يعد الإنصات إلى الآخرين فناً ومهارة لا يتقنهما الكثيرون، وغالباً ما تؤدي قلة الإنصات للآخر إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، وترتد بآثار سلبية كبيرة، قد يفوق تصور نتائجها، لذا يصنف الأطباء النفسيون هذه المهارة كواحدة من أهم مهارات الحياة، التي قد تشكل وقايةً كبيرةً وتحمي الصحة النفسية للإنسان، الذي يجد من يصغي له ويمنحه الوقت الكافي لذلك.
 ويعتقد الكثير من البشر أنهم عاجزون عن إيجاد من يصغي إليهم وينصت لكلامهم بطريقة جادة جداً، وهو ما يؤثر فيهم بشكل سلبي كبير.

 

 

 الكثير من القوة
 تقول أخصائية الأمراض النفسية سهير هاشم ضمن سلسلة النصائح التي تنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، إن الإنصات يتطلب امتلاك الشخص للكثير من القوة، لأن الإنسان بلحظات الإنصات والإصغاء، يضطر للانسحاب من موقعه ليمنحه للشخص الذي يتحدث أمامه.
 وتنوه الطبيبة النفسية إلى الفرق بين الإنصات والاستماع، فالأخير هو استخدام حاسة السمع فقط، أي أن الإنسان المستمع يستخدم أذنيه فقط، وقد يمنح المقابل له أي إجابة سريعة بناء على هذا الأمر.
 بينما الإنصات والإصغاء يعنيان ترك المساحة الكاملة للشخص الآخر وإشعاره بأنه قادر على الدخول إليها ليخبرنا بما يريد البوح به.

 

 

 مهارات الإصغاء
 تصف الطبيبة سهير هاشم أهم مهارات الإصغاء التي يجب أن يتحلى بها الإنسان والتي لا تتطلب منه بذل أي جهد كبير، وهي كما تلخصها الأخصائية النفسية كالتالي:
 - حتى نصل لمرحلة الإنصات ونكون منصتين جيدين، يجب علينا التخلي عن موقعنا وأهمية اللحظة ومنحهما للشخص المقابل لنا. 
 - منح الأهمية الكاملة للمتحدث وعدم الدخول معه في سباق أهمية الخبر ومن فيكما يحمل أخباراً ذات قيمة أكبر، كأن يبدأ حديثه وتقاطعينه بالقول: "هذا ليس مهماً، ما حدث معي أهم دعني أخبرك به" 
 - يفضل دائماً اختيار موقع الحديث والجلوس بمكان هادئ بعيداً عن الهاتف أو وضعه على وضعية الصامت وعدم الالتفات له خلال مرحلة الإنصات للآخر. 
 - استخدام كل الحواس خلال مرحلة الإنصات والإصغاء، ومن المهم أن تعمل العينان والأذنان معاً، كما أن إيماءات وحركات الجسم يجب أن تتطابق تماماً، وتعبر عن مدى اهتمامك بما يقوله الطرف الآخر. 
 - مراقبة كل تصرفات الشخص المتحدث خلال كلامه. 
 - إعادة ترتيب وتركيب الجمل التي ينطق بها، ومن المهم إعادة بعض الكلمات المهمة التي يتحدث بها، وأن يكون ذلك على مسمعه لتشعريه بمدى اهتمامك به وتركيزك الكامل بما يقول. 
 - يفضل دائماً أن يكون الشخص المنصت، قد ترك كل شيء خلفه وابتعد عن كل ما يؤرقه في الدنيا قبل البدء بالإصغاء للآخرين، حتى لا يحدث تضارب بين قصصه ومشاعره وقصص الشخص المتحدث. وتشير الأخصائية إلى أن هذه النقطة تعد أساسية للأطباء النفسيين الذين يتوجب عليهم الإنصات للآخرين بشكل كامل.

إقرأ أيضاً: الرموش الاصطناعية.. مميزاتها وسلبياتها