يبدو أن الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاءً واسعة من تركيا وسوريا يحمل الكثير من التفاصيل التي لم تروَ بعد، وقد ينكشف الكثير منها مع الأيام المقبلة، وقد يكون جزءا كبيرا منها مرتبط بذاكرة الناس بأعمال فنية نالت شهرة واسعة وكبيرة جداً.
وفي سوريا أعاد الزلزال إلى الجمهور بصورة مباشرة تلك الأيام التي عاشوها مع المسلسل السوري الشهير «ضيعه ضايعة» على مدار جزئين كاملين، فقد دمر هذا الزلزال منازل قرية السمرا التي تقع في بلدة كسب التي تتبع محافظة اللاذقية، وهي القرية التي دارت بها كل أحداث المسلسل.

 

 

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا على وجه الخصوص صوراً لآثار الدمار الذي لحق بالقرية وغردوا عبر وسم «حتى الناجي الوحيد لم يعد كذلك»، في إشارة إلى العبارة الشهيرة التي كانت تظهر على جميع حلقات المسلسل، إذ يكتب قبل بداية الحلقة «هناك ناج وحيد.. أم الطنافس الفوقا»، وهي المنطقة التي دمرت منازلها ولم تنج من الزلزال.
وأشارت مغردة تدعى سارة سلوم عبر حسابها بتويتر إلى أن منزلي بطلي المسلسل دمرا ولم ينجو من الكارثة، وكتبت: «حتى الناجي الوحيد لم يعد كذلك! منزلي جودة وأسعد في ضيعة ضايعة». 
وللمفارقة فإن نهاية المسلسل تشير لواحدة من الكوارث الطبيعية، فقد قضت المخلفات الكيماوية في المسلسل على جميع سكان القرية، التي دمرها الزلزال على أرض الواقع.

 

 

ويعد مسلسل «ضيعة ضايعة» واحداً من أشهر الأعمال السورية بالتاريخ وعرض للمرة الأولى عبر قناة أبوظبي عام 2008، وبعد النجاح الساحق الذي حققه، تم إنتاج جزء ثان منه عرض كذلك عبر أبوظبي عام 2010.
والعمل من بطولة باسم ياخور، ونضال سيجري، وأمال سعد الدين، وتولاي هارون، وزهير رمضان، وجرجس جبارة.
وتميز المسلسل بأن حلقاته لم تكن ذات حكاية واحدة وروت كل حلقة فيها قصة مختلفة تنتهي بنهاية الحلقة.
واعتبر البعض أن أهم ما في «ضيعة ضايعة» إضافة لطرافته وقصصه الجميلة، تلك اللهجة الغريبة التي مُثل بها وهي لهجة مشتقة من مدينة اللاذقية وبها عدد من المفردات الصعبة التي لا يمكن للمشاهد العربي فهمها لذا فقد تمت ترجمة عدد كبير من الكلمات والجمل إلى اللغة العربية الفصحى ليتسنى للجميع فهمها.