يعتقد الكثيرون من رؤساء العمل، ومالكي الشركات الكبرى، أن على موظفيهم العمل لساعات طويلة جداً خلال الأسبوع، قد تصل في بعض الأحيان حتى 120 ساعة أسبوعياً.

ومؤخراً ومنذ استحواذه على "تويتر"، تصدر أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، عناوين الصحف عندما طلب مديروه من موظفيهم العمل حتى 10 ساعات يومياً، وربما تزيد ساعات العمل هذه.

لكن ماذا سيحدث لجسم الإنسان، في حال قام بالعمل فعلاً طيلة هذه الساعات؟

أشارت أخصائية الأمراض النفسية الأميركية، الدكتورة جانيت كينيدي، إلى وجود نقاط محددة، يبدأ الإنسان عندها ضعف التركيز، حتى إنه ربما يعجز عن إيجاد الكلمات التي يريد التحدث بها، وبالتالي فإن الإنتاجية المأمولة منه ستتناقص بشكل كبير جداً، حتى يقترب من نقطة الانهيار.

وقد لخص الخبراء تلك الأضرار، التي تنجم عن العمل لساعات طويلة جداً، كما يلي:

1. لن يؤدي العمل لساعات طويلة إلى إنتاجية أفضل، فالعكس هو الصحيح، إذ إن تشتت التركيز وضعفه وقلته بسبب الإجهاد الناتج عن ساعات العمل الطويلة ستكون سبباً مباشراً في تقليل الكفاءة، وقد قالت الطبيبة النفسية جانيت كينيدي: "تتطلب الإنتاجية وقوداً، ولا بد من إعادة الشحن للحفاظ عليها".

2. تراجع معدل ساعات النوم، والحرمان من النوم المثالي، وبالتالي العجز عن إعادة القدرة على التركيز، ومن المعروف أن قلة النوم تسبب ضعفاً إدراكياً لدى الشخص٬ وبالتالي فإنه سيكون أكثر عرضة للإصابة بالجلطات والاكتئاب والقلق، وربما الموت.

3. تقول دراسة عالمية إن العمل لأكثر من 55 ساعة أسبوعياً قد يكون مميتاً حقاً، وإن هذا الأمر تسبب في الواقع بوفاة أكثر من 745 ألف شخص بأمراض مختلفة، كان أبرزها: القلب والأوعية الدموية، كما أن زيادة ساعات العمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعياً لها ارتباطات مباشرة بالإصابة بالسكتات الدماغية.

إقرأ أيضاً:  الرموش الاصطناعية.. مميزاتها وسلبياتها
 

4. تدهور الصحة العقلية والنفسية بشكل كبير، فقد أشارت دراسة، نشرت عام 2020، إلى أن مستويات التوتر والاكتئاب تبدأ بالازدياد، كلما زادت ساعات العمل، وقد وجدت أن عمالاً كوريين كانوا في العشرين والثلاثين من العمر عملوا أكثر من 60 ساعة أسبوعياً، تعرضوا لزيادة مفرطة في مستويات التوتر والاكتئاب، بل إن بعضهم راودته أفكار انتحارية.