في ظل التطور التكنولوجي الرقمي الذي يجتاح العالم، لم تعد وسائل الإعلام التقليدية، مثل: التلفزيون والإذاعة والصحف والمجلات، الوسيلة الوحيدة لتلقي الأخبار، فمع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، بات أمر إنشاء الصفحات الإخبارية سهلاً وبسيطاً وغير مكلف مادياً، وصار بإمكان أي شخص أن ينشر مئات الأخبار، بغض النظر عن مدى صحتها وصدقها، فتنتشر بسرعة البرق، ما يجعل القارئ يقف مشدوهاً أمام ما يقرئه، سواء كان صحيحاً أم لا.

وكثيراً ما تصدر هذه الصفحات أخباراً، يتم اكتشاف أنها شائعات بعد مرور ساعات من إطلاقها، لكن لم تتم السيطرة على الأمر، خاصة في السنوات الأخيرة، فأكثر من يتعرض لمثل هذه الأخبار المشاهير ونجوم الفن والرياضة وأحياناً السياسيون.

ولهذا السبب، تداعى العاملون في قسم اللغات بجامعة أوسلو النرويجية، لمحاولة ضبط انتشار سيل الأخبار المزيفة، وعملوا مع خبراء الذكاء الاصطناعي للوصول إلى طريقة لكشف الأخبار المزيفة، التي يطلقون عليها "Fakespeak"، وفق موقع Rambler الإخباري الرسمي.

وقالت مديرة المشروع، سيلجي سوزان ألفيستاد، في تصريحات صحافية، إن الهدف تحسين أدوات التحقق من الأخبار المنتشرة، ومعرفة ما إذا كانت حقيقية.

وضربت ألفيستاد مثلاً في طريقة التحقق من الأخبار المزيفة، التي يتبعونها في تقصي الأخبار مع خبراء الذكاء الاصطناعي، بناءً على الحكم القضائي الذي صدر ضد الصحافي الأميركي جيسون بلير من صحيفة "نيويورك تامز"، الذي أدين بتهمة اختلاق مجموعة من الأخبار والقصص الإخبارية عام 2003، حيث جمع الباحثون الأخبار التي تم الكشف عن زيفها، مع قصص إخبارية حقيقية كتبها بلير، حيث تمت مقارنتها من خلال مراجعة لغوية من قبل علماء لغات، ومن خلال الذكاء الاصطناعي، وجدوا أن الأخبار المزيفة تختلف بطريقة الصياغة.

كما عثر الباحثون على مجموعة من الإشارات، التي يمكن أن تساعد القراء العاديين على معرفة أن الخبر المنشور أمامهم مزيف، من خلال عدة مقارنات، كان أهمها:

الخبر الزائف يتخذ كاتبه أسلوباً رسمياً بصورة أكبر، مثل إدخال عبارة "صرح مصدر مسؤول"، التي تستخدم عادة في الأخبار الرسمية التي تصدر عن وكالات الأنباء المعتمدة، مقابل أن القصص الإخبارية الحقيقية تحتوي على معلومات تفصيلية بشكل أكبر.

إقرأ أيضاً:  مجلس الشباب العربي للتغير المناخي يعقد ثاني لقاءات تمويل المستقبل المستدام
 

في الأخبار الزائفة، يتم تجاهل الأسماء التي تصرح، وغالباً يكون الخبر قصيراً، بعكس الأخبار الحقيقية التي تمتلئ بالأسماء وتصريحاتها وصفتها.

في الأخبار الزائفة، كثيراً ما يتم استخدام الأفعال والأوصاف، بعكس الأخبار الحقيقية التي تعيد التصريح أو الحدث إلى صاحبه الفعلي.