يؤكد خبراء العلاقات الزوجية والأسرية أن كلا الزوجين مطالبين بتحقيق أكبر قدر من الانفتاح فيما بينهما، والتحلي بالصدق مع بعضهما البعض، كون جميع العلاقات الصحية تبنى على الثقة والقدرة على التحدث والتواصل بين الزوجين حول أي شيء.

ويعتبر ارتياح الزوجين في الحديث كلا منهما مع الآخر ومناقشته القضايا الشائكة عامل رئيسي يشير لمدى متانة علاقتهما، لذا من المهم جداً عدم تجنب مناقشة القضايا التي قد تكون هي السبب الرئيسي للعديد من المشاكل.

ويعتبر بعض الأزواج وكذلك الزوجات أن هنالك قضايا حساسة لا يرغبون بالخوض فيها، وكل هذا يؤثر سلباً على سير حياتهما معاً، عندما يرفض أحد الشريكين دائماً الحديث بموضوع معين، وهو الأمر الذي يمنع تظافر الجهود لضمان مناقشة المسائل المعقدة والصعبة دائماً، مما يزيد من احتمالات وجود سوء الفهم بين الطرفين.

صنف الخبراء موضوعين رئيسيين طالما تجنب أزواج الخوض بهما وأشارا إلى أهمية فتح بابهما للنقاش دائماً وهما:

1. الوظيفة

من المعروف أن معظم الأزواج والآباء يعملون لهدف واحد وهو رفاهية أسرتهم، وتأمين حياة مثالية وكريمة لهم، ويقضي كثيرا منهم أوقاتاً طويلةً جداً في الوظيفة، ويكون غالباً على حساب الوقت المخصص للزوجة والعائلة، كما أنهم يبتعدون عن حياتهم شيئاً فشيئاً بسبب ساعات العمل الطويلة هذه.

لا يمكن وصف هذا الأمر بأنه شيء صحي، ولا بد من نقاش هذه الظاهرة وإعادة العلاقة بين الرجل وزوجته لمسارها الصحيح، فكلامهما يحتاج للآخر ولوجوده بجانبه والإحساس به.

يقول الخبراء إنه من المهم جداً التوقف عند هذه القضية وفتحها للنقاش لأن استمرار غياب أحدهما عن الآخر يعرض علاقتهما للخطر.

إقرأ أيضاً:  6 أخطاء عليكِ تجنبها في العشرينات من عمركِ
 

من المعروف أن الشخص الذي يعمل يسعى لحياة أفضل لأسرته٬ ولكن هذه الحياة لن تكون كذلك على الإطلاق في ظل غيابه الطويل عن أحبائه بسبب عمله، لذلك لا بد من إجراء محادثات مع الزوجة وطرح الأسئلة فيما بينكما فهل نحن نعمل لنعيش أم أننا نعيش لنعمل وكيف يجب أن نحسن هذا الوضع ولا يغيب أحدهما عن الآخر طويلاً.

2. الأصدقاء والحياة الاجتماعية

من أكثر المواضيع التي يتجنب الأزواج نقاشها والحديث بها، هي العلاقات الاجتماعية لكل منهما، وليس بالضرورة غالباً أن يحظى الزوجان بقائمة مشتركة من الأصدقاء، أو أن يتفقا على كيفية تعامل كل منهما في علاقاته الاجتماعية وربما تختلف آراؤهم كثيراً في هذا الشأن، وهو ما يدفع الأزواج والزوجات في بعض العلاقات لإجبار الآخر بالابتعاد عن أصدقائه ودائرته الاجتماعية المقربة.

من المهم جداً ألا يجبر أحد الزوجين شريكه الآخر على الابتعاد عن أصدقائه أو دائرته الاجتماعية.

ومن المعروف أن الأصدقاء طالما كانوا جزءاً هاماً من حياة أي إنسان، وحتى لا تتعقد الأمور يحتاج الإنسان لرسم هذا الخط فلا تصبح الصداقة أولوية على الزواج أو العلاقة.

وغالباً ما يتحاشى الأزواج النقاش في هذا الأمر مما يذهب بعلاقتهما نحو الأسوأ، لكن فتح باب هذا الموضوع على مصراعيه للحديث والتحاور والنقاش سيقوي علاقة الزوجين كثيراً ويجعلهما يصلان لحلول مشتركة ترضي كل منهما.

عند نقاش هذه القضية يجب وضع الأسئلة التالية بعين الاعتبار، ومعرفة هل يحتاج أحدكما الآخر أكثر، وكيف يمكنكما تحسين علاقتكما دون إبعاد الآخر عن حياته الاجتماعية، وكيف تدورون علاقاتكما مع الأصدقاء والأقارب؟