تخرجت مصممة ومدربة الأزياء السعودية، هلا الغرباوي، بدرجة البكالوريوس في مجال الفنون من جامعة الملك عبدالعزيز، وحصلت على بكالوريوس تصميم أزياء من جامعة «Esmod» في ألمانيا، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة روما للأعمال. وقد حازت جائزة «Excellent Award» للمصممين الشباب في الصين. وتعتبر الغرباوي أول مصممة أزياء سعودية تدخل عالم الـ«NFTs»، وتتعاون مع علامة الأزياء العالمية «Pinko»؛ لتصميم وتنفيذ مجموعة حصرية. كما تدرّب طلاباً ومتخرجين أجانب من مختلف دول العالم في تخصص تصميم وإدارة الأزياء، ويتم التعاقد بينها وبين إدارات جامعات مرموقة في الأزياء، مثل: «Esmod ،Marangoni، وPolimoda»؛ للتدريب العملي في الاستوديوهات الخاصة بها.. التقيناها في حوار مطول؛ لمعرفة المزيد عنها، وعن مفهوم علامتها التجارية «هلا الغرباوي»، وعن موهبتها اللافتة:

• كيف تم التعاون مع علامة «Pinko»؟ وماذا قدمت من تصاميم في الكبسولة الحصرية؟

- تم اختياري من قبل «Pinko»؛ لأن اتجاهي الإبداعي كان مناسباً ومتماشياً مع فلسفة العلامة، التي اشتهرت بتقديم مجموعات تحمل طابعاً مميزاً وأصيلاً، يجمع بين الأسلوب المعاصر والحس الإبداعي الخارج عن المألوف. لقد رأوا الأسلوب الفريد الخاص بي في كل مجموعاتي التي قمت بتنفيذها، خاصة أنّها تنمّ عن رؤية مقنعة، وشخصية مستقلة، وحسّ إبداعي لا يُقاوم؛ لتدعو المرأة القويّة إلى الاحتفاء بأنوثتها، والتعبير عنها بجرأة من خلال أناقتها. ويسعدني أن أحظى بهذه الفرصة الفريدة، وأشعر بالامتنان للحرية الإبداعية والدعم المتواصل اللذين منحتني إياهما علامة «Pinko»، طيلة هذه الرحلة المميّزة. والمجموعة تعبّر عن قدرة المرأة على التحلّي بالقوّة، والتمتّع بحسّ المسؤولية، والتباهي بإطلالة تفيض أناقةً وسحراً، فيما تحرِّف معايير الجمال. ولا يقتصر الأمر على الموضة فحسب، بل يتعلّق أيضاً بالجمال الذي يحمله الشخص في داخله، لذا أردتُ الاحتفاء بمفهوم الجمال المعقّد والإشادة بالمرأة التي تكسر هذه الحواجز. 

• كيف تعبّرين عن الأصالة والجمال في تصاميم التشكيلة؟

- استلهمت هذه المجموعة الحصرية من الجمال الذي شوّهَه الأسلوب المُعقّد للحياة المعاصرة، إذ تحمل في طياتها رسالة توضح كيف غدا جمال المظاهر في عصرنا اليوم منتجاً مثالي الصورة في مجتمعٍ حرّفَ مفهومنا للجمال الأصيل. وفي هذا العمل، تعمدت استخدام تقنيات مختلفة بالتلاعب بالأقمشة بتنسيقها مع مخلّفات أقمشة المجموعة بطريقة فنية عشوائية، تنمّ عن حرفيّة لامتناهية. وتشمل هذه الأقمشة: الحرير والدانتيل والجلد واللاميه، بالإضافة إلى النسيج البرّاق، وقد تمّ ابتكار القطع بأسلوب عصري، يعكس روح الشرق الأوسط. وبذلك، تكتنف المجموعة قصات جريئة غير متماثلة، وقوامات مُبتكرة، وزركشات مترفة، تجسِّد توازناً رائعاً بين الثقافتَين الشرقية والغربية.

• متى بدأ اهتمامك بالبيئة وسلامة الكوكب؟ وكيف تترجمين ذلك في صناعة أزيائك المستدامة؟

- بدأ اهتمامي بالبيئة عند دراستي الماجستير، فقد بحثت وقرأت أكثر في هذا المجال، حيث تمت توعيتي بطريقة غير مقصودة - أو غير مخطط لها - لهذا العالم. نحاول - قدر استطاعتنا - أن تكون علامتنا صديقة للبيئة، وأؤمن بأن صداقة البيئة وسلامة الكوكب في أي مجال أمران ضروريان وأساسيان. وتعتبر صناعة الأزياء ثاني أكبر صناعة مضرة للبيئة في العالم، من حيث التلوث وهدر الموارد؛ لذلك أرى أنه يجب على كل علامة تجارية ناشئة أو كبيرة أن تعي وتتثقف أكثر في هذا المجال الواسع. فنحن، كعلامة تجارية، نحاول أن نقلل إهدار الموارد باستغلال الفائض من الأقمشة في قطع خاصة، واستخدام التكنولوجيا في الرسم، وعمل الباترونات، إذ نحاول إعادة تدوير التصاميم القديمة؛ لجعلها جديدة تماماً، ونحاول - قدر الإمكان - أن نصبح علامة تجارية صديقة للبيئة ومستدامة.

• هل الاستدامة الكاملة ممكنة في صناعة الأزياء؟

- في الحقيقة، يصعب على أي علامة تجارية أن تكون مستدامة بشكل كامل، خاصةً في خط الكوتور، من حيث طريقة العمل والشحن واستخدام الكهرباء والطاقة، ونوع الأقمشة المستخدمة، وطريقة العرض.. وما إلى ذلك.

مفهوم «العلامة»

• حدثينا أكثر عن مفهوم علامتك التجارية!

- «هلا الغرباوي» علامة تجارية للملابس النسائية، تجمع بين الثقافتين الشرقية والغربية مع مزيج مليء بالمغامرات، من القصات غير المتكافئة، والأنسجة المبتكرة، والعمل اليدوي. وتتمثل مهمتنا في إعادة تعريف معايير الجمال في التصاميم والأزياء بحرفية، ونشجع البحث عن الاختلافات الثقافية في الماضي، ونؤمن بعالم يكون التنوع فيه ملهماً وجميلاً. ومن أهم نقاط قوتنا التلاعب بالأقمشة في كل مجموعة نقوم بتصميمها، وتهدف العلامة إلى جعل عميلاتنا مميزات، ويشعرن بالتمكين والقوة والأناقة والأنوثة على حد سواء، من خلال التصاميم التي يرتدينها من توقيعنا بأسلوب صديق للبيئة. يتم إنتاج تصاميمنا الراقية بكميات محدودة (أو مصنوعة حسب الطلب)، وبالتالي تعتبر تصاميمنا مميزة وفريدة لهواة التجميع.

• كيف دخلت عالم «NFTs»؟ وكيف تستخدمينه في علامتك؟

- عند دراستي الماجستير تخصص إدارة أزياء، درست مواد تهتم بالتكنولوجيا، وعالم الأزياء الرقمي، والابتكار في التصاميم والأفكار. فقررت دخول عالم الأزياء الرقمي منذ تلك اللحظة، والفكرة موجودة في بالي، فالابتكار في هذا المجال لا حدود له. وقد بحثت وتعمقت في عالم الـ«NFTs»، ورأينا علامات تجارية عالمية دخلت هذا المجال بمختلف الطرق، كلعبة إلكترونية، أو محل تجاري إلكتروني، أو بتقنية (3D) كعملات ورموز رقمية لا يمكن استبدالها، والأصل دائماً يكون مع المخترع أو المصمم، ففيها بيع وشراء واستثمار للمستقبل. كمصممة أزياء طموحة وشغوفة، قررت التقدم في مجالي، وعدم الاكتفاء بالرسم على الورق، وخياطة التصميم، لما للتكنولوجيا من حصة كبرى في المستقبل، واهتمام الجيل الجديد بها، إذ أستخدمها في عمل الباترونات الرقمية، ورسم الاسكتشات، وحتى في عرض الأزياء نستطيع استخدام التكنولوجيا.

• كيف تتصورين مستقبل عالم الأزياء مع تطور التكنولوجيات الرقمية؟

- حسب استطلاع «ماكينزي»، المهتم بعالم الأزياء وتوقعاته، سيتجه عالم الأزياء إلى «الأونلاين» والتكنولوجيا في المستقبل، وكلها مسألة وقت ليس إلا، وأنا مع التطور والتقدم والاختلاف والتميز والتفرد، وسيكون مستقبل عالم الأزياء في مكان واحد وبكبسة زر.

التراث السعودي

• التراث السعودي حاضر في تصاميمك، كيف تبدعين ضمن نطاق البيئة السعودية؟

- في بعض تصاميمي، أحب دمج الثقافات معاً، سواء من خلال أفكار المجموعة التي استلهمت منها، أو من خلال التصاميم نفسها الواضحة بشكل أساسي في المجموعة، لكن مع دمج الأفكار والعناصر الصغيرة حتى أقوم بتكوين هذا المزيج الرائع، الذي أحب أن أراه في كل مجموعة أصممها بأسلوب معاصر، جريء، أنثوي وأنيق. ففي كل مجموعة أستخدم عنصراً تقليدياً، وأدمجه مع فترة زمنية أو فكرة حديثة أو فنية، مثل: الخطوط والأشكال الهندسية والخطوط المتقاطعة والمتقابلة التي تظهر في التصاميم، لكن بأسلوب عصري غير واضح، وهذا ما أتبعه في التصميم، ودمج عنصر التراث.

• بعيداً عن التصميم.. ماذا عن حياتك الشخصية؟

- على الصعيد الشخصي أنا زوجة وأم لثلاثة أطفال، كما أنني امرأة طموحة مكافحة قوية مجتهدة عنيدة، أسعى إلى نيل ما أحلم به، وأحب ما أفعله، ولا حدود لطموحي وشغفي. 

• ما مشروعاتك المستقبلية؟

- أنا شخصية تحب أن تعمل على نفسها، وتطور مهاراتها أكثر وأكثر. نعمل على مشاريع عدة، مثل التحضير لحدث سباق الخيل في السعودية، ومجموعتنا الجديدة، كما سأقدم ورشة عمل في تخصص تصميم الأزياء؛ بالإضافة إلى الإشراف على مشروع جديد يخص مراحل تصميم الأزياء بطريقة مستدامة 100% لعلامة تجارية ناشئة، وفتحنا خطاً جديداً لتصميم فساتين الأفراح والسهرات عن طريق مواعيد خاصة.