لا شك أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بات العالم يستخدمها على نطاق واسع، تقدم الفائدة المرجوة للكثير من القطاعات الحياتية، وتسهل من تأدية المهام، فهذه التقنية القائمة على محاكاة الذكاء البشري يمكنها أن تحسن نفسها، استناداً إلى المعلومات التي جمعتها.
لكن هل انتبه العاملون في هذا المجال، لخطورات سلبية قد تنشأ بفعل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؟

 

 

يجيب خبراء بيئة، أن الجهود والاحتياطات التي تتبعها شركات كبرى تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي بهدف الحد من البصمة الكربونية، قد لا تمنع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وسط سباق محتدم ومشتعل، خاصة بعد أن أعلنت شركتا «غوغل» و«مايكروسوفت» البدء بتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في عملياتهما التشغيلية، علماً أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى قوة أعلى بنحو خمس مرات من القوة المستخدمة حالياً، وقد لا يعفي إعلان «غوغل» و«مايكروسوفت» نيتهما بإطلاق نسخ أقل استهلاكاً للطاقة، في الوقت الذي يتوقع فيه خبراء البيئة أن يتضاعف معدل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون في العالم إلى 8% نهاية العام الحالي، بعد أن كان معدله سابقاً يدور حول 4%.

 

 

ويعود سبب زيادة تأثير الإنترنت في التلوث، بحسب الخبير البيئي حبيب معلوف إلى التطوير الذي ستشهده الشبكات حول العالم، وزيادة استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية انطلاقاً من مئات المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويوضح معلوف أن التنافس بين الشركات التقنية، يهدف إلى زيادة الاستهلاك مثل أي صناعة كالملابس والسيارات وغيرها، وأن هذه الزيادة يترتب عليها زيادة في الإنتاج وتنامي الطلب على الطاقة، لتكون البيئة ضحية لذلك من خلال التلوث، كون الذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة أكبر؛ نظراً للكم الهائل من المعلومات التي يتعامل معها.

 

 

وكانت دراسة فرنسية متعلقة بالبيئة أعلنت نتائجها بداية العام الحالي وصادق عليها برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، قد خلصت إلى أن 10% من سكان العالم يعتبرون مصدراً لنصف الانبعاثات السنوية المسببة للاحتباس الحراري، واقترحت الدراسة فرض ضريبة على الأفراد الأكثر تلويثاً للبيئة.