استطاعت المرأة السعودية أن تصنع لنفسها تميزاً كبيراً على مستوى الوطن العربي والعالم في مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية، فقد بات وجود النساء السعوديات يشكل إضافة حقيقية في مختلف المحافل اللواتي يظهرن بها، والتي كان آخرها فوز المخرجة السعودية خديجة قدسي بجائزة أفضل فيلم قصير في «مهرجان العين السينمائي الدولي» الذي أقيم بإمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 6 إلى 11 فبراير الحالي. 

 

 

تعد قدسي من المخرجات العربيات المميزات اللواتي شققن طريقهن بنجاح كبير، وذلك بعد حصولها على دبلوم صناعة الأفلام من أكاديمية نيويورك للأفلام عام 2013، وأكملت في نفس الأكاديمية دورة في كتابة السيناريو عام 2018، لتبدأ بعدها بصناعة المحتوى على الإنترنت، وتقوم بإخراج عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية والمسرحيات.
واستطاعت قدسي الوصول لقلوب المشاهدين في معظم أرجاء العالم، بعد أن ركزت في جل القضايا الاجتماعية، التي تمس معظم الشعوب في العالم، مثل الفيلم الذي تناول قضية «التأتأة» في الكلام.
زهرة الخليج التقت المخرجة السعودية المميزة خديجة قدسي الحائزة على جائزة أفضل فيلم قصير في «مهرجان العين السينمائي الدولي» وكان لنا معها الحوار التالي:

 

 

· بداية ماذا يعني لك الفوز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان العين السينمائي؟
هذه الجائزة تعني لي الكثير، خاصة أنني أقيم في دولة الإمارات منذ أكثر من 25 عاماً، والإمارات بلدي الثاني، وطالما كانت العين المدينة المفضلة لدي لقضاء العطل والإجازات، وقد سعدت جداً بمشاركة فيلمي، وفوزه بجائزة أفضل فيلم. منحتني هذه الجائزة الكثير من الثقة والدعم والسعي لإخراج أفلام أكثر وأفضل، وكون العمل يسلط الضوء على ذوي الهمم وعلى وجه الخصوص المصابين بالتوحد، فإن هذا يعد عاملاً مهماً وكبيراً ويشكل دافعاً لشمول المصابين بالتوحد ضمن المجتمع.

· من أين استوحت خديجة قصة الفيلم؟
يروي الفيلم قصة شخصية حقيقية اسمها «سهيل»، ووالدة سهيل هي إحدى صديقاتي، وسبق لها أن قدمت كتابين عن ابنها وكتبت كذلك قصة التوحد.
وسبق لي أن قابلت سهيل خلال مشاركتي في معرض أبوظبي للكتاب، ووجدت أنه يمتلك ألطف ابتسامة، وكان طفلاً رقيقاً جداً، وآمنت منذ تلك اللحظة بأن قصته يجب أن تروى.

 

 

· حدثينا عن التحديات التي واجهتها خلال التصوير؟
كانت فترة التصوير ممتعة جداً بمشاركة سهيل وعائلته، وقد تعلمنا الكثير منه وأصبح فريق العمل متفهماً لفكرة التوحد بطريقته الخاصة، وللأمانة فقد علمنا سهيل وذويه طريقة تفكير مختلفة.
لم يكن التصوير بمجمله سهلاً، فلك أن تتخيل أننا تبعنا سهيل مدة عام ونصف، وتم تصويره في أماكن مختلفة، مثل مدرسته في أبوظبي، وذهبنا للتصوير أيضاً في الفجيرة حيث ولد وترعرع، ولم يفتنا تصوير تلك الجبال الرائعة التي أدعو إلى التجول فيها عندما يكون الجو لطيفاً.
أكملنا تصوير ممارسته ركوب الخيل، ولم يكن كل شيء سهل لكنه كان ممتعاً بكل تأكيد، ولم نكن وحدنا فقد كان الأمر شاقاً على الطفل أيضاً، فعلى سبيل المثال صورنا في الفجيرة بينما كان الجو حاراً، وأذكر أنه قال لي يومها: «لا، شكراً، لا أريد الذهاب إلى الخارج».
لا بد من أن أشير إلى أن عمليات المونتاج ووضع اللمسات النهائية على الفيلم كانت صعبة، فقد انتهينا من التصوير قبل بدء جائحة كورونا، ومع الإغلاقات في كل دول العالم توجب علينا أن نقوم بكل عمليات المونتاج عبر تطبيق زوم، وهو ما صعب علينا العمل بشكل كبير، واستغرق منا وقتاً طويلاً جداً قارب الستة شهور، لكن إيماني بالقصة دفعني للاستمرار.

· برأيك، ما هو الفرق بين إخراج الأفلام القصيرة والطويلة؟
الفرق كبير وشاسع بين الأفلام القصيرة والطويلة في مرحلة التصوير، فالفيلم الروائي القصير يأخذ وقتاً أقل في التصوير مقارنة بالفيلم الطويل، كما أن هناك فرقاً شاسعاً في الميزانية حيث إن ميزانية الفيلم الطويل كبيرة جداً. بالنسبة للأفلام الوثائقية القصيرة أو الطويلة، أعتقد أنها تأخذ نفس الوقت في التصوير وكلاهما يحتاج لجهد كبير، فأنا استغرقت سنة ونصف في عمل فيلم «سهيل»، أولاً لأنني أردت أن أوثق علاقتي بسهيل وألا أحصره ببيئة معينة في التصوير.

 

 

· كسعودية مقيمة في الإمارات كيف ترين دعم المملكة ودولة الإمارات للسيدات في صناعة السينما؟

أعتقد أن كلاً من الإمارات والسعودية تقدمان دعماً هائلاً للسيدات في صناعة السينما ومن خلال «مهرجان العين السينمائي»، تعرفت إلى مجموعة كبيرة من المخرجات الإماراتيات والسعوديات، وقد سرني ذلك كثيراً.
والحقيقة أن فوزي في مسابقة الصقر الخليجي لأفضل فيلم قصير خلال «مهرجان العين السينمائي الدولي»، منحني دعماً معنوياً كبيراً، خاصةً أن هذا الفوز عزز من ثقتي في نفسي وفي نوعية القصص والأعمال التي اختارها.

· مع الحداثة والتطور الهائل التي تشهدهما المملكة، ما نظرتك لمستقبل السينما السعودية؟

أعتقد أن مستقبل السينما السعودية مشرق جداً، ويعيش تطوراً مستمراً، فقد رأيت الكثير من الأعمال الرائعة المنتجة. هناك مساحة كبيرة لرواية قصص من واقعنا وتراثنا، وهناك دعم هائل لصناع السينما السعودية.

 

 

· برأيك من هم أفضل ممثلي السينما السعوديين حالياً؟
هناك مجموعة كبيرة من الفنانين السعوديين الذين سعدت كثيراً بأعمالهم منهم فاطمة البنوي وخيرية أبو لبن.

· إلى ما تطمحين خلال الفترة المقبلة؟
أسعى إلى إخراج فيلم وثائقي جديد قصير أيضاً، وأرجو أن أصنع في المستقبل أفلاماً وثائقية طويلة.

إقرأ أيضاً: توم كروز يسترعي اهتمام الحاضرين في حفل غداء الأوسكار