يعد التصوير الصحافي من أهم العناصر الفنية التي تكسب الأخبار والتقارير الصحافية مصداقيةً وعمقاً، لما تبديه من قدر عال من الواقعية للحدث الذي تغطيه الصحافة بالكلمة المكتوبة، وفي كثير من الأحيان، تخلق الصور الملتقطة في مناطق الأزمات والكوارث الطبيعية إحساساً غامراً بالصدمة والتأثر، هو ما يجعل من الصحافة والإعلام عنصراً فاعلاً في التأثير في الرأي العام، محلياً وعالمياً.
من هنا، توجه المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر» لزواره بسؤال، في اليوم الخامس من فعالياته: هل سبق أن أثرت فيك صورة فوتوغرافية؟

وجاءت الأجوبة مثيرة للانتباه، إذ بينت مدى أهمية الصورة في حياة الناس، فصانع المحتوى محمد عصام سعد أجاب بأن هنالك العديد من الصور الفنية التي تنال إعجابه عادةً، ولكن أكثر الصور التي تترك أثراً في نفسه هي الصور الصحافية التي يلتقطها المصورون لتغطية الأحداث المأساوية حول العالم، وأضاف أنه مؤخراً كانت أكثر الصور التي خلفت شعوراً بالحزن والتعاطف عنده، هي إحدى الصور الأكثر انتشاراً للزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا هذا الشهر، وظهر فيها أب يمسك بيد ابنته من بين الأنقاض، وهو مشهد صعب لا يتمنى أن يمر به أي إنسان.
من جهتها، أوضحت مصممة الغرافيك حمدة راشد الحمادي أن كثيراً ما تشاهد صوراً مؤثرة، ولكل صورة قصتها، ولأنها من هواة التصوير فإنها تشاهد العديد من الصور على الإنترنت للدرجة التي لا تحمل فيها صورة بعينها مكانة أكبر من غيرها عندها، ولكن في اكسبوجر هذا العام، لفت انتباهها صورة لامرأة إماراتية شابة ترتدي البرقع، وقد أثر فيها هذا الأمر ليس فقط لأنها ذكرتها بجمال التراث الإماراتي، بل لأنها التقطت بشكل غير تقليدي، حيث كانت العارضة محاطة بالثلوج التي ليست جزءاً من البيئة الإماراتية، ووسط هذا التناقض برز جمال الزي الذي ترتديه، وتذكرنا أن الزي التقليدي قد يكون أكثر من مجرد تراث. 

بدورها، قالت مندوبة المبيعات آية حاتم: «كنت في زيارة إلى اليابان، وهناك ذهبت إلى متحف القنبلة الذرية في مدينة هيروشيما، ورأيت صوراً مؤثرة دفعتني للبكاء، خاصة التي تعرض شوارع المدينة وأحيائها بعد الكارثة، والتي التقطت بعضها للأهالي وهم يحاولون مواصلة حياتهم بعد الحرب، وكان أكثر ما أثر في نفسي صور الأطفال أثناء ذهابهم إلى المدرسة بين أنقاض البيوت والمباني، حيث حملت نظراتهم مشاعر كثيرة لا يمكن للكلمات أن تصفها». 
طالب الإعلام والاتصال الجماهيري محمد الأمين جايتي من غامبيا، يجيب عن السؤال قائلاً: «الصورة تحكي ألف كلمة، وفي أحيان كثيرة تمر على المرء صور توصل رسالة إنسانية خاصة، أو حتى تكتفي بتعريفك بالكثير عن المكان الذي التقطت فيه دون عبارات مكتوبة، وكثيراً ما تؤثر فينا الصور لقوة المشاعر التي تنضح بها، ولا زلت أذكر صورة رأيتها منذ زمن طويل لطفل يتيم في بلد عربي، في سوريا أو فلسطين على ما أذكر، وكان الطفل جالساً في مكان مهجور بمفرده، والحزن والكآبة باديان على وجهه، وهو ما أشعرني بأن الكثير من البشر يحتاجون إلى من يساعدهم ويساندهم، وكذلك يواسيهم».