في الجنوب الغربي من الولايات المتحدة، وعلى حدود ولايتَيْ كاليفورنيا ونيفادا، سجلت أعلى درجة حرارة في التاريخ، في واحدٍ من أكثر الأماكن قساوة في العالم، إنه "وادي الموت".

وترجع تسمية هذه الصحراء القاحلة بهذا الاسم، وفق ما نشرت إدارة المتنزهات الوطنية الأميركية، إلى قصة حدثت قبل مئات السنين، عندما تاه عدد من المسافرين في الوادي لمدة عام كامل، بين 1849م و1850م، وتوفي أحدهم قبل أن يجدوا لهم مخرجاً من الوادي، وكان آخر ما نطق به الرجل قبل وفاته الكلمات التالية: "وداعاً.. وادي الموت"، فسمي الوادي بهذا الاسم.

ولم يكن هذا الرجل هو الوحيد الذي توفي بفعل الظروف القاسية داخل الوادي، فقد ذكرت مجلة "بلاكباكر" أن 41 شخصاً لقوا حتفهم داخل الوادي في آخر عشر سنوات، وتحديداً بين عامَيْ: 2010-2020، كان الطقس سبباً لوفاة سبعة منهم.

المكان الأكثر حرارة في العالم

يعرف هذا الوادي بأنه عبارة عن حوض في ولاية كاليفورنيا الأميركية، ويقع على مسافة 86م تحت سطح البحر، ويعاني شدة الجفاف على مدار العام، وتشير موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية إلى أن أعلى درجة حرارة على وجه الأرض سجلت فيه.

وحسبما جاء في الموسوعة، فقد شهد عام 1913 تسجيل حرارة بلغت (56.7) درجة مئوية في منطقة غرينلاند رانش، الواقعة بـ"وادي الموت"، وهي التي تعاكسها تماماً أقل درجة حرارة سجلت على وجه الأرض بمنطقة أنتاركتيكا في روسيا، وبلغت (-89.2) درجة مئوية، وتم تسجيلها عام 1983

متنزه يستحق الزيارة

يصنف هذا الوادي بكونه أحد المتنزهات الطبيعية، ويقصده عشاق المغامرات والاستكشاف من مختلف أنحاء العالم، ويوجد به بعض مسارات المشي لمسافات طويلة.

ويقدر عدد زواره سنوياً بأكثر من 77,0000 زائر، يهدفون للاستمتاع بالمعالم الجيولوجية المتنوعة المنتشرة داخله، وكذلك عيش الحياة الصحراوية البرية، وبعض المواقع التاريخية، ومشاهد واضحة في سماء الليل، وعزلة قصوى في البيئة الصحراوية.

ولا يخلو الوادي من الينابيع الساخنة به، وأيضاً تلك الكثبان الرملية والمسطحات الملحية والأودية وقمم الجبال العالية، كما أنه يمنح زائريه تجربة خاصة لمشاهدة النجوم.

وفي الوقت الحالي، ينتشر الكثير من المخيمات المعدة لاستقبال الزوار مع وجود المرشدين والأدلاء السياحيين في المنطقة، بهدف جعل الزائر يعيش تجربة لا تنسى في هذا الوادي المرعب.

إقرأ أيضاً:  ساعة «رولكس».. الدليل الكامل لكل ما تحتاجين إلى معرفته عنها