يعتبر سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء حول العالم، حيث أظهرت إحصاءات حديثة لعام 2020، تسجيل إصابة ما يزيد عن 600 ألف سيدة، فيما بلغ معدل الوفيات من سرطان عنق الرحم في نفس العام ما يقارب الـ350 ألف حالة، 90% من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وتزامناً مع شهر يناير، باعتباره شهر التوعية بسرطان عنق الرحم، كان من الضروري إلقاء الضوء على هذا المرض، ورفع الوعي لدى النساء لفهم وتأثيراته، وتشير الإحصاءات إلى أن سرطان عنق الرحم في دولة الإمارات يعتبر خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، فيما يتم تشخيص 125 حالة جديدة في الدولة سنويًا، لكن الجدير بالذكر أن معدل وفيات المرض انخفضت بنسبة ملحوظة خلال الأعوام القليلة الماضية، بسبب تكثيف حملات الفحص المبكر.

التقت "زهرة الخليج" الدكتور جافارو أبو، استشاري جراحة الأورام النسائية بمدينة برجيل الطبية، ليجيب في هذا الحوار على الأسئلة الشائعة، التي تتبادر إلى أذهان الكثيرات من النساء، اللاتي يبحثن عن التوعية والوقاية من هذا المرض.

  • الدكتور جافارو أبو

* لماذا تصاب النساء بسرطان عنق الرحم؟

- تحدث جميع حالات سرطان عنق الرحم تقريبًا بسبب ما يسمى "فيروس الورم الحليمي البشري" (HPV)، وهو فيروس شائع جدًا يصيب أكثر من 80% من النساء المتزوجات.

* هل يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم؟

- الخبر السار عن سرطان عنق الرحم، هو أنه مرض يمكن الوقاية منه، عبر لقاح مضاد للفيروس الحليمي البشري، وقد كانت دولة الإمارات سباقة في توفيره بين دول المنطقة، حيث بدأت في توفير التطعيم المجاني لطلاب الصف الحادي عشر في جميع أنحاء المنطقة، ووسعت نطاق هذا البرنامج تدريجيًا حتى سن 26 عامًا، كما يتوفر فحص سرطان عنق الرحم على نطاق واسع، ويمكن إجراؤه بسهولة أثناء الزيارة الروتينية لطبيب أمراض النساء، وهذا يسمى "مسحة عنق الرحم"، أو "اختبار عنق الرحم"، وتستغرق العملية حوالي دقيقتين إلى ثلاث دقائق فقط ، وعادة تكون غير مؤلمة، لذلك يوصى بإجراء فحص سرطان عنق الرحم 3 مرات سنويًا، من سن 25 إلى 49، وخمس سنوات سنويًا من سن 50 إلى 65.

* ما الذي يمكن للنساء فعله للحماية من الإصابة بسرطان عنق الرحم؟

- تتمثل إحدى طرق الوقاية من سرطان عنق الرحم في اتباع أسلوب حياة صحي، يتمثل في عدم التدخين، بالإضافة إلى الاهتمام بالفحوصات الدورية، فضلاً عن التطعيم، الذي سيساعد كثيراً في الوقاية من سرطان عنق الرحم.

* ما أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم؟

- في المراحل المبكرة، لا توجد عادةً علامات وأعراض، لذلك الطريقة الوحيدة للكشف عن سرطان عنق الرحم، خاصة في المراحل المبكرة عندما يكون العلاج فعالًا ومعدل الشفاء مرتفعًا للغاية، تكون عن طريق مسحات عنق الرحم المنتظمة. لكن في المرحلة المتأخرة من المرض يكون الألم، والنزيف (خاصة بعد ممارسة العلاقة الحميمية)، والإفرازات المهبلية، من أهم العلامات التحذيرية، ونادرًا ما يكون هناك فقر الدم.

* هل المرض قابل للعلاج؟

- يمكن علاج سرطان عنق الرحم حتى في المراحل المتقدمة، لكن يكون العلاج أكثر فاعلية إذا تم تشخيص السرطان في مرحلة مبكرة جدًا، عندما تكون الجراحة ممكنة، ويوفر معدل شفاء يزيد عن 90% مع العلاج الجراحي، وإمكانية الحفاظ على الأعضاء التناسلية مثل المبايض. وفي الأغلب يكون علاج أمراض المرحلة المتقدمة من خلال الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، ويمكن أن يؤدي كلاهما إلى إتلاف المبايض، والتسبب في انقطاع الطمث المبكر عند النساء دون سن الخمسين.

تبديل المبيض

* هل لايزال بإمكاني إنجاب طفلي.. بعد تشخيص سرطان عنق الرحم وعلاجه؟

- الحمل والولادة لايزالان ممكنين، حتى بعد تشخيص وعلاج سرطان عنق الرحم للمرأة الشابة. في مدينة برجيل الطبية، نقوم بتوفير نوع العلاج الجراحي للمرض بحسب مرحلته، وهذا النوع من العمليات يحافظ على الخصوبة، حيث تتم إزالة عنق الرحم بالكامل، والحفاظ على الرحم، وقناتَيْ فالوب والمبيضين. في بعض حالات أمراض المرحلة المتقدمة، قد يظل من الممكن إجراء تجميد البويضات أو الأجنة قبل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، ويمكن أيضًا إجراء عملية تسمى "تبديل المبيض" قبل بدء العلاج الإشعاعي لسرطان عنق الرحم، وهذه العملية تتم بتنظير البطن، بهدف تحريك الجزء العلوي بعيدًا عن الحوض إلى منتصف البطن، حيث نحمي من تأثير العلاج الإشعاعي على الحوض.

5 حقائق.. و5 خرافات:

توجد 5 خرافات شائعة عن سرطان عنق الرحم، و5 حقائق، سنعرفها في السطور التالية.

الخرافات:

1. أحتاج إلى مسحة عنق الرحم كل عام: هذا ليس صحيحاً، إذ تحتاج النساء فقط إلى إجراء مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات من سن 25 إلى 49، وكل خمس سنوات من سن 50 إلى 65.

2. فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ليس شائعًا، ويصيب فقط الذين لديهم علاقات جنسية متعددة، لذلك لا داعي للقلق بشأن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري واختبار عنق الرحم: لسوء الحظ هو فيروس شائع جدًا، يصيب حوالي 80% من الرجال والنساء، في مرحلة ما من حياتهم.

3. عدوى فيروس الورم الحليمي البشري ستختفي من تلقاء نفسها: الصحيح هو أن العدوى تستمر لدى بعض الأشخاص مسببة مشاكل صحية خطيرة، مثل سرطان عنق الرحم.

4. لا يمكنني الإنجاب الآن بعد أن تم تشخيص إصابتي بسرطان عنق الرحم: هذا ليس صحيحًا لأن الحمل والولادة لايزالان ممكنين، خاصة في المرحلة المبكرة من المرض.

5. سرطان عنق الرحم مرض وراثي: ليس صحيحًا؛ لأن سبب سرطان عنق الرحم في جميع الحالات تقريبًا هو فيروس الورم الحليمي البشري، وليس بسبب جين غير طبيعي.

 

إقرأ أيضاً:  ساعة «رولكس».. الدليل الكامل لكل ما تحتاجين إلى معرفته عنها
 

الحقائق:

1- فيروس الورم الحليمي البشري هو السبب الأول لسرطان عنق الرحم، فهو فيروس شائع يصيب الرجال والنساء على حد سواء.

2. معظم حالات سرطان عنق الرحم يمكن الوقاية منها، عن طريق التطعيم واختبارات عنق الرحم الدورية، فأكثر من 50% من النساء المصابات بسرطان عنق الرحم في الدول الغربية لم يسبق لهن إجراء اختبار مسحة عنق الرحم، أو لم يقمن به لأكثر من 10 سنوات.

3. التدخين يزيد خطر الإصابة، حيث يزيد تدخين السجائر خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بحوالي 50%، بسبب بعض المواد الكيميائية الموجودة في السجائر "العوامل الكيميائية".

4- الاستخدام طويل الأمد لحبوب الحمل المشتركة والسمنة، من عوامل الإصابة بسرطان عنق الرحم.

5. لا توجد علامات في المرحلة المبكرة من المرض، والطريقة الوحيدة لإجراء التشخيص هي اختبار فحص سرطان عنق الرحم.