لا يكمل بعض الدول مفهوم الدولة المتعارف عليه، كأن تضم مدناً عديدة، ومساحات جغرافية مختلفة، فبعض الدول في عصرنا هذا تتشكل من مدينة واحدة، لكنها دولة ذات سيادة، لها علمها وشعبها وقوانينها، وهو ما يعرف باسم "الدولة المدينة". ولا يعد هذا النوع من الدول حديثاً، فقد عرف العالم دولاً عظمى كانت مدينة واحدة، من أبرزها: روما، وأثينا، ودول أخرى، نشأت وتلاشت مع السنين.

أما في عصرنا هذا، فإن ثلاث دول اكتسبت شهرة كبيرة، رغم أنها لا تتعدى كونها مدينة واحدة، هذه الدول هي:

سنغافورة:

الجزيرة الوحيدة في العالم التي أصبحت دولة مستقلة، وبات يسكنها عدد من أغنى رجال الأرض قاطبةً. ولسنغافورة تاريخ مليء بالأحداث، فقد ظلت تحت حكم البريطانيين حوالي 116 عاماً، كما أنها اعتبرت سابقاً مدينة يابانية، وماليزية، قبل أن تنال استقلالها عام 1965، وتصبح دولةً مدينةً، وأول دولة جزيرة. اشتهرت سنغافورة بعد ذلك باقتصاد هائل، وباتت أحد أهم المراكز الاقتصادية على مستوى العالم، كما أنها اليوم تعد إحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية.

موناكو:

نظراً لوقوعها على الحدود الفرنسية، فإن الكثيرين يعتقدون أنها إحدى المدن الفرنسية، لكن موناكو على صغر حجمها دولة تحكم وتدار بشكل مستقل، رغم عدم وجود أي إجراءات حدودية للداخلين إليها من فرنسا.

وتعد موناكو ثاني أصغر دولة في العالم، إذ إن طولها أقل من ميلين، وعرضها 1.1 ميل، ورغم أنها تقع داخل القارة الأوروبية، فإن موناكو ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، وهي مدينة واحدة تتبع بلدية واحدة، ويتحدث سكانها اللغة الفرنسية. وتعرف موناكو بكونها إمارةً، تحكم بنظام ملكي دستوري.

الفاتيكان:

تشكل الفاتيكان استثناءً نادراً جداً، فهي ليست مدينة بحد ذاتها، وإنما دولة تقع داخل مدينة، فهي تقع داخل حدود مدينة روما الإيطالية. واكتسبت الفاتيكان شهرتها الكبيرة، كونها مقر الكنيسة الكاثوليكية، ومقر إقامة البابا.

إقرأ أيضاً:  ساعة «رولكس».. الدليل الكامل لكل ما تحتاجين إلى معرفته عنها
 

وتصنف بأنها أصغر دولة في العالم، إذ لا تتعدى مساحتها (0.44 كم2)، وتعتمد في اقتصادها على رسوم دخول المتاحف فيها، وعائدات المبيعات التذكارية المتعلقة بالكنيسة الكاثوليكية.