يحذر علماء النفس وخبراء الأسرة والطفولة، الأهالي من بعض التصرفات التي يرون فيها حرصاً وخوفاً على أطفالهم، من أنها قد تكون سبباً مباشراً لإصابة الأطفال بنوبات القلق، وفقدان الثقة في النفس تدريجياً، وربما تكون سبباً في إضعاف شخصيتهم كذلك.
أبحاث سابقة أشارت إلى أن نسبة الأطفال بين عمر (2-5) أعوام، والذين يعانون اضطراب القلق بلغت حوالي 10%، في حين قلت هذه النسبة بدرجة بسيطة لدى الأطفال من عمر (3- 17 عاماً) إذ بلغت ما مقداره 7%، بينما يعاني 25% من الشباب القلق.
إليكِ أبرز السلوكيات والتصرفات التي يمارسها الأهل مع أطفالهم والتي قد تكون سبباً مباشراً لإصابتهم بأعراض القلق.

 

 

التعاطف معهم في الهروب من المواقف
يعاني بعض الأطفال القلق حيال مواقف معينة، ويحاولون تجنبها بشكل عام، ومن الخطأ تشجيع طفلك على تجنب هذه المواقف فهي تنمي علامات القلق لديه حسبما تصف أخصائية علاج اضطرابات القلق الدكتورة ماري ألفورد. وضمن ذات السياق، تؤكد خبيرة التربية لورا لين نايت ذلك بالقول: «لا تشجعي طفلك على تجنب الأشياء، لمجرد أنها تُشعره بالقلق، وتظنين أنك بذلك تجعلينه أقل قلقاً، فالتجنب يُسبب المزيد من القلق، ويُقلل ثقة الطفل بنفسه». وينصح دائماً بعمل توازن في هذه الأمور ومساندة الأطفال بمواجهة تلك المواقف وتعويدهم على مهارات التأقلم بحيث لا يهربون من كل ما قد يثير قلقهم.

سلوكيات الأهل التي تؤثر في شخصية الطفل
حل المشاكل عوضاً عنهم
من المعروف أن الآباء والأمهات حريصون بشكل فطري في الدفاع عن أبنائهم في مواجهة مشاكلهم البسيطة.
يقول الخبراء إن عدم ترك الطفل يواجه جزءاً من مشاكله وحلها بنفسه، يجعله قلقاً من إخبار أهله بالمزيد منها، ويشعره بعدم ثقتهم به، ودائماً فإن الأفضل في هذه الحالة أن تجعلي طفلك يواجه مشكلته ويحلها بمعرفتك ومراقبتك وحتى مساعدتك له في إيجاد الحلول المناسبة.

 

 

إخفاء المشاكل عنهم
يتصور معظم الآباء أن إخفاء بعض المشاكل الخاصة أو العائلية والتي تحدث داخل البيت عن الأطفال هو أمر إيجابي، بحيث لا تزج بهم بما هو أكبر من عمرهم، ولكنهم يغفلون تماماً عن أن معظم الأطفال قادرون على إدراك وجود هذه المشاكل ويشعرون بها بسبب حساسيتهم العالية.
ليس المطلوب أن تحملي الطفل ما هو أكبر من طاقته، ولكن حديثه عن أسباب هذه المشاكل وامنحيه بعض الثقة.
تقول الدكتورة خديجة بوث واتكينز: «لا بأس بالتحدث إلى أطفالك عن قلقك أنت أيضاً، عندما تجدينه قلقاً، فقد يكون من المفيد له أن يعرف أنه ليس وحده، وأنك تفهمين ما يمر به».

التسلط والاستبداد
قد يسبب التسلط خوفاً كبيراً لدى الأطفال فيحاولون أن يكونوا مثاليين لدرجة كبيرة خوفاً من العقاب الذي قد يلحق بهم في حال فشلوا بذلك، وهو ما يولد قلقاً داخلياً كبيراً لديهم ويتطور مع الوقت.
تقول عالمة نفس الأطفال آن لويز لوكهارت: «الأطفال الذين يعيشون في منازل تخضع لأسلوب تربية استبدادي، مبني على كثير من القواعد الصارمة والعقوبات، والقليل من الدفء والاتصال مع الوالدين، غالباً ما يشعر فيه الأطفال بالقلق بشأن القيام بكل شيء بشكل صحيح».

 

 

تعويض نقاط الضعف
مساعدة الطفل على تخطي جميع المشاكل حتى البسيطة منها ومحاولة تعويض نقاط الضعف لديه من قبل الأبوين، يعد مشكلة كبيرة، فهو يبقيه بعيداً عن مواجهة هذا الضعف ويتركه عاجزا عن التعامل معه في كل مرة، فيصبح متكلاً على والديه بشكل كامل، وهو ما يسبب له قلقاً كبيراً في حال واجه هذه المشكلة وهو بعيد عنهما.
الأهم هو تعليم الطفل كيفية التعامل مع المسألة وتجاوز نقاط الضعف هذه وليس حملها عنه بشكل كامل، ويجب تشجيعه دائماً والوقوف بجانبه مع منحه الفرصة الكاملة لتطوير قدراته بشكل دائم.