بين الشغف والموهبة، احتضنت اللاعبة الإماراتية نوف العنزي (25 عاماً) «الساحرة المستديرة»، وبجهد وحماس نقشت على ميادينها وَسْم الريادة والنجاح؛ حتى عززت مكانتها واحدةً من أهم لاعبات كرة القدم على كل المستويات.. ففي مسيرتها الفخورة والواعدة، دخلت محلياً مجال الاحتراف كابتن لمنتخب الإمارات للسيدات. وإقليمياً، لعبت ضمن تشكيلة نادي وادي دجلة المصري، الذي فاز ببطولة دوري منتخبات السيدات في مصر. ومع التزامها الراسخ باللعبة، طرقت مجال العالمية بثقة، حيث تلعب حالياً، ضمن فريق نادي ليغانيس الإسباني؛ لتضع بصمة الإمارات على المستوى الدولي.. في حوارنا معها، تتحدث نوف عن نشاطها، وكيف نشأت، ودراستها، وآمالها، وقيمها حول الرياضة ومستقبلها:

• في مجتمعاتنا المحافظة، تواجه المرأة تحديات عملية لتحقيق طموحاتها الاستثنائية.. كيف تصفين تجربتك؟

- في مسيرتي الرياضية، لم أواجه أي عوائق على المستوى الرسمي، وذلك بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة، التي اهتمت بمجال الرياضة النسوية، وكان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) دور حاسم في تذليل كل الصعاب أمام تقدم رياضتنا النسوية، ثم وجدت دعماً غير محدود من المسؤولين، الذين وفروا الفرص لنجاح التجارب الرياضية النسوية، ومنها تجربتي الخاصة.

 

 

• من أيٍّ من المحيطين بك جاءك الدعم والسند؟

- وجدت تشجيعاً قوياً من الأهل، وكان دعوات أمي وأبي وأصدقائي دافعاً معنوياً قوياً، ما حفزني على تحقيق نجاحات مبهرة، ولابد أن أذكر المدربة حورية الظاهري، فهي التي اكتشفت موهبتي، ورعتها حق الرعاية؛ فساهمت معي في تحقيق حلمي وأهدافي. ويعود الفضل في ما أنا فيه من نجاح، كذلك، إلى جهود المنتخب الوطني للسيدات ولاعباته، وهذه فرصة، أيضاً، لأنوه بالدور الكبير للاتحاد، الذي جعل تحقيق حلمي ممكناً.

• تنقلت بين أندية عدة.. صفي لنا هذه التجربة المتنوعة!

- تنوعت خبراتي في كرة القدم، وذلك يرجع إلى تنوع انتماءاتي، حيث لعبت في الإمارات، ومصر، والآن في إسبانيا؛ فتعددت مصادر مهاراتي الكروية؛ لأن كل مدرسة كروية لها منهجها وأسلوبها؛ فاستفدت كثيراً من هذه التجارب، التي أيضاً جعلتني أتعرف إلى عدد من الأشخاص من مختلف الجنسيات، وهذه ميزة أخرى لكرة القدم.

• تحظين بشعبية كبيرة في أوساط محبي كرة القدم.. كيف وصلت إلى هذه المكانة؟

- يمكنني أن أقول إن لعبة كرة القدم ساهمت في تغيير حياتي؛ فمنذ الصغر، وطموحي أن أكون لاعبة كرة قدم، وعندما مارستها عملياً؛ صارت أسلوب حياة، وطريقة للتواصل مع الآخرين، فقد أتاحت لي هذه اللعبة اكتساب الكثير من المهارات الاجتماعية، وحفزتني لأكمل دراستي الجامعية؛ وأنا الآن طالبة في الدراسات العليا، بجانب أن هذه اللعبة عززت شخصيتي وثقتي بنفسي، وعرفتني إلى عدد كبير من الناس، وفتحت أمامي الكثير من الأبواب.

 

 

• هل هناك من خطط لمستقبلك؟

- الآن أنا موجودة في إسبانيا، وأنا أقرب إلى أن أعيش حياتي يوماً بيوم، حيث إنني أمارس اللعب في نادي ليغانيس، وأقوم باكتساب العديد من الخبرات، وأستفيد من كل ما حولي في مجال الكرة، وكذلك أقوم بتطوير مهاراتي في مجال أكاديمي مرتبط بكرة القدم، حيث أحضر لنيل «الماستر» في الإدارة الرياضية بالجامعة الأوروبية، ومدرسة ريال مدريد، الأمر الذي قد يمكنني من تحقيق حلمي بتطوير لعبة كرة القدم النسائية في الإمارات، حتى أدخل ميدان التدريب.

• كيف تنظرين إلى مستقبل كرة القدم النسائية في العالم العربي؟

- كرة القدم النسائية العربية في تطور مستمر، وذلك بفضل الجهود الجبارة، التي تبذلها القيادات المدنية العربية، وأيضاً بفضل جهود اللاعبات اللواتي يدفعهن طموحهن وشغفهن إلى ممارسة اللعبة. لذلك، مع مرور الوقت ستنمو هذه الرياضة، ويزداد عدد اللاعبات بها، وربما نشهد مشاركة المنتخبات النسائية العربية في البطولات الإقليمية والعالمية.