انطلقت الدورة الـ14 من القمة العالمية لطاقة المستقبل، يوم 16 يناير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك). وتجمع القمة، على مدى ثلاثة أيام، أبرز الجهات العالمية المعنية بالطاقة والاستدامة، للاطلاع على مجموعة من التحليلات الدقيقة، والنتائج الواعدة، لتسريع اعتماد الاقتصاد الدائري، والطاقة النظيفة على مستوى المنطقة والعالم، على حدّ سواء.

 

 

قطاع الاستدامة 
وتشكّل القمة منصةً ملهمة تغطي جميع مفاصل قطاع الاستدامة، من خلال ستة معارض، وخمسة منتديات متخصصة، ويتناول كل منها أهم التحديات الملحة والراهنة أمام قطاع الطاقة، وغيرها من الآثار التي تشمل العديد من القطاعات المختلفة.
وتُركز سلسلة المعارض والمنتديات، خلال الفعالية الرائدة على مستوى الشرق الأوسط في مجالَيْ طاقة المستقبل والاستدامة، على مواضيع متنوعة تشمل: الطاقة والمياه وإدارة النفايات المستدامة والطاقة الشمسية والمدن الذكية والمناخ والبيئة، في إطار استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) في نوفمبر.

ومعرض ومنتدى الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة يتناول خطط دولة الإمارات لاستثمار 163 مليار دولار في الموارد المتجددة، خلال العقد المقبل.
وألقى سعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، في افتتاح معرض ومنتدى الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة، كلمةً رئيسية تناولت، بالتفصيل، رحلة دولة الإمارات في الطاقة النظيفة منذ عام 2007، حيث تحدث عن الالتزام المتواصل للدولة، وجهودها الحالية لتنويع مصادر الطاقة.

 

 

الطاقة النظيفة
وأشار سعادة العلماء إلى أنّ الإمارات استثمرت أكثر من 40 مليار دولار في الطاقة النظيفة على مدى السنوات الـ15 الماضية، مع خططٍ لاستثمار 160 مليار دولار إضافية في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة خلال العقد المقبل، موضحاً: "كانت الإمارات العربية المتحدة في طليعة جهود تحول الطاقة في المنطقة، ونفخر بكوننا من أولى الجهات التي صادقت على اتفاقية باريس في المنطقة، ما يبرهن على التزامنا بتحقيق اقتصادٍ مستدام ومدعومٍ بمصادر طاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية. كما عقدنا العزم على اتباع نهجٍ يركز على تنويع مصادر الطاقة، ويسعدني الكشف عن تحديث استراتيجية تنويع مصادر الطاقة، للتكيّف مع المشهد الحالي للقطاع".

 

  • سعادة المهندس شريف العلماء

 

وتشير التوجهات اليوم إلى إمكانية زيادة الطاقة الإنتاجية للطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والنووية، بنسبة 500% خلال هذا العقد، وتمتلك دولة الإمارات المقومات الضرورية لرفد هذا النمو. وقد بيّنت نوال الهنائي، مديرة إدارة طاقة المستقبل بوزارة الطاقة والبنية التحتية، خلال جلسةٍ حوارية بعنوان "الاستثمار في تحول الطاقة"، أن الإمارات قد استثمرت بالفعل 50 مليار دولار، في مصادر الطاقة المتجددة في الخارج، وتخطط الآن لمضاعفة هذا الرقم.

 

 

محطة براكة
وتُعدّ محطة براكة للطاقة النووية حجر الأساس لبرنامج الطاقة المتجددة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ستنتج عندما تعمل بكامل طاقتها 5.6 غيغاوات من الطاقة النظيفة على مدار الساعة، ما يوفر حوالي 25% من احتياجات الكهرباء في دولة الإمارات من مصدر خالٍ من الكربون، ويحدّ من إطلاق ما يصل إلى 21 مليون طن من انبعاثات الكربون كل عام، ما يعادل إزالة 3.2 ملايين سيارة من الطرقات، أو 80% من السيارات على طرق الإمارات، العام الماضي.
والقمة تتطلّع إلى تأمين 90% من مياه أبوظبي بالاعتماد على محطات التحلية بتقنية التناضح العكسي، خلال الأعوام العشرة المقبلة.
وسلّط منتدى المياه، خلال القمة، الضوء على إمكانية توفير ما يصل إلى 90% من إمدادات المياه في إمارة أبوظبي، بالاعتماد على تكنولوجيا التناضح العكسي المكثفة، والمنخفضة الكربون خلال عام 2030.

 

  • بروس سميث

 

الحياد المناخي
وفي هذا الصدد، أشار بروس سميث، المدير التنفيذي للاستراتيجية والتخطيط، في شركة مياه وكهرباء الإمارات الرائدة بمجال تخطيط وشراء وتزويد الماء في جميع أنحاء أبوظبي، إلى أنّ تقنية التناضح العكسي ستدعم بشكل فعال استراتيجية الإمارات العربية المتحدة، لتحقيق الحياد المناخي في عام 2050، من خلال الجمع بين القدرة على توفير التكاليف، وتحقيق الاستدامة والأمن.

استخدام الطاقة 
وعلّق سميث، الذي يطلق على تقنية التناضح العكسي لقب "البطل المجهول" في تحلية المياه: "تساهم تقنية التناضح العكسي الجديدة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، نظراً لكفاءتها العالية في استخدام الطاقة، وتشغيلها من مصادر كهرباء منخفضة الكربون، بدلاً من الغاز".
وتوجه سميث إلى الوفود التي حضرت منتدى المياه، بالقول: "ستساهم تحلية المياه بالاستناد إلى تقنية التناضح العكسي في تعزيز أمن النظم وقابلية التشغيل بكفاءة، في ضوء الاعتماد المتزايد على إمكانيات الطاقة النووية والشمسية".

توقعات بتوافر محطات تعتمد تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين في دول مجلس التعاون الخليجي، خلال عام، وأطلقت القمة العالمية لطاقة المستقبل 2023 مركز ابتكارات الهيدروجين الأخضر الأول من نوعه، والذي يستعرض حلولاً مبتكرة لتسريع الاعتماد على الهيدروجين، ودعم تحول قطاع الطاقة على مستوى المنطقة والعالم. ويجمع المركز مجموعة متنوعة من المبتكرين من جنوب أفريقيا وأستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسبانيا، لعرض حلول تتناول استخدامات الهيدروجين الأخضر، وطرق تمويله وإنتاجه، وغيرها من الاستشارات ذات الصلة.

 

إنتاج الهيدروجين
ومن المتوقع أن تقوم شركة "آلاي باور" الأميركية، وهي أحد رواد المركز للهيدروجين الأخضر، بتوفير منصات تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين في سوقي الإمارات والمملكة العربية السعودية مطلع عام 2024، بعد المحادثات الجارية خلال القمة حول توقيع شراكاتٍ محتملة. وأكّد ألفريد والت، الرئيس التنفيذي لشركة "آلاي باور"، أنّه يُجري محادثاتٍ مع شركاء محتملين إماراتيين وسعوديين، وذلك بعد استعراض عملية إنتاج الهيدروجين في ثلاث مراحل ومنصة الهيدروجين الخاصة بالشركة والبنية التحتية الخاصة بالهيدروجين، واللازمة لتطوير مستقبل الوقود.

 

المناخ.. والبيئة
من جانبها، قالت لين السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل والمديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط: "شهدت الدورة الـ14 من القمة العالمية لطاقة المستقبل إقبالاً متزايداً من قبل الجهات العارضة والزوار على حدّ سواء، بفضل نجاحها في سدّ الفجوة القائمة بين النظرية والتطبيق. وخصصنا للمرة الأولى منتديات حول المناخ والبيئة، التي حققت تفاعلاً كبيراً، بينما تتجه أنظار رواد قطاع الطاقة حول العالم نحو المنطقة، حيث تستعدّ دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر (COP28) هذا العام".
وتستضيف شركة "مصدر" القمة العالمية لطاقة المستقبل، في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يشكل منصة رائدة لدعم الجهود العالمية في تحقيق الاستدامة وتعزيزها، حيث تقام للمرة الأولى بالتعاون مع شركة الطاقة والمياه "إينووا".