استضافت القاعة الرئيسية بالمهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر»، جلسة حوارية ملهمة تحدث فيها المصور الصحفي الرياضي العالمي نيل لايفر بعنوان «ستون عاماً من الصور الأيقونية في التصوير الصحفي، التي لا تفوّت»، وحاوره المصور الفوتوغرافي جيمس هورنستين. وقدم لايفر خلاصة مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من ستين عاماً، عبر عرض مجموعة مدهشة من أشهر أعماله الفوتوغرافية، التي ضمت عدداً من الصور التاريخية النادرة لمشاهير الرياضة والمجتمع والقادة حول العالم، وأصبحت صوره من أعظم الصور الملتقطة في التاريخ.

 

 

واستهلّ هورنستين حديثه قبل توجيهه الأسئلة لضيفه نيل لايفر بالحديث عن القيمة العظيمة التي يمكن استخلاصها من المهرجان، وروى للجمهور كلام المصور العالمي ستيف ماكوري حين سأله هورنستين في يوم الافتتاح عن رأيه في«اكسبوجر» فكان ردّ ماكوري أن: «اكسبوجر هو أعظم مهرجان تصوير في العالم» من هنا وجه هورنستين سؤاله الأول لنيل لايفر عما يعنيه هذا المهرجان له، وتحدث لايفر عن سعادته البالغة بحضوره هذا المهرجان الهام، ومشاركته الجمهور تلك الصور العزيزة على قلبه وروحه.

 

 

ثم تحدث لايفر عن بداياته في حارات مانهاتن، حيث لم يكن والده مع فكرة أن يصبح مصوراً، «فتلك هواية الأغنياء، وعلى نيل الصغير أن يهتم بدروسه ليصبح طبيباً». لكنه عاند واختار المضي في هذا المجال، وكان يجتمع مع أصدقائه في نادي الكاميرات بمنهاتن، وهناك التقى بإمرأة بولندية تدعى نيلِي علمته لأول مرة كيف يمسك كاميرا ويلتقط صوراً جميلة، وفي عام 1958م التقط نيل أول لقطة رياضية في حياته لفريق بولتيمور بكرة القدم الأمريكية، إذ يقول نيل عن هذه اللقطة: «كنت في السادسة عشرة من عمري، ودخلت الملعب بصفتي مساعداً لجرّ عربات المعاقين، فلم يكنْ ثمة طريقة غير هذه، وهناك حالفني الحظ فالتقطت هذه الصورة الجميلة».

 

 

ويجيب نيل لايفر على سؤال هورنستين حول نوع أول كاميرا امتلكها بأنها كانت من نوع رولفلكس بسعر 75 دولار، وبدأ يصور بها التظاهرات الرياضية وكانت مجلة Life الأسبوعية تنشر له، وكانت إحدى صوره التي نشرت كأول غلاف رياضي له في هذا المجلة نقطة تحول في حياته المهنية، أما عن أكثر صورة جعلت اسمه يتردد عالياً فيقول لايفر: «كانت صورة مدرب فريق كرة القدم في جامعة ألاباما بول بير براينت وهو يرسم خطّة اللعبة على اللوح، كانت تلك هي الصورة التي أكسبتني سمعة جيدةً جداً.»

 

 

وتحدث نيل لايفر عن أكثر صوره شهرة وهي صورة بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي، يقول نيل: «أبي كان عاشقاً للملاكمة، وكان يأخذني لمشاهدة هذه المباريات، وخلق هذا لدي شغفا كبيرا بهذه الرياضة» بعدها سمع بمحمد علي كلاي، وذهب ليشاهده في إحدى مبارياته وهناك حالفه الحظ أن يكون واقفاً أمام محمد علي كلاي وهو يطرح خصمه أرضاً في الجولة الأولى، فالتقط له هذه الصورة التي اختيرت لتكون أفضل صورة في القرن العشرين.

 

 

وأخذ نيل لايفر الجمهور في جولةٍ حول الكثير من الصور الجميلة التي التقطها لعدد من الحيوانات في الحياة الطبيعية، وركز فيها على تلك الأنواع المهددة بالانقراض، بجانب لقطاته المدهشة لعديد من قادة العالم، والممثلين، وغيرهم من الأشخاص الذين صورهم نيل لايفر على مدار أكثر من نصف قرن.