يشبهه صوت آخر؛ فهو مزيج من امتداد رمال الصحراء، وعذوبة مياه العيون الصافية، وأناقة المدن الساحرة، إنه الفنان الإماراتي، حمد العامري، الذي استطاع أن يصنع لنفسه خطاً مختلفاً، وأن ينشئ علاقة خاصة مع جمهوره. ففي كل عمل يقدمه يحقق خطوة جديدة في عالم النجاح، ورغم قلة خطواته فإنها ثابتة، ولعل حضوره الأخير في حفل جماهيري بالعين، حمل لافتة «كامل العدد»، يؤكد هذه العلاقة المميزة بينه وبين جمهوره.. هنا نلتقي الفنان الإماراتي في إطلالة سريعة، عبر «زهرة الخليج»؛ لنقف معه على أحدث أعماله؛ فكان هذا الحوار:

 

 

 

• في السنوات الأخيرة، اختلفت طريقتك في طرح أعمالك الفنية، فما سر عدم الانتظام في طرحها؟

- تأثر الإنتاج الفني بشكل عام بجائحة «كورونا»، وأيضاً العمل الجيد والمميز أصبح نادراً، وأنا أفضل ألا أطرح عملاً فقط لمجرد أن يكون لديَّ عمل جديد؛ والأمر ليس مرتبطاً فقط بالأغاني، فحتى علاقاتنا الاجتماعية مرت بهذه الظروف، ومنذ فترة قريبة، فقط، عدنا لنلتقي كالسابق. العمل الفني جماعي تماماً مثل الحفلات، فالفنان وحده - دون فرقة موسيقية، وتنظيم جيد، وجمهور - لا يستطيع أن يقدم حفلاً ناجحاً؛ لهذا أبحث دائماً عن العمل المميز، واختياراتي صعبة بالنسبة للكلام واللحن. منذ أيام، طرحت أغنية بعنوان «لا تحب»، وهو عنوان لافت، وكلمات الأغنية جريئة نوعاً ما، وهي من كلمات محمد الظنحاني، وألحان الصديق والأخ فايز السعيد. ورغم أنه لم يمضِ سوى أسبوعين على طرح العمل؛ فإنني التمست ردود أفعال طيبة، وتفاعلاً جماهيرياً كبيراً، ورغم أنني تأخرت في طرح هذا العمل؛ فإن هذا التأخر أثمر نجاحاً كبيراً.

• هل على الفنان أن يغير لونه الفني، تماشياً مع رغبة الجمهور، و«الترند» على وسائل التواصل الاجتماعي؟

- نعم، من الضروري أن يواكب الفنان تطورات الناس، خاصة مع تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي. فهذا ذكاء من الشاعر، وجرأة من الفنان في الاختيار. في النهاية، نحن نبحث عن الـ«Flash» (عنصر الجذب)؛ لنواكب العصر ومتغيراته، فالأغنية تقول: «لا تحب دامك ناوي تخون»، فالموضوع ارتكز على هذه الجملة، والأغنية التي سبقتها كانت «قلبه معي، وقلبي معه حاضر، ومن عيني اليمين»، فنحن نبحث عن الحركة والأمر المختلف، دون الخروج عن السياق العام، أو الخط الذي نلتزم به.

 

 

• بالعودة إلى اللقاءات الاجتماعية.. أولمت لمجموعة من الأصدقاء الفنانين، كيف كان هذا اللقاء بعد غياب؟

- صحيح، قمت بدعوة بعض الأصدقاء الفنانين، منهم: حسين الجسمي، وفايز السعيد، إلى وليمة، وقد كان اللقاء رائعاً؛ إذ لم نجتمع معاً منذ فترة طويلة، لكن اللقاءات الثنائية متواصلة، ونحن على تواصل دائم، وتغمرني السعادة دائماً بهذه اللقاءات الأخوية والإنسانية، وهم أتوا إلى منزلهم ومكانهم، وأشكرهم على تلبية الدعوة، وأتمنى في المرات القادمة أن تكون جمعاتنا أكبر.

• راشد السعيد في تصريح له، بعد حفل العين، قال: «حمد العامري أحرجني بتواضعه وأخلاقه»، فما الذي حدث بينكما؟

- راشد أخ عزيز على قلبي، وله مكانته واحترامه لدى كل الفنانين، وهو مصدر ثقة لنا جميعاً، فما أن يكلمنا بخصوص حفل أو أي أمر فني؛ تجدنا نقول له: «فصّل.. ونحن نلبس»، إذ أصبح - بحكم الخبرة والتجارب - قادراً على تذليل أي صعوبات، وقائداً لأهم وأكبر الاحتفالات والمهرجانات، وأنا أشكره؛ لأنه يضعني دائماً في المكان المناسب؛ لهذا أنا أيضاً أعامله بالأسلوب الراقي نفسه.