من يسافرون لمسافات طويلة بين الوطن العربي وحول العالم البعيدة جغرافياً، مثل الأميركيتين والقارة الأسترالية، يتساءلون دائماً عن سبب عدم تحليق الطائرات فوق المحيط الهادي، كطريق قد يبدو أقصر وأسرع للرحلات التي تتطلب أكثر من 12 ساعة من السفر الجوي للوصول إلى الوجهات النهائية المرغوبة. 
لكن شركات الطيران كافة، تتفادى التحليق فوق المحيط الهادي الذي يشغل بمياهه نسبة كبيرة من مساحة كوكب الأرض، بحسب موقع «إكزيكوتيف فلايرز» المختص بمسارات رحلات الطيران العالمية، وذلك لعدم الإحاطة بعاملي الأمان والوقت بشكل دقيق، فضلاً عن التكلفة العالية لأي رحلة.

 

 

ومن أبرز الأسباب التي تمنع الطائرات من التحليق فوق المحيط الهادي، عدم استقرار حالة الطقس، حيث لا يمكن التنبؤ بأي حال من الأحوال بالطقس فوق المحيط لساعات عدة، لأنه دائم التقلب، ومهيأ بشكل دائم لهبوب العواصف الرعدية التي يمكن أن تحدث في أي لحظة، مما يؤدي إلى اضطرابات في الجو والتسبب في عدم استقرار رحلة الطيران، وهو ما تعتبره شركات الطيران بمثابة ساحة حرب لا يمكن التنبؤ بها.
وتبلغ مساحة المحيط الهادي أكثر من 165,200,000 كم²، مما يعني استغراق الرحلة الجوية وقتاً أكثر، مما يكلفها مصاريف إضافية، كما ستفقد عامل الآمان بالنسبة للمسافرين، في حال تعرض أحدهم لنوبة قلبية مفاجئة أو مرض أو حالة ولادة، لأن أقرب مكان آمان سيكون على بعد 100 كم²، مما يحد من سرعة إنقاذه وتقديم المساعدة اللازمة.

 

 

كما أن عمق وطول المحيط الهادي، سيصعب إمكانية إنقاذ طاقم الطائرة والمسافرين، في حال تعرضت لحريق مفاجىء أو سقط حطامها في المحيط، لأن المساحة الواسعة ستصعب فرص العثور على الركاب ومحاولة إنقاذهم.
ومن أبرز الأسباب التي تمنع شركات الطيران تحليق طائراتها فوق المحيط الهادي، هو أن التيارات النفاثة في الجو، تساعد عادة الطائرات في التحليق نحو وجهاتها، وهذه التيارات هي رياح قوية تهب في اتجاه تحليق الطائرة، لكنها تهب بالعكس فوق المحيط الهادي، مما يعني أن الطائرة ستطير بعكس هذه التيارات، مما يتطلب وقوداً أكثر وتأخير في سرعة الطيران.