قد تستغرب بأن بعض الأطعمة التي تحمل قيمة غذائية كبيرة، واعتاد البشر من مختلف الأجناس على تناولها تعد أطعمة ضارة بالبيئة، وغير مستدامة وفق بعض الدراسات التي أشارت لمسؤولية هذه الأغذية عن ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وصنفت هذه الأغذية بكونها ضارة بالبيئة كونها تستهلك كميات كبيرة من المياه المستخدمة في الزراعة، فيما تتسبب أنواع أخرى بتناول الكثير من المزروعات، وتعتبر بعض أنواعها سبباً في القضاء على الغابات، كما اعتبرت بعض مصادر الأغذية سبباً في انبعاثات غاز الاحتباس الحراري.

ومن أبرز هذه الأطعمة، فإن اللحوم الحيوانية تشكل ما نسبته 58% من انبعاثات الغذاء، نصفها على الأقل ناتج عن لحم البقر والضأن.

وتشير الدراسات إلى أن الكيلوغرام الواحد من لحم البقر ينتج ما مقداره 60 كغم من الغازات الدفينة، وكذلك يمكن للأبقار أن تطلق 500 لتر من غاز الميثان بشكل يومي، حتى إن دولاً مثل نيوزيلندا تدرس إمكانية فرض ضرائب على مزارعي الأبقار بسبب تلك الغازات المنبعثة منها.

وليس هذا فحسب، فلا يمكن إغفال أن تربية الأبقار تحتاج للرعي بشكل كبير، وقد تكون سبباً مباشراً في إزالة الغابات لتهيئة المراعي والأراضي الخاصة بتربيتها.

إقرأ أيضاً:  مرق العظام.. سرّ الحصول على بشرة أصغر سناً
 

وقد يعتقد البعض أن هذا الأمر ضرباً من الخيال، لكن الحقائق تشير إلى أن تزايد الطلب على اللحوم يشكل سبباً رئيسياً لتغير استخدام الأراضي ويحتاج لتوفير المراعي على نطاق واسع مما يؤدي حتماً لتقليل مساحات الغابات، كما أن هذه المواشي تستهلك كميات كبيرة جداً من الماء تسبب تغيرات مناخية على المدى الطويل.

أما الضأن أو الخرفان فإن لحومها تعد سبباً مباشراً لانبعاث غازات الاحتباس الحراري٬ إذ ينتج الكيلوغرام الواحد من هذه اللحوم ما مقداره 20 كيلوغراماً من تلك الغازات الدفينة، ومثل الأبقار تطلق الأغنام غاز الميثان الذي شكل أحد العوامل المهمة في ارتفاع درجة حرارة الأرض، بطريقة متسارعة تفوق سرعة تأثير ثاني أكسيد الكربون.

وقد أشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أن قطعان الماشية مسؤولة عن انبعاثات غاز الميثان بنسبة تصل لـ 32%، بالتالي فإن بعض الحكومات لم تعد تضع تربية الحيوانات ضمن خططها وأجنداتها.

ولذا فإن النصيحة الموجهة للبشر دائماً هي الاعتدال بتناول اللحوم والبحث عن مصدرها فإذا كانت قادمة من دول تقوم بإزالة الغابات لتربية المواشي يجب الامتناع عن شرائها والضغط على هذه البلدان للتوقف عن تقليل الغابات لديها، والبدء بالبحث عن مصدر آخر لرعي هذه المواشي.